س35: هل للأولياء الصالحين أن يسمعوا نداء مَن دعاهم..؟! ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعَبْدَ، إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ، إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ». (1)، أفيدوني...؟!
الجواب: الأصل أن الأموات صالحين كانوا أو غير صالحين لا يسمعون كلام البشر؛ لقوله تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} (2)، وقوله سبحانه: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} (3)، ولكن قد يسمع الله الموتى صوت رسول من رُسله لحكمة من الحِكَم، كما أسمع سبحانه ***ى بدر من الكفار صوت رسوله صلى الله عليه وسلم؛ إهانةً وتبكيتًا لهم، وتكريماً لرسوله صلى الله عليه وسلم؛ حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حينما استنكر بعضهم ذلك: «مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُجِيبُوا». (4)
وأما سماع الميت حيث يُوضع في قبره قرع نعال المشيعين فهو إسماع خاص ثبت في النص فلا يُزاد عليه لاستثنائه من الأدلة العامة الدالة على عدم سماع الموتى، كما تقدم.
وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
------------------------
(1) صحيح البخاري (2/ 1374)، وصحيح مسلم (4/ 2870).
(2) سورة فاطر - الآية 14
(3) سورة فاطر - الآية 22
(4) صحيح البخاري (5/ 3976)، وصحيح مسلم (4/ 2874)، وسُنَن النسائي (4/ 2075) وله اللّفظ.