■ هل ترى ضرورة لتغيير الدستور؟
- لا.. لأن هذا سيفتح باباً لا يغلق، والبلد يحتمل، ويجب أن نمضى بهذا الدستور خمس سنوات على الأقل، إلى أن نراه كيف هو فى التطبيق، فإننا الآن نتحدث عن نصوص ورقية لم نتعامل معها عملياً.
■ البعض يطالب بتعديل مدة الرئيس لتصبح 6 سنوات بدلاً من 4؟
- ست سنوات مدة طويلة، وأعتقد أنها لو كانت خمس سنوات مثل البرلمان يكون أفضل.
■ لماذا قلت يجب التحدث باحترام عن الرئيس السابق محمد مرسى، ولا أحب كلمة المعزول؟
- كنت فى محاضرة فى الجامعة، فقلت إننى عندما أتحدث عن مبارك أقول الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وكذلك الرئيس الأسبق محمد مرسى، ولا أحب كلمة المخلوع أو المعزول، لأن هذا حديث غير سياسى وغير علمى، وهذه ليست صفات، وإلا كنت أقول الرئيس المغتال محمد أنور السادات مثلاً، فيجب احترام شخص رئيس الجمهورية بغض النظر عن رأيك الشخصى فيه، فإننى أختلف مع مرسى تماماً، وأختلف مثلاً مع فهمى هويدى 180 درجة، ولكننى أحترمه 180 درجة، ككاتب ومفكر.
■ ما تقييمك للعلاقات بين مصر وتركيا؟
- الكرة فى الملعب التركى، والأتراك فى ظل أردوغان يفكرون تفكير سلطنة، ولديهم امتدادات عثمانية فى الذهن، ولديهم شعور أن مصر يجب أن تكون تابعة لهم كما كانت، وكانوا يريدون أخذ الشرعية من الإخوان لإعادة الهيمنة العثمانية على المنطقة، وكنت أقرأ فى الأدبيات الغربية فى العلوم السياسية، فى السنوات الماضية كلاماً غريباً جداً، والتباكى على الدولة العثمانية، فقلت منذ متى يتباكى الغربيون على السلطان العثمانى، فإن الغرب كان مبسوطاً بوجود الدولة العثمانية لأنها كانت «مغطية المنطقة بعبلها بكله»، بحيث الغرب إذا أراد التحدث إلى العالم الإسلامى يجد أمامه الخليفة فى الأستانة، ولا يأتون هم ويتورطون مثلما تورطوا فى أفغانستان والعراق، وهذا ما كان يريده أوباما.
■ كيف ترى تعامل وزير الخارجية مع الرئيس التركى فى القمة الإسلامية وتجاهل مصافحته؟
- أرى أن هذا وضع طبيعى، فإنهم لم يتركوا مناسبة إلا ولعنوا مصر فيها، ووزير الخارجية سار وفق القواعد المجردة، أنه ذهب لتسليم القمة لوزير الخارجية التركى، رئاسة القمة، والأتراك لم يبادروا بدعوة كريمة ولا معاملة طيبة، بل إنهم قالوا إنه جدير بالذكر أن هذه أول زيارة لمسئول مصرى بعد الانقلاب العسكرى الذى حدث، حتى إنها تعبيرات غير ودية، فهل هذا انقلاب تم بعشرين مليون مواطن فى الشارع، فأنا سوف أسميه انقلاباً، فهو «انقلاب شعبى» فالشعب انقلب على السلطة التى اختارها، وسحب منها التفويض وقرر الإطاحة بها، ومبرر ما فعله السيسى هو خروج الجماهير بهذه الطريقة، وقد جلست مرة مع الرئيس السيسى وهو وزير دفاع، وقال لى إن فكرة الانقلابات العسكرية مستحيلة ولا ترد على ذهننا، ولكن إذا طلب منى الشعب صاحب الأمر علىّ أن أتحرك فى أى اتجاه، سوف أتحرك، وهذا ما فعله السيسى بالضبط، فلم يكن يستطيع أن يقيم قرارات 3 يوليو دون الغطاء السياسى الكامل بالنزول الشعبى.
■ كيف ترى الوضع الخليجى الآن؟
- الوضع فى الخليج الآن يتحول، ليصبح الخطر الإيرانى هو الخطر الأول، الذى قد يسبق الخطر الإسرائيلى، وهذا تحول كبير وخطير فى العقلية العربية، سوف تكون له نتائجه فى المستقبل، فبعد ما حدث مع الحوثيين فى اليمن، هناك إحساس أن أصابع إيران فى كل مكان، وهذا حقيقى، فهى الدولة المحتلة لثلاث جزر من الإمارات، وهى الدولة التى تعبث باستقرار مملكة البحرين، وتحاول العبث فى شرق المملكة العربية السعودية، وتحاول دس أنفها فيما يجرى فى الكويت، فضلاً عن وجودها المتضخم فى العراق بدعم العنصر الشيعى، ووجودها الكبير جداً فى دعم نظام بشار الأسد فى سوريا، ووجودها الأخطر فى لبنان، بخلق الثلث المعطل من خلال حزب الله.
■ هل يمكن القول إن الخليج أخطأ عندما خاض حرب اليمن؟
- لا أستطيع أن أقول ذلك ولكن ربما كان واحداً من القرارات الخطيرة فى تاريخ الخليج العربى ككل، والمشكلة بين السعودية واليمن، هى مشكلة دائماً قابلة للحل، دون تدخل عسكرى، ربما فى المستقبل تحدث تسويات لا حاجة لنا فيها لتدخل عسكرى.
■ كيف ترى زيارة العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر؟
- كانت زيارة طيبة، ولكن جاء موضوع الجزيرتين لكى يثير غباراً على الرحلة، وكنت أتمنى ألا يثار هذا الموضوع أثناء الزيارة، إما قبلها بسنة أو بعدها بعدة شهور.
■ لأول مرة حاكم عربى يدلى ببيان أمام مجلس النواب المصرى ما رأيك؟
- هو تقليد تتبعه دول كثيرة، ونطلب من كل الحكام الذين يأتون إلى مصر أن يخاطبوا نواب الشعب.
يتبع...