الموضوع: تعبير
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 02-12-2008, 08:51 PM
ffamfam22 ffamfam22 غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 44
معدل تقييم المستوى: 0
ffamfam22 is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمنالرحيم
معنى الإرهابوحقيقته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علىنبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فقد كثر الكلام في تحديد الإرهابواضطربت الآراء والمصطلحات على إيضاح مفهوم الإرهاب , وعلى الرغم من كثرة التعريفاتوالحدود التي وضعت لمعنى الإرهاب فلم نقف على حد جامع مانع لحقيقة الإرهاب , وكلتعريف لحقيقة ما لا يكون مطردا منعكسا - أي جامع مانع - فإنه لا يعتبر تعريفا صحيحاومع أن كثيرين من الباحثين في هذا الموضوع قد ذكروا من التعاريف للإرهاب ما يزيدعلى مائة تعريف إلا أنها تخلوا كلها من أن تحدد مفهوم الإرهاب تحديدا دقيقا يستطيعالقارئ أن يفرق به بين الإرهاب وغيره، ولكي تعرف أن كل ما ذكر من تعاريف للإرهاب لمتكن كافية لتحديد مفهومه تحديدا لا يختلف فيه أحد , وسأذكر لك نماذج مما قيل فيتعريف الإرهاب :

1-الإرهابهو الأعمال التي من طبيعتها أن تثير لدى شخص ما الإحساسبالخوف من خطر ما بأي صورة .
2-الإرهابيكمن في تخويف الناس بمساعدة أعمال العنف .
3-الإرهابهو الاستعمالالعمدي والمنتظم لوسائل من طبيعتها إثارة الرعب بقصد تحقيق أهداف معينة .
4-الإرهابعملبربري شنيع .
5- هوعمل يخالف الأخلاق الاجتماعية ويشكل******ا لكرامة الإنسان .

وإنك أيهاالقارئإذا قمت بتحليل هذه التعريفات المذكورةلتتمكن من تحليلها بغرض تحديد درجة دقتها وقياس مدى إمكانية الاعتماد عليها فيعملية وصف وضبط وتحديد ما يمكن تسميته بالعمل الإرهابي أدركت أن كلاً منها لا يكفيلبيان مفهوم الإرهاب بياناً جلياً واضحاً تتوفر فيه شرط التعريف والحد لأن كلاًمنها إما جامع غير مانع وإما مانع غير جامع وإما ليس جامعا ولا مانعا وهذا الاختلاففي تعريف الإرهاب راجع لاختلاف أذواق الدول ومصالحها وأيديولوجياتها فكل دولة تفسرالإرهاب بما يلائم سياستها ومصالحها سواء وافق المعنى الصحيح للإرهاب أو خالفه لأجلهذا تجد عملاً يقوم به جماعة من الناس أو الأفراد يطلق عليه أنه عمل إرهابي وتجدعملاً مثله أو أفظع منه يقوم به جماعة آخرون لا يعتبر إرهابا وسأذكر مثالاً واحداعلى ذلك :
موضوع فلسطين :منذ أكثر من (50 سنة ) والصهاينة الحاقدون يسومون إخواننا الفلسطينيين سوء العذابمن قتل وتشريد وتدمير وهدم للبيوت على أهلها ويعتبر هذا العمل في نظر أبناء القردةوالخنازير وأسيادهم الصليبيين في أمريكا وأوربا دفاعا عن النفس وما يقاوم به هؤلاءالمضطهدون بالحجارة ونحوها يعتبرإرهابا وعنفا .
إذا تقرر هذا فاعلم أن التعريف الصحيح للإرهاب علىضربين :
1-تعريفه من حيث اللغة العربية .
2-تعريفه من حيث الشرع .
أما من حيث اللغةفالإرهاب مصدر أرهب يرهب إرهاباً من باب أكرم وفعله المجرد (رَهِب) , والإرهاب والخوف والخشية والرعب والوجل كلمات متقاربة تدل على الخوف إلا أن بعضهاأبلغ من بعض في الخوف وإذا تتبعنا هذه المادة في القرآن الكريم مادة رَهِبَ أو أرهبوجدناها تدل على الخوف الشديد قال تعالى ( وإياي فارهبون ) أي خافوني , وقال تعالى ( ويدعوننا رغبا ورهبا ) أي طمعا وخوفا , وقال تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم منقوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) أي تخيفونهم .
قال ابن جرير : يقال منه أرهبت العدو ورهبته فأنا أرهبه وأرهِبه إرهابا وترهيبا وهو الرهب والرهبومنه قول طفيل الغنوي :
ويل أم حي دفعتم في نحورهم ... بني كلاب غداة الرعبوالرَّهَب
أي الخوف .
وقال ابن جرير : حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيدعن قتادة ( واضمم إليك جناحك من الرهب ) أي من الرُعب وهذا التفسير للرَّهب بالرعبيدل على أن الرعب مرادف للرّهب وأن معناهما الخوف الشديد يؤيد هذا قوله صلى اللهعليه وسلم : (نصرت بالرعب مسيرة شهر ) أي بالخوف .
هذا نموذج مختصر لبيان معنىالإرهاب في لغة العرب .
أما مفهوم الإرهاب في الشرع :فهو قسمان :
اولا :قسم مذموم ويحرم فعله وممارسته وهو من كبائرالذنوب ويستحق مرتكبه العقوبة والذم وهو يكون على مستوى الدول والجماعات والأفرادوحقيقته الاعتداء على الآمنين بالسطو من قبل دول مجرمة أو عصابات أو أفراد بسلبالأموال والممتلكات والاعتداء على الحرمات وإخافة الطرق خارج المدن والتسلط علىالشعوب من قبل الحكام الظلمة من كبت الحريات وتكميم الأفواه ونحو ذلك .
ثانيا :إرهابمشروع شرعه الله لنا وأمرنا به وهو إعداد القوة والتأهب لمقاومة أعداء الله ورسولهقال تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو اللهوعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ) فهذه الآية الكريمة نص في أنهيجب على المسلمين أن يبذلوا قصارى جهدهم في التسليح وإعداد القوة وتدريب الجيوش حتىيَرهبهم العدو ويحسب لهم ألف حساب وهذا أعني وجوب الإعداد للمعارك مع العدو أمرمجمع عليه بين علماء المسلمين سواء كان الجهاد جهاد دفع أو جهاد طلب لكن ينبغي أنيُعلم أن مجرد القوة المادية من سلاح وعدة وتدريب لا يكفي لتحقيق النصر على الأعداءإلا إذا انظم إليه القوة المعنوية وهي قوة الإيمان بالله والاعتماد عليه والإكثارمن الطاعات والبعد عن كل ما يسخط الله من الذنوب والمعاصي فالمستقرئ للتاريخ يدركصدق هذه النظرية قال تعالى ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله معالصابرين ) وقال تعالى ( لقد نصركم الله في موطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكمفلم تغني عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ) ولما كتب قائدالجيش في غزوة اليرموك لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال في كتابه : إنا أقبلنا على قوم مثل الرمال فأَمِدَّنا بقوة وأمدنا برجال فكتب له عمر رضي اللهعنه : ( بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر بن الخطاب إلى قائد الجيش فلان بنفلان أما بعد : فاعلم أنكم لا تقاتلون عدوكم بقوتكم ولا بكثرتكم وإنما تقاتلونهمبأعمالكم الصالحة فإن أصلحتموها نجحتم وإن أفسدتموها خسرتم فاحترسوا من ذنوبكم كماتحترسون من عدوكم ) .

والأمثلةالتي تدعم هذه النظرية كثيرة فيالتاريخ منها معركة اليرموك اذ كان العدو متفوقا على المسلمين من حيث العدد والعدة، حيث بلغ على حسب احدى الروايات مائة وعشرين ألف مقاتل من الروم مسلح بأسلحة حديثةكالمنجنيقات وقاذفات اللهب وغيرها ، وعدد المسلمين بضعة آلاف وعدتهم بدائية كالسيوفوالرماح , ومع هذا انتصر المسلمون على اعدائهم لتحقق القوة المعنوية وهي الإيمانبالله والتوكل عليه .

هذا هو المفهومالحقيقي للإرهابلكن أعداء الله وأعداء رسلهودينه من الصليبية الحاقدة والصهيونية المجرمة لمفهوم الإرهاب عندهم معنى آخرفمفهوم الإرهاب عند هؤلاء الكفرة هو :

الإسلام والجهاد والإرهابيون همالمسلمون المجاهدون , لأجل هذا اجتمع كفار الأرض قاطبة على حرب الإمارة الإسلاميةفي الأفغان بحجة محاربة الإرهاب , على الرغم من أنه لا يوجد دليل بل ولا قرينة تربطالعمليات التي جرت في أمريكا بهذه الإمارة الإسلامية ولا بأسامة بن لادن, والصليبيون والصهاينة يعلمون علم اليقين بأن العمليات التي جرت في نيويورك وواشنطنقامت بها عصابات صهيونية أو مسيحية متطرفة لكنهم رأوا النهضة الإسلامية فيأفغانستان وأرهبهم تطبيق أحكام الشريعة في تلك الإمارة فخافوا أن يتسع المدالإسلامي في الدول المجاورة للأفغان فقاموا بهذه الحملة الإرهابية التي استعملوافيها أنواع السلاح المحرم دوليا كالقنابل العنقودية والقنابل الانشطارية وغيرهاالتي قتلوا بها الآلاف من المدنيين من رجال ونساء وأطفال , وإن كل من يعرف شدةعداوة الكفار للإسلام والمسلمين لا يستغرب ذلك لأن الله سبحانه وتعالى يقول ( ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) وإنما الذي يستغرب وقوف كثيرينمن حكام العرب والمسلمين وبعض علماء المسلمين مع هؤلاء الكفرة وتأييدهم في حربهمللمسلمين في الأفغان من غير أن يقفوا على دليل يربط بين العمليات التي جرت فيأمريكا وبين حكومة الطالبان ومن غير أن يفهموا معنى الإرهاب الذي تعنيه أمريكاوزميلاتها في الكفر .

إن كل من يقرأ ما كتبتُه في هذا الموضوع يظن أن الهدفالوحيد للصليبيين في شن غاراتهم على الأفغان القضاء على الإسلام والجهاد فقط .. والواقع أن هذا هو الهدف الرئيسي لهم لكن هناك أهداف أخرى يهدفون إليها من وراء هذهالحملة منها طمعهم في السيطرة على المنشآت النووية في هذه المنطقة كالمفاعلاتالنووية في باكستان , لأن امتلاك المسلمين للسلاح النووي يعد خطرا عليهم ويهددمصالح الصليبية والصهيونية , وليس ببعيد عنا تدمير الصهيونية للمنشآت النووية فيالعراق وكذلك محاولتهم في الوقت الحاضر مع أمريكا بتدبير المؤامرة لضرب المفاعلاتالنووية الباكستانية .

ومن أهدافهم أيضا بسط النفوذ على حقول البترول فيآسيا الوسطى وغير ذلك من أهدافهم القذرة التي يريدون بواسطتها بسط نفوذهم علىالعالم , وإلا فالعالم مليء من العصابات الإرهابية المنظمة في أمريكا الجنوبيةكالعصابات المنظمة في البيرو والارجنتين وكلمبو وفي أمريكا الشمالية وفي أوربا فياسبانيا وإيطاليا وفي روسيا وفي غيرها , فلماذا لم يشنوا غاراتهم وحربهم على هذهالبلاد التي توجد فيها هذه العصابات الإرهابية المجرمة المنظمة .أما من ناحيةالارهاب الدولي فالصهيونية في فلسطين وأمريكا في افغانستان الصرب قبل ذلك فيالبوسنة والهرسك وكوسوفا .

هذا ونسأل الله أن يوفق جميع المسلمين للعمل بمافي كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يجنبهم العمل بما يخالف تعاليم الشريعةالمطهرة وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .