- استمر (أحمد) جالساً على البحر سارحاً في أمواجه المتلاطمة .. في ذلك الشاطئ العجيب الصبور .. الذي يتلقى الضربة إثر الضربة فلا يوم ثار على الأمواج ولا يوم اشتكى ألماً ..
- كانت مكالمتها له بمثابة الحلم الذي تحقق .. لم يكن يتخيل أنها ستحاول محادثته .. فقد حسب أنها تعيش في جنة مع زوجها وأبنائها هناك في الرحلة التي اصطحبها فيها ذلك الزوج الروتيني الجاف المشاعر ..
- ومضى قلم (أحمد) يخط لـ (حياته) أعذب الكلمات ويقول:
بعيد مكانك عن مكاني لكن
حبنا متغيروش بعد الأماكن
يللي سافرتي وسيبتي دمعة الحيران
تنزل على الورد ألقى لون الشجر دبلان
خدتي القمر وياكي
شايفه هناك في سماكي
دايب في بحر هواكي
يا بحر قول للقمر يوصفلها حالي
دا المر ويا السهر في بعدها حالي
والشهد طعمه جميل
لكن في بعد الجميل
والله ما يحلالي
- ..وعادت (حياة) من رحلتها الميدانية على حد قولها عادت ولم تزدد من زوجها إلا جفاءً ومن انتهاء تلك الحياة الباردة القاسية على قلبها العصفور إلا بعداً ..
- وكان اليوم التالي في صباح يوم من أيام الصيف الحار . . كان قلب (أحمد) يحمل حرارة شغلته عن حرارة الجو .. ولهفة شغلته عن كوب الماء المثلج الذي يشتاق إليه كل الناس في الحر .. فكانت بهجته وراحته و هواؤه الرقيق .. مجرد سماع صوتها .. نبرتها الرقيقة وهي تقول (أحمد)
- وبدأت المكالمة المرتقبة .. بدأ الحديث يتدفق بين الصديقين .. لا ندري من منهما يخفي إحساسه عن الآخر .. بدأ الكلام والكلام والكلام ...
- ازيك ؟ حمدلله ع السلامة
- الله يسلمك ازيك انت؟
- الحمد لله في نعمة .. ايه نفسيتك عاملة ايه بعد الرحلة ؟
- نفسيتي؟ سيبك انت من نفسيتي ..
- ليه يا بنتي برضك مفيش فايدة ؟
- فايدة ايه يا (أحمد) دا سابني مع شوية عواجيز وقعد مع أصحابه ، دايماً بيعاملني على اني كم مهمل ، ولا بيحس بيا ولا باحتياجاتي ولا بطباعي ، دايماً بيحسسني إني صغيرة وإن رأيي سفيه ملوش لازمة ..
- يعني ما حاولتيش تقربيله انتي؟ يعني تتأقلمي انتي معاه.
- (أحمد) أنا بجد يائسة من حياتي دي أنا أصلاً إن عاجلا او آجلا مش هكمل صدقني انا بكرهه..
- يااااااااااه هي وصلت للكراهية ؟- ولا ندري هل قال (أحمد) "يااااااه" فرحاً من الكلمة أم تعجباً لوصول الأمر لهذا الحد .. كل ما نعرفه أنه قالها ، ويبقى المعنى في بطن القائل .. كل ما حدث أن لمعت عيناه من الكلمة (أنا بكرهه) .. (يااااااه يا أبو حميد) هل يمكن أن يكون حبك المستحيل ممكناً بتلك الكلمة ؟ هل يمكن أن .. ؟ لا .. لا تعطِ لنفسك أملاً كاذباً .. إياك أن تبوح بحبك .. إياك يا أيها الشاعر الرومانسي .. وكتم حبه مرة أخرى ومضى يبوح به بقلمه في قصيدة كتبها قال فيها :
العيون دول فكروني باللي كان
لما كان إحساسي دافي من زمان
لما كان وتر الربابة
يملى القلوب حب وصبابة
يجمع الناس الغلابة في المكان
قول يا شاعر
صحي في النايم مشاعر
احمل مشاعل
تبدل البرد اللي عشش في الضلوع
ربوع
احمل مباخر
تبخر المحسود على حلمه الصغير
حلمه يسكن بيت صغير
يطل من شباك صغير
يرفع ستاير
قول يا شاعر
ايوه عارف
ان مش مسموح تبوح
ابكي من غير دموع
اصرخ بس اوعى صرختك يسمعها حد
اكتم همومك بين هدومك
اضحك يا شاعر مهما تبكي الروح
بس مش مسموح تبوح
عطشان بيرويك السراب
غرقان ومتعلق بقشة
تمسكها تلقى القشة هشة
عارف يا شاعر
العيون اللي خدوك
وف بحورهم دوبوك
هيسبوك
في النار
باختصار
مفيش دليل
يرجع الزمن الجميل
باختصار
انك يا شاعر
يمكن صحيح بتحب
يمكن في يوم تتحب
بس حبك
يا 100 خسارة مستحيل
فاهم يا شاعر
م
س
ت
ح
ي
ل
وإلى حلقة قادمة قريبة بإذن الله من الدراما الحياتية (أنا وحياتي)