أثناء دراستى لتجارب الدول الآخرى فى التعليم أعجبت بتجربة اليابان والتى تتلخص فى
اليوم الدراسى يبدأ فى السابعة والنصف صباحاً نصف ساعة طابور الصباح ويؤدى الطلبة بعض التمرينات الرياضية بقيادة مدير المدرسة ولا مانع من مصاحبة ذلك أغنية محببة للأطفال وضع هنا مليون خط على كلمة أغنية ( الطلبة هنا سيفهمون على الفور أغنية على أنها الأغانى الهابطة التى فسدت الذوق والأخلاق بل بالعكس يوجد لدينا كم هائل من الأغانى الجميلة والأغانى الوطنية الجميلة والتى تصلح لهذا المجال ثم يبدأ اليوم الدراسى من 8 : 10 فترة دراسية أولى ثم 10 :12 فترة دراسية ثانية ثم 12 : 1 فترة فطار ( فطار بمعنى الكلمة مش الطالب عندنا جايب معاه عيش ومش بدوده ولا بسكويت التغذية المدرسية الذى لا تأكله حتى البهائم ثم من 1 : 3 فترة دراسية ثالثة ثم من 3 : 4 يمارس الطلبة مختلف الأنشطة والهوايات التى تتناسب وميول الطلبة ثم من 4 : 5 يقوم الطالب بعمل الواجب المكلف به ثم يضع الطالب كتبه وأدواته داخل درج التختةالخاصة به ثم يأتى أوتوبيس المدرسة ليقوم بتوصيل الطلبة لمنازلهم سالمين دون وقوع حادثة مروعة من مطبات أوبلاعات يسقط فيها الأوتوبيس سهواً كما سقطت عندنا كل حاجة جميلة
أليس نحن أولى بهذا منهم أليس نحن من علمنا الدنيا بأسرها مصر التاريخ والحضارة مصر التى كانت تقرأ وتكتب وقت أن كانت أوربا تعيش فى ظلام مصر التى حكى عنها وغنى لها البعيد قبل القريب يصل بها الحال أن تتسول من القاصى والدانى وأبنائها يفعلون بها الأفاعيل مصر بلد الأزهر وبلد كل حاجة جميلة يصبح تعليمها إلى هذه الدرجة مدارس مزدحمة بالطلبة ومدارس بلا مرافق ومدارس بلا طلبة ومدرسين ثم نقول اليابان فعلت وفعلت وما لنا إلا مصمصت الشفاه
|