عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 03-09-2016, 09:18 PM
الصورة الرمزية محمد محمود بدر
محمد محمود بدر محمد محمود بدر غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 23,386
معدل تقييم المستوى: 40
محمد محمود بدر is just really nice
افتراضي

"أراض ذات طبيعة عسكرية".. اقتصاد الجيش المصري يزداد تضخماً






نسخة الجريدة الرسمية الصادرة في 9 يونيو/ حزيران الجاري حملت القرار الجمهوري رقم 233 لسنة 2016، والذي خصص أراض بعمق 2 كيلو متراً على جانبي الطرق التي يتم إنشاؤها أو إصلاحها حاليًا، بمختلف أنحاء الجمهورية لوزارة الدفاع، وتعتبر مناطق ذات طبيعة عسكرية.

بينما جاء بالمادة الثانية من القرار "أن يتولى رئيس مجلس الوزراء بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة الانتهاء خلال سنة من المخططات الاستراتيجية اللازمة لتنمية تلك المساحات"، وهي حرم لـ 21 طريقاً على مستوى الجمهورية.

ما الذي يعنيه القرار؟


لا أحد يفهم مغزى القرار، ولا كيفية تنفيذه، ولا حيثيات اتخاذه، وهو ما دفع النائب بمجلس النواب محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، لمطالبة الحكومة بتقديم إيضاحات وتفسيرات حول القرار الجمهوري.

النائب قال في بيان صحافي، "استغرب من اعتبار هذه المساحات الواسعة أراض ذات طبيعة عسكرية في الوقت الذي تقام فيه هذه الطرق من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية، وإنشاء مشروعات وصناعات وخدمات حولها والخروج من الوادي الضيق وخلق الملايين من فرص العمل".

وتساءل النائب "من أين ستكون هذه الأراضي ذات طابع عسكري وفي نفس الوقت تتم تنميتها واستغلالها اقتصاديًا؟"، وقال السادات إن شبكة الطرق القومية الجديدة تمول من الموازنة العامة، و"من ثم فالأولى أن تؤول عائدات استغلال هذه الطرق إلى الخزانة العامة، لتقليل العجز في الموازنة والسيطرة على نمو الدين العام."

حاولنا الاتصال بالنائب، لمعرفة هل وصل إليه أي توضيح بخصوص القرار، إلا أن النائب كرر ما قاله في بيانه دون الرد على السؤال الأساسي، ما يعني أنه لم يحصل على أي توضيح بالفعل.

بينما حاول هشام إبراهيم، أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة، توضيح الأمر، فقال في اتصال هاتفي مع "هافينغتون بوست عربي" إن القرار يعني أن أي شركة ستسعى لإقامة مشروعات خدمية على جانبي الطرق التي انتهت من تطويرها أو إقامتها القوات المسلحة، سيتم من خلال التنسيق بين مجلس الوزراء والقوات المسلحة.

وأشار إلى أنه في العادة يكون للجهة التي تنشأ أو تطور الطرق الحق في استغلال حرم الطريق لأنه المصدر الأول لها لاستعادة ما أنفقته على الطريق، مضيفاً بأنه من الواضح أن أغلب الطرق التي شملها القرار تم إنشاؤها على أراضي كانت تابعة في الأصل للقوات المسلحة، وبالتالي فمن حقها أن تستفيد من حرم تلك الطرق.

حجم اقتصاديات الجيش


تقول دراسة "جنرالات مصر ورأس المال العابر للحدود" والتي نشرت في مجلة “ميدل إيست ريبورت” في 2012، إن هناك تقديرات غير رسمية لأنشطة الجيش تقول إنه يسيطر على ما بين 5% إلى 40%، من الاقتصاد المصري. وتنقل الدراسة عن صحيفة "نيويورك تايمز" تصريحات لوزير التجارة السابق، رشيد محمد رشيد، إلى أنها "أقل من 10%.

وخلصت الدراسة إلى أنه من الصعب تحديد مدى سيطرة الصناعات العسكرية على اقتصاد البلاد، لأنها تعتبر من أسرار الدولة وقد يسجن الصحفيون في حالة تقديم تقارير عنها وأيضاً هذه الصناعة واسعة ومتشعبة، "ولا يمكن الوثوق بشكل كامل في أي تقدير لها."

بينما قال المرشح لرئاسة الجمهورية عبدالفتاح السيسي، في ذلك الوقت، في مقابلة مع وكالة رويترز في مايو/ أيار 2014، أن ”هناك كلاماً عن أن الجيش يملك 40% من الاقتصاد، هذا ليس صحيحاً. النسبة لاتتجاوز 2%“.

غير أن المؤكد أن هذا الدور قد تعاظم بعد سيطرة القوات المسلحة على مقاليد الحكم بإزاحة محمد مرسي عن الحكم في 2013، ففي فبراير 2014 قال اللواء أركان حرب طاهر عبد الله طه، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أن الهيئة الهندسية نفذت خلال الفترة ما بين أغسطس 2012 وحتى فبراير 2014، 473 مشروعاً استراتيجيّاً وخدميّاً للمساهمة في دعم مقومات التنمية الشاملة للدولة في مختلف المجالات.

وفي دراسة للباحث أحمد مرسي نشرها مركز كارنيجي للشرق الأوسط، في 2014 جاء فيها إن تكليف الجيش بتنفيذ مشاريع البنية التحتية في مصر ليس بالأمر الجديد. غير أن تجدّد دوره في الشؤون الداخلية، خاصة منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، يثير تساؤلات عديدة و أساسية حول دور المؤسسة العسكرية في الإقتصاد المصري، وأیضا ثمّة تساؤلات حول عدة عقود كبرى جديدة مع دولة الإمارات العربية المتحدة. إذ تعزّز هذه الاتفاقيات، التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، الاتجاه المثير للجدل نحو تكليف الجيش المصري القيام بدور أكبر في الشؤون الاقتصادية المدنية في مصر.

ومؤخراً بات من الطبيعي أن يسمع اسم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في كل المشروعات الكبيرة التي تقوم بها الدولة، بداية من مشروع تنمية قناة السويس، ومروراً بالشبكة القومية للطرق، ومشروع المليون فدان، بالإضافة إلى مشروع تنمية سيناء، ومشروع المثلث الذهبي، وتطوير الموانئ البحرية، ووصولاً إلى المشروعات الخدمية التي تعمل بها القوات المسلحة منذ فترة لكنها نشطت فيها خلال الفترة الماضية، لدرجة أنها دخلت مجالات لم تعمل فيها من قبل، كمجال التجميل، الذي نشرت إحدى الصفحات على فيسبوك إعلاناً عن عرض لإزالة الشعر الزائل بالجسم، في إحدى الدور التابعة للقوات الجوية، لكن الصفحة نفسها أغلقت بعد الإعلان.

كيف استفادت القوات المسلحة؟




يتبع


رد مع اقتباس