عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 03-07-2015, 11:42 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي





فهذه رسالة قصيرة سطرتها لك أختي المسلمة على عَجَلٍ، وضمنتها وقفات متنوعة، أدعوه - عز وجل - أن يُبارك في قليلها، وأن ينفع بها إنه سميع مجيب.

الوقفة الأولى:

أذكِّرك بأصل الخلق وسبب الوجود، قال الله - عز وجل -: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسِ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]. قال الإمام النووي: "وهذا تصريح بأنهم خُلقوا للعبادة، فحُق عليهم الاعتناء بما خُلقوا له، والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة؛ فإنها دار نفاد لا محل إخلاد، ومركب عبور لا منزل حبور، ومشروع انفصام لا موطن دوام".
أختي المسلمة:

تفكَّري في عظم فضل الله عليكِ {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34، والنحل: 18].. وأجَّل تلك النعم وأعظمها نعمة الإسلام، فكم يعيش على هذه الأرض مِن أمم حُرمت شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله! وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.. ثم احمدي الله - عز وجل - على نعمة الهداية والتوفيق، فكم ممن ينتسبن إلى الإسلام، وهنّ مخالفات لتعاليمه ظاهرًا وباطنًا، مفرطات في الواجبات، غارقات في المعاصي والآثام! فاللهم لك الحمد!


الوقفة الثانية:

من نِعَم الله عليكِ أن مدَّ في عمركِ، وجعلكِ تُدركين هذا الشهر العظيم، فكم غيَّب الموت من صاحبٍ، ووارى الثرى من حبيب!.. فإن طول العمر والبقاء على قيد الحياة فرصةٌ للتزود من الطاعات، والتقرب إلى الله - عز وجل - بالعمل الصالح. فرأس مال المسلم هو عمره؛ لذا احرصي على أوقاتكِ وساعاتكِ حتى لا تضيع سُدًى، وتذكري مَنْ صَامتْ معكِ العام الماضي وصلَّت العيد!! ثم أين هي الآن بعد أن غيبها الموت؟! وتخيلي أنها خرجت إلى الدنيا اليوم فماذا تصنع؟! هل ستسارع إلى النزهة والرحلة؟ أم إلى السوق والفسحة.. أم إلى الصاحبات والرفيقات؟! كلا ! بل - والله - ستبحث عن حسنة واحدة.. فإن الميزان دقيق،


الوقفة الثالثة:

يجب الإخلاص في النية، وصدق التوجه إلى الله - عز وجل -، واحذري وأنت تعملين الطاعات مداخلَ الرياء والسمعة؛ فإنها داء خطير، تحبط العمل، واكتمي حسناتك واخفيها، كما تكتمين وتخفين سيئاتك وعيوبك، واجعلي لك خبيئة من عمل صالح، لا يعلم به إلا الله - عز وجل - من صلاة نافلة، أو دمعة في ظلمة الليل، أو صدقة سر، واعلمي أن الله - عز وجل - لا يتقبل إلا من المتقين،

الوقفة الرابعة:
عوَّدي نفسكِ على ذكر الله في كل في كل حين، وعلى كل حال، وليكن لسانكِ رطبًا من ذكر الله - عز وجل -، وحافظي على الأدعية المعروفة، والأوراد الشرعية. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 41-42]قالت عائشة - رضي الله عنها -: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله في كل أحيانه"؛ رواه مسلم. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سَبَقَ المُفَرِّدُونَ)) قالوا "وما المفردون يا رسول الله؟" قال: ((الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ.))؛ رواه مسلم.
قال ابن القيم - رحمه الله -: "وبالجملة فإن العبد إذا أعرض عن الله، واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية، التي يجد غبَّ إضاعتها يوم يقول: (يا ليتني قدمت لحياتي).."


الوقفة الخامسة:

احرصي على قراءة القرآن الكريم كل يوم، ولو رتبت لنفسكِ جدولاً تقرئين فيه بعد كل صلاة جزءًا من القرآن؛ لأتممت في اليوم الواحد خمسة أجزاء! وهذا فضل من الله عظيم، والبعض يظهر عليه الجد والحماس في أول الشهر ثم يفتر، وربما يمر عليه اليوم واليومان بعد ذلك وهو لم يقرأ من القرآن شيئًا، وقد ورد في فضل القرآن ما تقر به العيون، وتهنأ به النفوس، فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ))؛ رواه الترمذي، وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه سلم -: ((إنَّ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ كَالبَيْتِ الخَرِبِ))؛ رواه الترمذي.

الوقفة السادسة:
رمضان فرصة مواتية للدعوة إلى الله.. فتقربي إلى الله - عز وجل - في هذا الشهر العظيم بدعوة أقاربك وجيرانك وأحبابك عبر الكتاب والشريط والنصيحة والتوجيه، ولا يخلو لك يوم دون أن تُساهمي في أمر الدعوة، فإنها مهمة الرسل والأنبياء والدعاة والمصلحين،

الوقفة السابعة:
اعلمي أن كل يوم يعيشه المؤمن هو غنيمة.. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "كان رجلان من بني قضاعة أسلما على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستشهد أحدهما، وأُخِّر الآخر سنة، فقال طلحة بن عبيدالله: "فرأيت المؤخَّر منهما أُدخِلَ الجنة قبل الشهيد" فتعجبت لذلك، فأصبحت فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - أو ذُكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم –" فقال: ((أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ وَصَلَّى سِتَّةَ آلافِ رَكْعَةٍ وَكَذَا رَكْعَةٍ صَلاَةَ سَنَةٍ))؛ رواه أحمد.


الوقفة الثامنة:

منزلك هو مناط توجيهك الأول، فاحرصي أولاً على أخذ نفسك وتربيتها على الخير، ثم احرصي على مَن حولك من زوج وأخ وأخت وأبناء، بتذكيرهم بعظم هذا الشهر، وحثهم على المحافظة على الصلاة وكثرة قراءة القرآن، وكوني آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر في منزلك بالقول الطيب، والكلمة الصادقة، وأتبعي ذلك كله بالدعاء لهم بالهداية. وهذا الشهر فرصة لمراجعة ومناصحة المقصرين والمفرطين فلعل الله - عز وجل - أن يهدي من حولك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ))؛ رواه مسلم.

الوقفة التاسعة:
احذري الأسواق فإنها أماكن الفتن والصد عن ذكر الله. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أَحَبُّ البِلاَدِ إلَى اللهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ البِلاَدِ إلَى اللهِ أَسْوَاقُهَا))؛ رواه مسلم .
ولا يكن هذا الشهر وغيره سواء. واحذري أن تلحقك الذنوب في هذا الشهر العظيم بسبب رغبة شراء فستان أو حذاء، فاتقي الله في نفسكِ وفي شباب المسلمين، وما يضيرك لو تركت الذهاب إلى الأسواق في هذا الشهر الكريم، وتقربت إلى الله - عز وجل - بهذا الترك؟!




المشروع السابع عشر


كفالة اليتيم:

لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بالسبابة والوسطى. [رواه البخاري].
وقال
صلى الله عليه وسلم : «من ضم يتيما بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه، وجبت له الجنة»[أبو يعلى وصححه الألباني].