(60/ 3) بــَيــْـعـَـــتُــــــهُ
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، شعر الأنصار، وهم أهل المدينة، أنهم بحاجة إلى اختيار خليفة يتولى شؤون المدينة، وأمر المسلمين، وإلا تعرضت المدينة للتهديد، وقد ظنوا أن المهاجرين ربما يعودون إلى موطنهم مكة المكرمة، فاجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، وتشاوروا بينهم، واتفقوا على اختيار سعد بن عبادة، فبايعوه بالخلافة ... وعندما علم المهاجرون، فجاء أبو بكر وعمر والزبير وغيرهم، فخطب أبو بكر ومما قاله: "إن العرب لا تعرف هذا الأمر إلا لقريش"، وأكَّد عُمَرُ على ذلك.
فاقتُرِح: أن يتولاها مهاجري ثم أنصاري وهكذا؛ ولكن قُوبِل هذا بالرفض.
ثم اقترح بعض الأنصار: أن يكون من المهاجرين أمير، ومن الأنصار أمير؛ ورُفِض هذا الرأي أيضًا.
وعندما رأى الأنصار أن المهاجرين سيبقون في المدينة، ولن يغادروها، اقتنعوا بأنهم أولى بهذا الأمر، فوافقوا، فتقدَّم عُمَر وبايع أَبَا بكر، ثم بايعه كل أهل السقيفة، وفي اليوم الثاني بايعه الناس البيعة العامة، ثم خطب أبو بكر في المسجد، فكان مما قاله: "أطيعوني ما أطعتُ اللهَ ورسولَه فيكم، فإن عصيت فلا طاعة لي عليكم".