عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 12-05-2016, 07:16 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي



إن المتأمل في أساليب التعليم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام المربين ومعلم المعلمين ليد أنه عليه الصلاة والسلام قد استخدم أساليب متنوعه لإيصال المعلومة إلى المتعلم ومن هذه الأساليب :
1- أسلوب التطبيق العملي :
ففي صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) .
2- ضرب الأمثلة :
فقد روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري– رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً ، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ، فذلك مثل من فقه في دين الله ، ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلّم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ( .
3- إالأالغاز أوالعصف الذهني :
استخدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسلوب التعلم الإبداعي والعصف الذهني في تعليم المسلمين ، حيث قال لأصحابه كما قال عبد الله بن عمر بن الخطاب : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( مثل المؤمن كشجرة لا يتحات ( أي لا يسقط ) ورقها . قال ابن عمر : فوقع في نفسي أنها النخلة ، وعنده رجال من العرب ، فذكروا الشجرة فما أصابوا حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‎frown‎‏ رمز تعبيري هي النخلة ) ، فقلت لأبي : لقد وقع في نفسي أنها النخلة ، فقال : يا بني : ما منعك أن تتكلم بها ؟ فقلت : الحياء ، وكنت من أصغر القوم سناً ، فقال : لأن تكون حيياً أحب إليّ من كذا وكذا ، أخرجه الشيخان مع اختلاف يسير .
4- أسلوب الإثارة والتشويق :
إما بسؤال مثير مثل ( أتدرون من المفلس ) ؟ أو بعبارة مثيرة أو بتكرار اللفظ ثلاثا كقوله صلى الله عليه وسلم ( والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن ) .
5- استخدام القصة لتحقيق الهدف :
فقد روى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قصص عدة قصد بها تعليم أصحابه رضي الله عنهم و منها ما روي أن خباب بن الأرت رضي الله عنه بلغ به الأذى والشدة كل مبلغ فيأتي للنبي صلى الله عليه وسلم شاكياً له ما أصابه فيقول رضي الله عنه :أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة - وقد لقينا من المشركين شدة - فقلت :ألا تدعو الله ؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال: « لقد كان كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد مادون عظامه من لحم أوعصب، مايصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله » [رواه البخاري]
وحفظت لنا السنة النبوية العديد من المواقف التي يحكي فيها النبي صلى الله عليه وسلم قصة من القصص، فمن ذلك: قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار، وقصة الذي *** مائة نفس،
وقصة الأعمى والأبرص والأقرع، وقصة أصحاب الأخدود ، وقصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام ، وغيرها من القصص النبوي الشريف ، ... وغيرها كثير.
6- أسلوب الحوار والمناقشة :
وخير مثال على ذلك موقفه صلى الله عليه وسلم مع الأنصار في غزوة حنين بعد قسمته للغنائم، فقد أعطى صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم وترك الأنصار، فبلغه أنهم وجدوا في أنفسهم، فدعاهم صلى الله عليه وسلم ، وكان بينهم وبينه هذا الحوار الذي يرويه عبدالله بن زيد -رضي الله عنه- فيقول: لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم فقال: »يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟« كلما قال شيئاً قالوا: الله ورسوله أمن، قال: »ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟« قال كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمن قال:» لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا، أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والناس دثار، إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض« [رواه البخاري (4330) ومسلم (1061) ] ففي هذا الموقف استخدم النبي صلى الله عليه وسلم الحوار معهم، فوجه لهم سؤالاً وانتظر منهم الإجابة، بل حين لم يجيبوا لقنهم الإجابة قائلاً : (ولو شئتم لقلتم ولصدقتم وصُدقتم …).
7- استخدام الإشارة : وقد وردت عدة أحاديث ( وأشار إلى صدره ) ( وشبك بين أصابعه ) ( وحلق بين أصبعيه السبابة والإبهام ) ( وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى ) وغيرها من الأحاديث .
8- استخدام الرسومات التوضيحية :
اللوحات المتضمنة رسومات توضيحية ترسم المعلومة في عقول التلاميذ والمتلقين ناهيك عن استخدام جهاز عرض فوق الرأس والكمبيوتر في العملية التعليمية هذا ولقد استخدم الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- أمثال تلك الوسائل وكان له السبق في استخدامها لما لها من الإثارة والمتعة والتشويق والإدراك التام للفكرة وحفظها وترسيخها في العقول فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (خط النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- خطا مربعا.. وخط خطا في الوسط خارجا منه ـ وقد أحاط به ـ وهذا الذي هو خارج أمله... وهذه الخطوط الصغار الأعراض.. فإن أخطأه هذا نهشه هذا وإن أخطأه هذا نهشه هذا) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق.


آخر تعديل بواسطة عزة عثمان ، 12-05-2016 الساعة 07:46 PM
رد مع اقتباس