عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-07-2016, 11:32 AM
أ/رضا عطيه أ/رضا عطيه غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 37,683
معدل تقييم المستوى: 53
أ/رضا عطيه is just really nice
افتراضي التطور الطبيعى للحالة الإخوانية

التطور الطبيعى للحالة الإخوانية





منذ بداية الجماعة فى عشرينات القرن الماضى وهى تعتنق نفس الفكر الحالى، ولكن الظروف كانت مختلفة والحراك الديمقراطى كان قوياً وقضية الاستعمار كانت مسيطرة، وعموماً كان الفكر الإخوانى فى أولى محاولاته.. بدأت الجماعة عام 1928 برئاسة حسن البنا، المدرس البسيط فى الإسماعيلية، ولكن ببركة الإنجليز كان لديها عام 1937 «45 ألف شاب» من الجوالة منظمون يدينون بالسمع والطاعة، واشتركوا فى مظاهرات القمصان الملونة أيامها، والغريب أن فرق القمصان الخضراء كانت لمصر الفتاة، والزرقاء كانت للوفد تهتف للنحاس، ثم «الصفراء» وكانت للإخوان، واستخدمت كل الفرق فى السياسة إلى أن ألغاها جميعاً النحاس باشا.. سعد «البنا» بقوته وتنظيمه العنقودى وجهازه السرى الذى دربه عليه الإنجليز، وبعد نهاية حرب فلسطين واشتراك فرق الإخوان فيها بدأت تدب فى جسد «البنا» روح القوة وجنون العظمة وقال: «إن الحكم يسعى إلينا ولا نسعى إليه»، وكأن حكم البلاد هو لا محالة قادم.



وبدأ بتكفير الآخرين ومهاجمة الوفد، وتوالت من طرفه ثلاث محاولات اغتيال للنحاس باشا؛ منها أول عربة مفخخة فجرت منزله، وتوالت الأحداث بإرهاب القضاء باغتيال المستشار الخازندار ثم حكمدار القاهرة ثم التفجيرات فى المحلات ودور السينما ومحكمة باب الخلق، وانتهى الأمر باغتيال النقراشى باشا بعد حل الجماعة، وبعد شهور قليلة كانت نهاية «البنا» على أيدى جهازه السرى نفسه، هذه كانت التجربة الأولى، وبدأت الثانية بعد المصالحة القصيرة التى تمت بينهم بقيادة «الهضيبى» والتى سرعان ما فشلت بسبب أن الحكم كله يسعى إليهم بلا أى مشاركة..



وبعد الخلاف بدأت أحداث ال*** بمحاولة اغتيال «عبدالناصر» فى المنشية، وفى اعترافات «محمود عبداللطيف» يقول إن الخطة كانت اغتيال الضباط الأحرار كلهم.. وإعدام سبعة وسجن الكثيرين، وهبطوا تحت الأرض حتى عادوا مع «سيد قطب» فى الستينات، وما أدراك ما الستينات، ثم اختفوا وهبطوا إلى باطن الأرض، وعادوا على استحياء بعد هزيمة يونيو، وبعد أكتوبر 1973 كان خطأ «السادات» التراجيدى الصلح والمصالحة والاتفاق الذى انتهى باغتياله هو شخصياً يوم عيده، وعشنا فى إرهاب وتكفير وتفجير وفتنة و*** تهدأ حيناً وتشتد حيناً حتى عادوا وقفزوا على رأس مصر بعد يناير الأسود بالسطو المسلح على السجون والأقسام وخرجوا ليحكموا مصر بعد عام واحد.. مروراً بالتهديد والوعيد، ونشر الفوضى فى السعى للحكم الذى يرونه دائماً يسعى إليهم وهم لا يسعون له.. وجلسوا على قلب مصر، وفى سبيل التمكين للعشيرة والإخوة من مفاصل الدولة وللإطاحة بكبار رجال الجيش ارتكبوا المذابح فى رفح و***وا الشباب المصرى لتبدأ غطرسة القوة وأصوات الرشاشات تلعب برؤوسهم وبركة الأمريكان واحتفالهم بالحرية والديمقراطية التى ترفرف فوق رأس «مرسى»، قابلوا المظاهرات بالقنص وال*** والسحل وال***** حتى بدأت حناجر المصريين تصرخ «يسقط حكم المرشد» ونزلنا فى الشوارع بالملايين نصرخ وننادى جيشنا الوطنى لينقذنا من هذه العصابة التى استباحتنا واستباحت أرض مصر لتخصص سيناء لـ«حماس» و«القاعدة» وتخصص حلايب وشلاتين للسودان لأنهم كلهم عشيرة وإخوة، وفى مستهل التجربة الثانية هذه تصاعدت فى ذلك الوقت صيحات طرزانية من نوعية «اللى هيرشنا بالميّه نرشه بالدم»، وانفجرت سيناء بال***، وساومونا: «الحكم وعودة مرسى أمام إيقاف النيران فى سيناء».. ولكن لم نخف نحن الشعب ولا جيشنا العظيم وتجاوزنا مجازر رابعة والنهضة وكرداسة والفرافرة وغيرها الكثير، وفزنا بمصر، وعادوا هم إلى بيتهم الأثير إلى أنفسهم، ولن يخرجوا منه حتى لو تجمهر خلفهم مائة سعد الدين إبراهيم ومائة برادعى.. عادت مصر وإن كانت ما زالت تدفع من أرواح جيشها وشرطتها فى سبيل أمن شعبها.. إذاً كانت التجربة الثانية بالتمكين وال*** والتهديد ومساعدة الأمريكان..


تعالوا إلى التجربة الثالثة إلى حسن البنا التركى «أردوغان» النسخة التركى التى نرى فيها التطور الطبيعى للإخوان ولكن للخلف.. كاد الانقلاب أن ينجح وعزل «أردوغان» تقريباً وطار فى الهواء يبحث عن ملاذ إلى أن عاد إلى القاعدة الأمريكية التى تقع فى بلاده والتى ساقته إلى المطار فى حماية طائراتها الحربية ثم ضربت مروحياته وقواته الجوية.. وهنا عاد «أردوغان» بالتليفون بعد أن نادى أهله وعشيرته من المرتزقة لينزلوا إلى الشوارع لي***وا جيشه وشرطته، وقرر بالتطور الطبيعى أيضاً أن يغير الشعب.. كل الشعب، اعتقل عشرة آلاف من الجيش والشرطة والقضاة وكبار الجنرالات والقادة فى جيشه، ثم المخابرات العامة والمؤسسة الدينية، ثم خمسة عشر ألف موظف فى التعليم وألفين من الجامعات، وقرر إعادة العمل بحكم الإعدام مضحياً بحلم الاتحاد الأوروبى.. يعيش الآن فى حماية ميليشياته الإرهابية بعد أن استدعى الدواعش من العراق وسوريا والشيشان، وما زال سر التطور الطبيعى للفكر الإخوانى يسيطر على دماغ «أردوغان»، ويزداد السعار كلما شعر أن الحكم ربما يزول، عموماً قلبه ما زال مطمئناً، فـ«القاعدة» ما زالت على أرض بلاده، ولكن المسكين لا يعلم أنهم ألقوا له بالحبل الطويل ليشنق به نفسه بعد أن دمر بلاده وأهان جيشه وشرطته محاولاً تغيير الشعب الذى تجرأ وحاول رفض حكم العشيرة والإخوان.

http://www.elwatannews.com/news/details/1272755

د. لميس جابر
__________________
الحمد لله
رد مع اقتباس