س42: هل الخَضِر عليه السلام حارس في الأنهار والصحاري، وهل يُعين كل مَن يَضلّ عن الطريق إذ ناداه...؟!
الجواب: الصّحيح مِن أقوال العلماء: أن الخضر عليه السلام تُوفي قبل إرسال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} (1)، وعلى تقدير أنه بقي حيًّا حتى لَقِي نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فقد دَلّت السُّنة على وفاته بعد وفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بمدة محدودة، بيّنها صلى الله عليه وسلم بقوله فيما ثبت عنه: «أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ». (2)، وعلى هذا يكون شأنه شأن الأموات لا يسمع نداء مَن ناداه، ولا يجيب مَن دعاه، ولا يهدي مَن ضلّ عن الطريق إذا استهداه، وعلى تقدير أنه حي إلى اليوم فهو غائب، شأنه شأن غيره مِن الغائبين لا يجوز دعاؤه ولا الاستنجاد به في شِدّة أو رخاء.
((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
------------------------
(1) سورة الأنبياء - الآية 34
(2) رواه البخاري (1/ 116)، ومسلم (4/ 2537).