
22-06-2016, 08:55 PM
|
 |
رئيس مجلس الادارة
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,986
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
ذيد بن حارثة الكلبي، صحابي ومولى النبي محمد، كان قد تبناه قبل بعثته فكان يُدعى بـ زيد بن محمد.
اسمه ونسبه
هو : زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحافِ بن قضاعة.
أمه : سعدى بنت ثعلبة بن عبد بن عامر بن أفلت بن سلسلة بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن ثوب بن معن بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
نشأته
زيد بن حارثة رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقد جاء ذكر اسمه في القرآن الكريم تكريماً له, وقصة زيد بن حارثة تبدأ حين كان بصحبة أمه في زيارة لأهلها فخطف وبيع زيد في سوق عكاظ وكان غلاماً صغيراً واشتراه حكيم بن حزام لعمته السيدة خديجة بنت خويلد"رضي الله عنها" فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته له وتمضي الأيام وفي موسم الحج رآه بعض أقاربه فتعرفوا عليه وعادوا إلى ديارهم فأخبروا أباه الذي أسرع ليفتدي ابنه ويحرره, وكان زيد يحظى عند النبي صلى الله عليه وسلم بمكانة عظيمة، لدرجة أنه كان يقال عنه: "زيد بن محمد".
قصة التَبَنِّي
روي أن أباه وعمه جاءا إلى النبي قبل أن تبناه، وطالبوا به، فقال له النبي: " إخترني أو اخترهما ". فقال زيد: " ما أنا بالذي أختار عليك أحداً، أنت مني مكان الأب والعم ". فقالا له: " ويحك! أتختار العبودية على الحرية، وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك؟ " فقال لهما: " ما أنا بالذي أختار عليه أحداً. وإني يا أبي رأيت من ذلك الرجل الشيء الحسن فما أنا بمفارقه ". فحينها فرح الرسول ووقف على صخرة أمام الكعبة وقال: " يا أهل قريش اشهدوا، هذا زيد ابني يرثني وأرثه ". فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما وانصرفا. ومنذ ذلك الحين دعي بـزيد بن محمد، حتى جاء الإسلام فنزلت الآية الكريمة ) ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (الأحزاب) 5( فدعي منذئذ زيد بن حارثة، ونُسب بعد ذلك كل من تبناه رجل من قريش إلى أبيه.
رحلته إلى الطائف
يذكر لنا التاريخ أن النبي عندما رحل إلى الطائف، كان برفقته زيد بن حارثة، وفي الطائف ضيق أهلها على النبي، ورموه بالحجارة، وأدموا رجلاه الشريفتان، وكان زيد يقيه بنفسه حتى جرح في رأسه.
جهاده مع النبي
كان زيد قد شهد بدراً وأحداً والخندق والحديبية وخيبر، وكان من الرماة المعروفين. كما أرسله رسول الله في سرية إلى مكان يُسمى (الفَردة)، وهي أول سرية خرج فيها زيد أميراً. ثم أرسله في سرايا أخرى، كانت الأولى إلى (الجَموم)، والثانية إلى (العيص)، والثالثة إلى (الطَّرَف)، والرابعة إلى (حشِمي)، والخامسة إلى (الفضافض)، وغيرهن من السرايا.
زواج زيد من زينب بنت جحش
قال الله سبحانه وتعالى) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (سورة الأحزاب، الآية) 37(
زوَّج النبي زيد من زينب بنت جحش، فطلقها زيد، وخلف عليها النبي. كان الزواج لضرورة اقتضاها التشريع، حيث أنه كان قد تبنى زوجها زيد، وكان العرب يعتقدون أن آثار التبني هو نفس آثار البنوة الحقيقية، فيحل له، ويحرم عليه، ويرث، ويعامل كالابن الحقيقي تماماً من دون فرق. فأمر الله نبيه بالزواج من زوجة ابنه بالتبني هو لقلع هذا المفهوم الخاطئ من أذهانهم. وقد أشار القرآن الكريم إلى علة التزويج في الآية الشريفة.
استشهاده
استشهد زيد بن حارثة في غزوة مؤتة، في السنة الثامنة للهجرة، ولما بلغ رسول الله خبر استشهاد زيد بن حارثة، مع جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، قام وذكر شأنهم فبدأ بزيد فقال: " اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد ". وقال له أصحابه: " يارسول الله مارأيناك تبكي شهيدا مثله " فقال: " هو فراق الحبيب لحبيبه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
سارة
بحسب التوراة، كان اسم زوجة ابراهيم تدعى "ساراي" وعندما أصبحت عجوزا من دون أولاد وعدها الله بولد فتغير اسمها الى "سارة" كدلالة للوعد بذرية : وفي العبرية فهو (שָׂרָה) ومعناه الأميرة او السيدة النبيلة. وفي اللغة العربية فيعني "البهجة والسرور".
سارة في الاسلام
وفاتها ودفنها
قام إبراهيم وشكر أهل البلد، أي لبني حث، وكلمهم قائلا: "إن طابت نفوسكم بأن أدفن ميتي من ام وجهي، فإسمعوا لي وأسألوا لي عفرون بن سحر - حاكم المدينة الكنعاني - أن يعطيني مغارة المكفيلة التي له في طرف حقله في وسطكم، يعطيني إياها بثمنها الكامل لتكون لي ملك قبر"، وتذكر بعض الروايات أن إبراهيم اشترى المكفلية من عفرون بـ 400 شاقل فضي، والشاقل هي العملة الكنعانية المتعامل بها في فلسطين في ذلك الزمن.
و كان عفرون جالسا في وسط بني حث، فأجاب عفرون الحثي إبراهيم على مسامع بني حث، أمام كل من دخل باب مدينته، قائلا: "«لا يا سيدي، إسمع لي. الحقل قد وهبته لك، والمغارة التي فيه أيضا وهبتها لك مني، على مشهد بني قومي وهبتها لك. إدفن ميتك". فشكره إبراهيم أمام أهل البلد، وكلم عفرون على مسامعهم قائلا: "أسألك أن تسمع لي. أعطيك ثمن الحقل؛ فخذه مني فأدفن ميتي هناك". فأجاب عفرون إبراهيم وقال له: "يا سيدي، إسمع لي: أرض تساوي أربعمائة مثقال فضة، ما عسى أن تكون بيني وبينك؟ إدفن".
فلما سمع إبراهيم ذلك منه، وزن له الفضة التي ذكرها على مسامع بني حث، أربعمائة مثقال فضة، مما هو رائج بين التجار. فحقل عفرون الذي في المكفيلة التي تجاه مَمرا الحقل والمغارة التي فيه، وكلّ ما فيه من الشجر بجميع حدوده المحيطة به، ذلك كله أصبح ملكا لإبراهيم بمشهد بني حث وكلّ من دخل باب مدينته. وبعد ذلك، دفن إبراهيم سارة إمرأته في مغارة حقل المكفيلة تجاه مَمرا، وهي حبرون، في أرض كنعان. وأصبح الحقل والمغارة التي فيه لإبراهيم ملك قبر من عند بني حث. وهي بنت الانساب والإشراف في اربد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
سحرة فرعون
سحرة فرعون هم مجموعة من السحرة دعاهم فرعون لمواجهة موسى عليه السلام بعد أن أخرج موسى لفرعون يده البيضاء وبعد أن ألقى عصاه فاذا هي ثعبان عظيم , وكانت نتيجت المواجهة أن خر السحرة لله ساجدين وأعلنوا إيمانهم برب موسى وهارون , فما كان من فرعون الا أن قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وصلبهم في جذوع النخل , قال ابن عباس كانوا أول النهار كفرة سحرة وأصبحوا أخر النهار شهداء بررة , ويؤيد هذا قولهم ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
السحرة في القران(قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76) ) طه
عدد سحرة فرعون
اختلف في عدد السحرة الذين جاء بهم فرعون لمقابلة موسى عليه السلام , فذكر ابن كثير في البداية والنهاية أنه قيل : كانوا ثمانين ألفا قاله محمد بن كعب , وقيل سبعين ألفا قاله القاسم بن أبي بردة , وقال السدي بضعة وثلاثين ألفا , وعن أبي أمامة تسعة عشر ألفا , وقال محمد بن إسحاق خمسة عشر ألفا , وقال كعب الأحبار كانوا اثني عشر ألفا , وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس كانوا سبعين رجلا .
وقال السيوطي في الدر المنثور : أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر النيسابوري وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال كانت السحرة سبعين رجلا أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء وفي لفظ : كانوا سحرة في أول النهار وشهداء آخر النهار حين ***وا , وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن كعب قال : كان سحرة فرعون اثني عشر ألفا , وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن إسحق قال جمع له خمسة عشر ألف ساحر , وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي ثمامة قال سحرة فرعون سبعة عشر ألفا وفي لفظ تسعة عشر ألفا , وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي قال كان السحرة بضعة وثلاثين ألفا ليس منهم رجل إلا معه حبل أو عصا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم .
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن القاسم بن أبي بزة قال سحرة فرعون كانوا سبعين ألف ساحر فألقوا سبعين ألف حبل وسبعين ألف عصا حتى جعل موسى يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى فأوحى الله إليه يا موسى ألق عصاك فألقى عصاه فإذا هي ثعبان فاغر فاه فابتلع حبالهم وعصيهم فألقي السحرة عند ذلك سجدا فما رفعوا رؤوسهم حتى رأوا الجنة والنار وثواب أهلها , وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال : كانت السحرة الذين توفاهم الله مسلمين ثمانين ألفا وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج قال السحرة ثلاثمائة من قرم وثلاثمائة من العريش ويشكون في ثلاثمائة من الإسكندري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
سليمان هو أحد أنبياء الله في الإسلام وقد ذكر ملكه القرآن ونسب إليه جيشا من الوحش والطير والجن والبشر وصفات أخرى مثل قدرته على فهم منطق جميع الكائنات بما فيها النمل وقد قال الحافظ أبو بكر البيهقي: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا علي بن حمشاد حدثنا إسماعيل بن قتيبة، حدثنا علي بن قدامة، حدثنا أبو جعفرالإستوائي (الاستوائي نسبة إلى اتسوا وهي كورة بنواحي نيسابور ذكره صاحب معجم البلدان وفيه: محمد بن بسطام بن الحسن الاستوائي وقد ولي قضاء نيسابور ودام له القضاء ولأولاده.) يعني محمد بن عبد الرحمن عن أبي يعقوب القمي (وهو أبو الحسن يعقوب بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري القمي)، حدثني أبو مالك قال: مر سليمان بن داود بعصفور يدور حول عصفورة فقال لأصحابه: أتدرون ما يقول؟ قالوا: وما يقول يا نبي الله؟ قال: يخطبها إلى نفسه, ويقول زوجيني أسكنك أي غرف دمشق شئت. قال سليمان عليه السلام: لأن غرف دمشق مبنية بالصخر لا يقدر أن يسكنها أحد ولكن كل خاطب كذا وكذلك ما عداها من الحيوانات وسائر صنوف المخلوقات والدليل على هذا قوله بعد هذا من الآيات: (وأوتينا من كل شيء) أي من كل ما يحتاج الملك إليه من العدد والآلات والجنود والجيوش والجماعات من الجن والإنس والطيور والوحوش والشياطين السارحات والعلوم والفهوم والتعبير عن ضمائر المخلوقات من الناطقات والصامتات ثم قال: (إن هذا لهو الفضل المبين) أي من بارئ البريات وخالق الأرض والسموات كما قال تعالى): وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ)17( حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)18( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ) 19)( سورة النمل, الآيات 17-19
قصة سليمان والنملة
وبحسب القرآن فقد فهم سليمان ما خاطبت به تلك النملة لامتها من الرأي السديد، والأمر الحميد، وتبسم من ذلك على وجه الاستبشار والفرح والسرور بما أطلعه الله عليه دون غيره. والمراد بوالديه في آية سورة النمل, داود وأمه وكانت من العابدات الصالحات كما قال سنيد بن داود، عن يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه عن جابر عن النبي محمد قال: " قالت أم سليمان بن داود: يا بني لا تكثر النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل تدع العبد فقيرا يوم القيامة "
وقال عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، أن سليمان خرج هو وأصحابه يستسقون فرأى نملة قائمة رافعة إحدى قوائمها تستسقي فقال لأصحابه: ارجعوا فقد سقيتم إن هذه النملة استسقت فاستجيب لهاقال ابن عساكروقد روي مرفوعا ولم يذكر فيه سليمان ثم ساقه من طريق محمد بن عزيز، عن سلامة بن روح بن خالد، عن عقيل، عن ابن شهاب حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة أنه سمع الرسول محمد يقول: " خرج نبي من الأنبياء بالناس يستسقون الله فإذا هم بنملة رافعة بعض قوائمها إلى السماء فقال النبي: ارجعوا فقد استجيب لكم من أجل هذه النملة ". وقال السدي: أصاب الناس قحط على عهد سليمان عليه السلام، فأمر الناس فخرجوا فإذا بنملة قائمة على رجليها باسطة يديها وهي تقول: " اللهم أنا خلق من خلقك ولا غناء بنا عن فضلك " قال فصب الله عليهم المطر.
هدهد سليمان وملكة سبإ
يذكر القرآن الكريم: (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُواْ قُوَّةٍ وَأُولُواْ بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35) فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37( (سورة النمل، الآيات 20-37 ـــــــــــــــــــــــــــ
شعيبآ
عاصر شعيب نبى الله إبراهيم، وهاجر معه ودخل معه دمشق، وكان فصيحاً مفوهاً حيث كان بعض السلف يسمي شعيبًا بخطيب الأنبياء لفصاحته وحلاوة عبارته وبلاغته في دعوة قومه إلى الإيمان. أُرسِل شعيب إلى أهل مَدْيَن برسالته كما جاء بالقرآن الكريم
(وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )85( وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ ۖ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ )86( وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ )87( قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ )88) قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا ۚ وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا ۚ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۚ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا ۚ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ )89( وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ )90( فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ )91( الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۚ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ )92( فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ۖ فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ )93( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ)94) الاعراف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
صفورة في القرآن الكريم
بعدما وصل موسى عليه السلام من رحلة الطويلة إلى مدين وأخذت موسى غيرة على فتاتين تنتظران الرجال حتى نتهوا من ملء المياه فقال لهما: ما خطبكما؟ فاعتذرتا عن عملهما في السقي دون الرجال من أسرتهما ) وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (سورة القصص، الآية )23( أي لا يستطيع القيام بهذه المهمة نهض موسى ( فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) (سورة القصص، الآية )24( أعجب أبوهما الشيخ الكبير من عودة ابنتيه مبكرتين. فقصتا عليه قصة الرجل الغريب الذي سقى لهما، فأمر إحداهما أن تعود إليه، وتبلغه دعوة أبيها ليجزيه على عمله) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين ( سورة القصص، الآية )25( لبى موسى الدعوة، وسار مع ابنة الشيخ، قالوا: وقد طلب منها أن تسير خلفه وتدله على الطريق، لئلا يقع بصره على حركات جسمها، وذلك عفة منه. دخل موسى على الشيخ الكبير، فرحب به، وقدم له القِرى، وسأله عن خطبه، فقص عليه القصص، ووصف له حاله وحال بني إسرائيل في مصر، قال): لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (سورة القصص، الآية (25(
وقيل أن الشيخ هو شعيب النبي عليه السلام الذي أرسل إلى أهل مدين، وهذا هو المشهور عند كثير من العلماء.وقيل أنه رجل مؤمن من قوم شعيب لبعد المسافة الزمنية بين شعيب عليه السلام وبين موسى عليه السلام وهذا هو الراجح.
( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ) (سورة القصص، الآية )26( فأُعجب الشيخ برأي ابنته، وعرض على موسى الزواج من إحدى ابنتيه اللَّتين سقى لهما موسى.( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (سورة القصص، الآية )27( وبذلك شرط عليه أن يكون مهر ابنته أن يخدمه ثماني سنين، فإن زادها إلى عشر سنين فهي زيادة غير مفروضة. فوافق موسى، ونجز العقد مع الشيخ، فقال): " ذلك بيني وبينك أيَّما الأجلين قضيتُ فلا عدوان عليّ والله على ما نقول وكيل ( القصص اية ) 28( وتمت المصاهرة بينهما، قالوا: واسم ابنة الشيخ التي صارت زوجاً لموسى "صفورة". لبث موسى عند صهره الشيخ في مدين يخدمه حسب الشرط، وقضى في خدمته أوفى الأجلين وهو عشر سنين. وقد ولدت له امرأته "صفورة" في مدين ولداً سماه "جرشوم" ومعناه غريب المولد.
صفورة عند المسلمين
أتى موسى مدين فقيراً لا يملك حتى قوت يومه وعلماء الإسلام يشيدون بصفورا كامرأة مؤمنة صابرة محبة لزوجها وتحدثوا عن جمالها وشخصيتها الرائعة، قالوا عنها إنها كانت كريمة تكرم ضيوفها والغرباء. كانت حكيمة تعطى المشورة الصحيحة وكلمات الحكمة. يقول ابن مسعود : أفرس الناس ثلاثة ؛ صاحب يوسف حين قال لامرأته): (أَكْرِمِي مَثْوَاهُ) ( يوسف :21 ( ، وصاحبة موسى حين قالت): يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ( القصص : 26 ، وأبو بكر حين استخلف عمر بن الخطاب .ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
(العزير (رجل صالح من وجهة نظر الإسلام] أماته الله مئة عام ثم بعثه، جدد الدين لبني إسرائيل وعلمهم التوراة بعد أن نسوها.
نسبه
هو عزير (عزرا) بن شريه بن خلقيه بن عزريه بن شالوم بن صدوق بن أخطب بن امريه بن عزريه بن يوحنان بن عزريه بن اخيمعص بن صدوق بن اخطب بن امريه بن ماريوت بن زرحيه بن عازي بن بقي بن أبيشوع بن فنحاس بن العزار بن نبي الله هارون بن عمران بن قاهت بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
سيرته
مرت الأيام على بني إسرائيل في فلسطين، وانحرفوا كثير عن منهج الله عز وجل. فبمعرفة الله الغيبية، أراد الله أن يجدد دينهم، بعد أن فقدوا التوراة ونسوا كثيرا من آياتها.
عزير وفق الوجهة الإسلامية
كان عزير رجلا صالحا حافظا للتوراة، فبينما كان ماشياً على حماره في حين من الأثناء، مر عزير على قرية خاوية ليس فيها بشر. فوقف متعجبا، وقا ل(أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا( فأماته الله مئة عام. قبض الله روحه وهو نائم، ثم بعثه. فاستيقظ عزير من نومه. فأرسل الله له ملكا في صورة بشر)قَالَ كَمْ لَبِثْتَ.( فأجاب عزير (قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ.( نمت يوما أو جزء من اليوم. فرد الملك): قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ. (ويعقب الملك مشيرا إلى إعجاز الله عز وجل )فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ( أمره بأن ينظر لطعامه الذي ظل بجانبه مئة سنة، فرآه سليما كما تركه، لم ينتن ولم يتغير طعمه أو ريحه. ثم أشار له إلى حماره، فرآه قد مات وتحول إلى جلد وعظم. ثم بين له الملك السر في ذلك) وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ.) ويختتم كلامه بأمر عجيب (وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا) نظر عزير للحمار فرأى عظامه تتحرك فتتجمع فتتشكل بشكل الحمار، ثم بدأ اللحم يكسوها، ثم الجلد ثم الشعر، فاكتمل الحمار أمام عينيه), فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.( ثم خرج إلى القرية، فرآها قد عمرت وامتلأت بالناس. فسألهم: هل تعرفون عزيرا؟ قالوا: نعم نعرفه، وقد مات منذ مئة سنة. فقال لهم: أنا عزير. فأنكروا عليه ذلك. ثم جاءوا بعجوز معمّرة، وسألوها عن أوصافه، فوصفته لهم، فتأكدوا أنه عزير. فأخذ يعلمهم التوراة ويجددها لهم، فبدأ الناس يقبلون عليه وعلى هذا الدين من جديد، وأحبوه حبا شديدا وقدّسوه للإعجاز الذي ظهر فيه، حتى وصل تقديسهم له أن قالوا عنه أنه ابن الله )وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ(وقد ذكر الله قصته هذه في سورة البقرة الآية 259 حيث قال ) أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
عيسى بن مريم
استناداً إلى عدة أحاديث من النبي محمد، يمكن وصف عيسى خَلقياً هكذا ( رآه محمد في مناسبات مختلفة مثلاً في الحلم، أو في الإسراء والمعراج أو وصفه عندما يصف قدومه الثاني
رجل قوي البنية طوله متوسط عريض الصدر.
شعره باهت، مجعد، طويل يقع بين كتفيه.
بشرته مشربة بالحمرة، أو بلون بني خفيف.
أشبه الناس به عروة بن مسعود الثقفي.
قصة عيسى في القرآن
ذكر القرآن قصة عيسى بادئاً بولادته، وتعبد أمه في معبد في القدس، عندما كانت تحت رعاية النبي زكريا، الذي كان أباً للنبي يحيى ثم انتقل إلى قصة حمل مريم بعيسى، الذي اصطفاها الله على العالمين، لتحمل بعيسى وهي عذراء.
البشارة
كانت مريم داخل المعبد عندما زارها ملك جبريل والذي أحضر إليها بشرة سارة بولادة ابن مقدس . ذكر القرآن أن الله أرسل البشرى عبر جبريل إلى مريم، أن الله كرمها من بين جميع نساء العالم. أخبر جبريل أيضاً مريم أنها ستلد ابناً مقدساً، يُسمى عيسى، وأنه سيكون نبي، وأن الله سينزل عليه الإنجيل. وأخبرها أن عيسى سيتكلم وهو طفل وسيتكلم وهو كهل، وسيكون من الصالحين. عندما سمعت مريم هذه الأخبار، سألت جبريل عن كيفية حملها وولادتها وهي لم يمسسها رجل ولم تكن فاسدة. رد جبريل: (كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ)
ذكر القرآن أن عيسى خُلق بأمر الله، وقارن خلقه بخلق آدم حيث خلق آدم من دون والدين، ولكن بأمره (كن فيكون). وكانت الإجابة نفسها إلى زكريا، كيف حملت امرأته إليصابات، وهي كبيرة في السن
الولادة
ذكر القرآن قصة الولادة العذرية لعيسى عدة مرات. ذكر القرآن أن مريم عندما كانت مسافرةً في صحراء بيت لحم، جاءها ألم المخاض. وأثناء آلامها وضعفها، فجر الله ماءً متدفقاً من الأرض تحت قدمها لكي تشرب. وكانت مريم أثناء مخاضها بالقرب من نخلة، فطُلب منها أن تهز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب وتأكل. بكت مريم من ألمها وتمسكت بالنخلة، حتى سمعت صوتاً من تحتها . فهم البعض على أن هذا الصوت من عيسى الذي لايزال في رحمها، والآخر على أنه من ملك ( فَناداها مِن تَحتِها أَلّا تَحزَني قَد جَعَلَ رَبُّكِ تَحتَكِ سَرِيًّا ﴿٢٤﴾ وَهُزّي إِلَيكِ بِجِذعِ النَّخلَةِ تُساقِط عَلَيكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴿٢٥﴾ فَكُلي وَاشرَبي وَقَرّي عَينًا فَإِمّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَدًا فَقولي إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمـنِ صَومًا فَلَن أُكَلِّمَ اليَومَ إِنسِيًّا ﴿٢٦﴾فَأَتَت بِهِ قَومَها تَحمِلُهُ قالوا يا مَريَمُ لَقَد جِئتِ شَيئًا فَرِيًّا﴿٢٧﴾ يا أُختَ هارونَ ما كانَ أَبوكِ امرَأَ سَوءٍ وَما كانَت أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾ فَأَشارَت إِلَيهِ قالوا كَيفَ نُكَلِّمُ مَن كانَ فِي المَهدِ صَبِيًّا ﴿٢٩﴾ قالَ إِنّي عَبدُ اللَّـهِ آتانِيَ الكِتابَ وَجَعَلَني نَبِيًّا ﴿٣٠﴾ وَجَعَلَني مُبارَكًا أَينَ ما كُنتُ وَأَوصاني بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا ﴿٣١﴾ وَبَرًّا بِوالِدَتي وَلَم يَجعَلني جَبّارًا شَقِيًّا ﴿٣٢﴾ وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَومَ وُلِدتُ وَيَومَ أَموتُ وَيَومَ أُبعَثُ حَيًّا ﴿٣٣﴾ ذلِكَ عيسَى ابنُ مَريَمَ قَولَ الحَقِّ الَّذي فيهِ يَمتَرونَ ﴿٣٤﴾ ما كانَ لِلَّـهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبحانَهُ إِذا قَضى أَمرًا فَإِنَّما يَقولُ لَهُ كُن فَيَكونُ ﴿٣٥﴾
الرسالة
حسب النصوص الإسلامية، عيسى اختير لإيصال رسالة التوحيد والإيمان بالله والخضوع له لبني إسرائيل.
إنزال الكتب
يؤمن المسلمون أن الله أنزل على عيسى كتاباً مقدساً جديداً يُسمى الإنجيل، وأيضاً بالبحث عن الحقيقة في الكتب السابقة مثل التوراة و الزبور. تكلم القرآن عن الإنجيل بأنه يبعث في قلوب متبعينه التقوى والتواضع. لكن الرسالة الحقيقية في الإنجيل حُرفت وغُيرت مرات عديدة في مختلف الأزمان. مذكور عن الإنجيل في القرآن:
) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ )ال عمران اية3
( وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون) 47) ) سورة المائدة
الحواريون
يذكر القرآن أن عيسى سانده الحواريون وآمنوا برسالته. لم يذكر القرآن أسماء الحواريين، ولكن ذكر نماذج من إيصال عيسى الرسالة لهم. وذكر في القرآن أن الحواريين آمنوا:
( فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )52( رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِين(َ53) ال عمران
كانت أطول حكاية ذكرها الله عن الحواريين في القرآن عندما طلب الحواريون أن تنزل عليهم مائدة من السماء، لإثبات أن عيسى فعلاً نبي وأنه يوصل الرسالة الحقيقية:
) إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )112( قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ )113( قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )114( قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ)(115) سورة المائدة
الرفع
النصوص الإسلامية ترفض رفضاً قاطعاً فكرة الصلب أو الموت المنسوب للمسيح عيسى ابن مريم في العهد الجديد ذكر القرآن أن الناس (أي اليهود و الرومان)سعوا إلى *** عيسى، لكنهم لم يصلبوه أو ي***وه ولكن "شُبه لهم". يؤمن المسلمون بأن عيسى لم يُصلب ولكن رُفع إلى السماء، صعد إلى السماء بواسطة الله. هذا الصعود يُفهم بأنه ليس صعود روحي فقط، بل صعود روحي وجسدي.
( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(158) ) سورة النساء
مناقشة تفاسير العلماء الذين يرفضون الصلب، كتبت دائرة المعارف الإسلامية :
«الإنكار، علاوة على ذلك، في الاتفاق مع منطق القرآن. قصص الكتاب المقدس المنسوخة (مثل أيوب، موسى، يوسف إلخ) متعلقة بتاريخ بداية الإسلام تبرهن أنها سنة الله ليحقق انتصار الإيمان أخيراً على قوى الشر والمحن. "(فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً، إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً)" (الشرح 5،6) موت عيسى على الصليب يعني انتصار قاتليه، لكن القرآن أكد أنهم فشلوا: "(إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الّذِينَ آمَنُوا)" (الحج 38) "(وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)" (آل عمران 54)
يرى أغلب العلماء الغربيون و اليهود و النصارى أن عيسى مات، لكن المسلمين يرون أن عيسى صعد إلى السماء دون أن يُصلب، لكن حول الله شكل رجل آخر ليظهر شكله نفس شكل المسيح وصُلب بدلاً منه . عيسى صعد صعوداً جسدياً إلى السماء ولا يزال هناك حتى ينزل مرة أخرى قرب يوم القيامة.
قدومه مرة أخرى
يؤمن المسلمون بنزول عيسى بن مريم مرة أخرى للأرض قبل فترة قصيرة من يوم القيامة كما ذكر فى القرأن
|