عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-10-2015, 06:37 AM
الصورة الرمزية صوت الحق
صوت الحق صوت الحق غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
العمر: 68
المشاركات: 8,134
معدل تقييم المستوى: 0
صوت الحق is an unknown quantity at this point
افتراضي

الاسماعيلية...مولد الجماعة ابريل 1928



وصل القطار إلى محطة الإسماعيلية، وكان الانطباع الأول عن المدينة إيجابياً عند الوافد الجديد. كانت نية البنا أن يقيم فى فندق، لكنه لم ير مانعاً فى مشاركة صديقة القديم إبراهيم البنهاوى غرفة فى بنسيون السيدة “,”أم جيمى“,” الإنجليزيى، ثم انتقلا معاً إلى منزل مدام ببيتا الإيطالية.
لم يستغرق وقتا طويلاً للإندماج فى عالم المدينة، وكانت كلمات الشرنوبى تسيطر عليه : الرجل الصالح يترك أثراً صالحاً فى كل مكان ينزل فيه.
عن طريق المسجد، استطاع البنا أن يعرف الكثير عن طبيعة المدينة وظروفها الاجتماعية والاقتصادية. أدرك أن النزعة الأوروبية مهيمنة، بفضل المعسكرات البريطانية من ناحية، وبسبب وجود إدارة شركة قناة السويس من ناحية أخرى، لا عمل لأهل الإسماعيلية إلا فى هذين المجالين، ولا مهرب لهم من الاتصال عن قرب بالحياة الاوروبية.
وعلى الرغم من هذا كله، فقد شعر المدرس الشاب أن المشاعر الدينية قوية وحية فى النفوس، وأن الطريق إلى الدعوة لا ينبغى أن ينطلق من المسجد، فالمقاهى أولى بدعوته.
اختمرت الفكرة فى رأسه، وبدأ فى تنفيذها.
اختار ثلاث مقاه كبيرة، ورتب فى كل منها درسين فى الأسبوع، وواظب على التدريس والوعظ بلا كلل. للوهلة الأولى بدا الأمر غريباً فى نظر الناس، لكنهم ما لبثوا أن ألفوه وأقبلوا عليه.
كان خطته أن يكون وعظه عاماً لا قسوة فيه، وأن يكون الأسلوب سهلاً جذاباً مشوقاً، لا يخلو من مفردات عامية لتبسيط وتقريب المفاهيم. ولم تكن الخطبة تزيد عن عشرة دقائق، فإن طالت فإنها لا تتجاوز ربع الساعة.
وكم كان البنا سعيداً وهو يرصد بوادر النجاح، لكن الدرس الذى نظمة فى المسجد أثار غضب بعض رجال الدين، وكانت للبنا مع واحد منهم حكاية مهمة، تكشف عن التطور الذى لحق بشخصيته، وقدرته على تجنب الصدام.
واحد من قدامى المشايخ، المولعين بالجدل والحواشى وإحراج الوعاظ، حاول إحراج الداعية الشاب ذات مرة. كان البنا يقص قصة ابى الأنبياء الخليل إبراهيم عليه السلام، فسأله الشيخ – كأنه يتحداه ويمتحنه – عن اسم أبى إبراهيم !.
واستمر الشيخ فى استخدام أسلوبه الاستفزازى فى كل درس، وخاف البنا أن يهرب المستمعون.
فكر فى أسلوب عملى لعلاج المشكلة، فدعى الشيخ إلى منزلة، واكرمه، وأهداه كتابين، فسر الشيخ بالتكريم والهدية، فإذا به يواظب على الدرس، ويكف عن الجدال، ويدعو الناس إلى الحضور.
تجنب الصدام والجدال، وأثر أن يقترب من خصمه ويحتويه، ولم يكن ذلك شاقاً أو صعباً!.
كان من أثر محاضرات ودروس البنا أن حضر إليه من الذين تأثروا بها من أهالى الإسماعيلية : حافظ عبد الحميد، نجار، أحمد الحصرى، حلاق، فؤاد إبراهيم، مكوجى، وعبد الرحمن حسب الله، سائق، إسماعيل عز، جناينى، زكى المغربى، عجلاتى.
وكان ذلك فى أبريل 1928.
حدثوه عن الطريق العملى الذى ينبغى ان يسلكوه، لعزة الإسلام وخير المسلمين، وعرضوا عليه ما يملكون من مال بسيط، وحملوه تبعية أمرهم، فكان القسم والبيعة.
أى اسم يحمله التنظيم الوليد ؟!
قال لهم البنا : نحن اخوة فى خدمة الإسلام، فنحن إذن الإخوان المسلمون.
وهكذا ولدت الجماعة




أنتهاء الجزء الاول
يتبع

رد مع اقتباس