الموضوع
:
حروف الهجاء من خلال الشعر
عرض مشاركة واحدة
#
2
29-05-2015, 11:31 AM
ابو وليد البحيرى
عضو لامع
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى:
15
حروف الهجاء من خلال الشعر
محيي الدين صالح
وفي الجزء الرابع الذي يضمُّ باقي الحروف وهي من (ك - ي) أوجزَ في التَّقديم، على عكس الإطناب الذي اتَّبعه في المجموعة السابقة؛ وكأنَّه يَنْفض الملَل من نفوس الصِّغار، قبل أن يتسلَّل إليهم، ويجدِّد في الأوزان أيضًا كوسيلةٍ من وسائل التَّشويق، فيقول:
(الكَافُ) فِي الضِّحْكِ وَالبُكَاءِ
(وَاللاَّمُ) فِي العِلْمِ وَاللِّقَاءِ
(وَالْمِيمُ) فِي النَّجْمِ وَالسَّمَاءِ
(وَالنُّونُ) فِي النَّوْحِ وَالغِنَاءِ
(وَالْهَاءُ) فِي الْهَمِّ وَالْهَنَاءِ
(وَالوَاوُ) فِي الوَشْمِ وَالشِّوَاءِ
(وَاليَاءُ) فِي اللَّيْلِ وَالضِّيَاءِ
وهذا الإيقاع السَّريع عند تقديمِ هذه المجموعة من الحروف فيه تنشيطٌ لِخيال الأطفال، بعد تلك الوجبة الدَّسمة التي تلقَّوها مع الحروف السابقة في المجموعات الثَّلاث الأولى؛ حتَّى يجدِّدوا نشاطهم الذِّهني، ويستقبلوا الجديد بإدراك جيِّد.
وفي الجزء الثاني من هذه السِّلسلة الذي يحتوي الحروفَ من (د - ص) يُدافع "شعراوي" عن حروف اللُّغة العربية، وينفي عنها ما يراه بعض الكُتَّاب من أنَّ الحروف لها دلالات مستقلَّة، وخصُّوا بعض الحروف بالشُّؤم (كحرف الضَّاد) كما يقول "العقَّاد" في كتاب "أشتات مجتمعات" في اللُّغة والأدب، وبعضَها بالإبانة والوضوح (كحرف الفاء)، وبعضها باللُّطف (كحرف السِّين)، وبعضها بالذُّل والهوان (كحرف الذَّال)...[1]، وهكذا، إلا أن "شعراوي" يتصدَّى لهذه المقولات بِضَراوة، ويُدافع عن الحروف العربيَّة باستماتة، ويرى أنَّها لا علاقة لها بهذه الرُّؤَى المتعسِّفة، وكأنَّ الحروف كائنات حيَّة، تعرَّضت للظُّلم من بعض الناس، وهو يريد إنصافَها وإحقاقَ الحق.
وهذا المنهج في معالجة الأمور، يربِّي الناشئة على حب الإنصاف، وتَجنُّبِ الظلم أيًّا كان، واستقباحِه حتى في الأمور المعنويَّة، وفي الوقت نفسه يحفزُّه على حب الدفاع عن الآخرين، وردِّ المظالم، والذَّوْد عن المظلوم، ففي قصيدة "الذَّال بين الهجوم والدفاع" يقول:
قَدْ قِيلَ فِي هِجَاءِ حَرْفِ الذَّالِ
الذَّالُ حَرْفُ الذَّمِّ وَالإِذْلاَلِ
وَالذَّنْبِ وَالذِّئِابِ وَالذُّهُولِ
وَالذُّعْرِ وَالذُّبَابِ وَالذُّبُولِ
وَالذَّالُ مِنْهُ لَذَّةُ الإِيمَانِ
وَذِكْرُ رَبِّي ذَابَ فِي الأَذْهَانِ
وَالذَّوْقُ وَالذَّوْدُ عَنِ الأَوْطَانِ
وَأَشْرَفُ الآدَابِ وَالْمَعَانِي
وَأَيُّ حَرْفٍ فِي لِسَانِ الأُمَّهْ
لَنْ يَقْبَلَ الْهِجَاءَ وَالْمَذَمَّهْ
لِأَنَّهُ خَيْطٌ بِنَسْجِ الكِلْمَهْ
لَكِنَّمَا الكِلْمَةُ مِثْلُ البِذْرَهْ
تُبْدِي ثِمَارًا حُلْوَةً وَمُرَّهْ
فَلْتَجْعَلُوا - يَا إِخْوَتِي - الكَلاَمَا
كُؤُوسَ عِطْرٍ تُسْعِدُ الأَيَّامَا
وَلْتَسْكُبُوا حُرُوفَهَا أَنْغَامَا
تُخَلِّدُ الإِخَاءَ وَالسَّلاَمَا
وقد وَضعتُ القصيدة كاملةً لصعوبة الاقتِطاع؛ بسبب تسلسُلِ المعاني، وقد بدأ "شعراوي" القصيدةَ بكلمةٍ تُناسب هذا السِّياق، وهي قوله: (قيل)، وبعد ذلك سرد جانبًا من الاتِّهامات التي تُوَجَّه إلى حرف (الذَّال) في أربعة مقاطع، ومن الجميل أنَّه بدأ بفِعل مبنِيٍّ للمجهول؛ حتَّى يقلِّلَ من مصداقيَّة هذه المزاعم، وفي المقطع الثاني، أتى بالشَّواهد التي تؤكِّد أن الحرف بريءٌ من التُّهَم الموجَّهة إليه، قائلاً:
وَالذَّالُ مِنْهُ لَذَّةُ الإِيمَانِ
وَذِكْرُ رَبِّي ذَابَ فِي الأَذْهَانِ...
وهكذا، وعلَّل مذهبه في التعامل مع الحروف بقوله:
وَأَيُّ حَرْفٍ فِي لِسَانِ الأُمَّهْ
لَنْ يَقْبَلَ الْهِجَاءَ وَالْمَذَمَّهْ...
وهذا الأسلوب الذي اتَّبعه "شعراوي" مُقْنع للصِّغار وللكبار، بل يولِّد التعاطف مع هذا الحرف وكلِّ الحروف، مما ينتج عنه حميميَّةٌ بين الحروف والصِّغار، وهذا هو الهدف من الكتاب أو الدِّيوان.
وإذا صارت العلاقة بين الأطفال والحروف لها صفة الصَّداقة، فمن السَّهل أن تُستغَل هذه الصَّداقة في نَشْر الأخلاق الفاضلة والصِّفات النبيلة، ولأنَّ صلة الإنسانِ بالله - سبحانه وتعالى - من أساسيَّات الخلُقِ الفاضل، فإنَّ قصيدة "دعاء مع حرف السِّين" في الجزء الثَّاني تركِّز على هذه الجزئيَّة في منهجيَّةٍ واضحة، مبنيَّة على توظيف التُّراث الدِّيني لتحقيق الأهداف التربويَّة المنشودة، فبداية القصيدة:
أَسْبَغْتُ وُضُوئِي لِصَلاَتِي
وَذَكَرْتُ سَمَاءَ الإِسْرَاءِ
فَالدِّينُ سِرَاجٌ وَهَّاجٌ
وَالْمَسْجِدُ وِرْدُ الأَضْوَاءِ
والقصيدة لا تخلو من إشاراتٍ إلى المقدَّسات الإسلاميَّة بأسلوب يوثِّق الصِّلة بين الطفل والرموز المحبَّبة إلى قلبه؛ سواء كانت أماكن (مثل: المسجد وبيت المَقْدس)، أو معانِيَ (مثل: الصلاة والسُّجود، وأسرار الوجود، وهمس الضَّمير)، أو أشخاصًا (مثل: بلقيس، وسارَّة، وإسماعيل، وسليمان، وإدريس...).
وبنفس القَدْر الذي يتمُّ به بثُّ الصِّفات النبيلة والأخلاق الحميدة والمعاني الإسلامية، فإنَّه ينبغي أن ننبِّه الصِّغار ونبعدهم عن المذمَّات والنَّقائص والصفات السيِّئة، حتَّى يكتمل المنهج الصَّحيح في تنشئة فلذات الأكباد، وذلك حسب رؤية سيِّدنا حُذَيفة بن اليمَان - رضي الله عنه - الَّذي رُوِي عنه أنه قال: "كان الصَّحابة يَسألون رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن الخير؛ لِيُدركوه، وكنت أسأله عن الشرِّ؛ مَخافة أن يُدرِكَني"[2].
وهذه الرؤية صحيحةٌ ومنطقيَّة، ولها مرجعيَّة في القرآن الكريم الذي قصَّ علينا كثيرًا من أنباء الأمم البائدة وشرورِهم؛ حتى نتجنَّب الوقوعَ في مثلها؛ كقوله تعالى:
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ
[الفجر: 6 - 14].
و"شعراوي" الذي استقى ثقافته من القرآن الكريم، كما أشرتُ إلى ذلك من قبل؛ يأتي بحكايته عن حرف (الهاء) في الجزء الرَّابع، عن فرعونَ وموقفه من رسالة سيِّدنا موسي - عليه السَّلام - وذلك بأسلوبٍ يُناسب ملَكاتِ الطِّفل ومدارِكَه، ويبدأ القصيدة بإلقاء الضَّوء على غرور فرعونَ وزهوِه، وينتهي بمصيره بين أمواج البحر.
بداية القصيدة:
يُقَهْقِهُ فِرْعَوْنُ فِي صَحْوِهِ
غُرُورًا، وَيُكْثِرُ مِنْ لَهْوِهِ
قَدِ اهْتَزَّ بِالْجَاهِ وَالقُوَّةِ
فَلَمْ يُبْصِرِ الْهَوْلَ فِي الْهُوَّةِ
ونهاية القصيدة:
وَمُوسَى هُنَا يَضْرِبُ البَحْرَ ضَرْبًا
قَوِيًّا بِهَذِي العَصَا الْمُلْهمَهْ
فَيَأْمُرُ رَبُّ الْهُدَى أَنْ تُشَقَّ
وَتَلْتَهِمَ الطُّغْمَةَ الْمُجْرِمَهْ
كما يأتي بحكاية عن حرف (الرَّاء) في الجزء الثاني، فحواها قصَّة تاجرٍ تَملَّكه الطمعُ والغش، فدفع ثمن ذلك المكر، وتعلَّم الدرس من قردٍ كان يرافقه في تلك الرِّحلة التجارية، حيث أبقى له حقَّه الصحيح فقط، وألقى بالزِّيادة التي اكتسبها بالغشِّ والخداع في قاع المياه، يقول "شعراوي" في هذه القصيدة التي يُحاول من خلالها توضيحَ مصير الغشِّ والخداع:
قِصَّتُنَا يَا جِيلَ الأَخْيَارْ
تَحْكِي عَنْ (مَسْرُورَ) الْمَكَّارْ
قَدْ كَانَ يَغُشُّ النَّاسَ إِلَى
أَنْ صَارَ كَبِيرًا لِلتُّجَّارْ
وفي منتصف القصيدة، يوضِّح الشاعر أن ثروة هذا التاجر ليست كلُّها من الحلال، يقول:
(مَسْرُورٌ) سَارَ بِثَرْوَتِهِ
لِيُضَاعِفَهَا فِي سَفْرَتِهِ
نِصْفُ الثَّرْوَةِ حَقٌّ وَحَلاَلْ
وَبَقِيَّتُهَا غِشٌّ وَضَلاَلْ
وفي نهاية القصيدة يأتي الدرس المفيد:
يَبْقَى مَا تَجْمَعُ مِنْ أَمْوَالْ
بِالْجُهْدِ، وَمِنْ خَيْرِ الأَعْمَالْ
وَسَيَمْضِي لِفَنَاءٍ وَزَوَالْ
مَا يَأْتِي مِنْ غِشٍّ وَضَلاَلْ
وهكذا، يضع "شعراوي" رؤيتَه للموقف من خلال القوافي المُحْكَمة، الدالَّة على تمكُّنِه من نواصي البيان والأوزان الشعريَّة، وما يجب أن يبثَّ للأطفال.
والفارق بين قصَّة فرعون في الجزء الرابع، وقصة التَّاجر في الجزء الثاني: أنَّ فرعون مضى في استكباره وظُلمه إلى أبعد حدٍّ، فلقي مصيره غرقًا، أما التَّاجر فقد استدرك خطأه، وتعلَّم من القرد، وعاد إلى حظيرة الحقِّ ملتزمًا، فاختلفَت المصايرُ، وهذا المنهج لا بدَّ منه؛ لتوضيح قيمة الرُّجوع عن الخطأ، عند أوَّل فرصةٍ أو تنبيه.
وإذا كانت قصَّة التاجر تعلِّم الأطفال فضيلةَ الرُّجوع إلى الحقِّ، والرِّضا بالحلال، فيما رزق الله؛ فإنَّ هناك نَمُوذجًا آخرَ يعلِّم الطفل أن الاعتراف بالخطأ سمةٌ من سمات المسلم.
ونحو بثِّ هذه القيمة الإنسانية الغالية في نفوس الصغار، تأتي قصيدة "الراعي والغربان"، وذلك في الجزء الثالث من ديوان "حكايات وأغانٍ"، وتحكي قصَّة راعٍ صغير كان يسير في الغابة وهو يرعى أغنامه، ورأى مجموعة من الغربان فوق أغصان الشَّجر، فقذفها بالحجارة إلى أن ثارت الغربان وكادت تُهاجمه، فانصرف الرَّاعي سريعًا وهو يقول كما جاء في نهاية القصيدة:
أَنَا لَسْتُ أَلُومُ الغِرْبَانْ
فَأَنَا البَادِئُ بِالعُدْوَانْ
ولا ننسى أن هذه القصيدة في معرض الحديث عن حرف (الغين)، وهي تحقِّق ما يدعو إليه العلماء المتخصِّصون في أدب الطفل، كما يقول الدكتور سعد أبو الرضا: "إنَّ أدب الأطفال يجب أن ينهض بما يدعو إليه الإسلامُ من قِيَمٍ ومبادئ؛ كحبِّ العلم، وأن السَّعادة في رضا الله وتَقْواه، وليس في التعلُّق بالمستحيلات، والسلبيَّة في مواجهة المشكلات، والاعتماد على مصباح علاء الدِّين، أو خاتَمِ سليمان، وإنَّما العمل الجادُّ هو الذي يحقِّق الآمالَ والطُّموحات"[3].
وهناك شكلٌ آخر من أشكال المعاملات التي يبثُّها "شعراوي" للصِّغار؛ ليعلمهم أنَّ هناك بعضَ العداوات لا سبيل إلى إزالتها، وواهمٌ من ظنَّ غير ذلك، وفي معرض حديثه عن حرف (الفاء) يَسْرد قصة شعرية أبطالها "فلاح وأفعى":
***َت الأفعى شقيقَ الفلاح بعضَّة سامَّة في مفصله، وحاول الفلاَّح أن يثأر لأخيه، فأخذ فأسه وضرب الأفعى ضربةً لم تَقْتُلها، وإنَّما قطعَتْ ذيلها فقط، وتوهم الفلاح أنَّ في الإمكان وضْعَ حدٍّ لهذه العداوة بينهما، ولكن الأمر كان غير ذلك، فتأتي النِّهاية المؤكَّدة لاستمرار العداوة الأبديَّة بين الأفعى والفلاح، كنموذج لما سيكون بين الإنسان والحشرات الضارَّة مستقبلاً:
قَالَ الفَلاَّحُ لَقَدْ أَخْطَأْ
تُ وَهَأَنَذَا أَطْلُبُ صَفْحَا
وَالأَفْعَى قَالَتْ: قَدْ أَفْسَدْ
تُ وَرُمْتُ الفَتْكَ، فَيَا وَيْلِي
(لاَ صَفْوَ) وَهَذَا أَثَرُ الفَأْ
سِ يَغُوصُ عَمِيقًا فِي ذَيْلِي
ولكن هذا لا يعني حجب الخير عن خَلْق الله؛ بِحُجَّة العداوات الأبديَّة؛ فقد ورد عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ امرأة دخلت النار في هِرَّة حبسَتْها، وكذلك عن رجلٍ دخل الجنَّة بسبب إعطائه الماء لكلب كان يأكل الثَّرى من العطش.
و"شعراوي" لا تفوته هذه المنهجيَّةُ وهو يعمل على تهذيب الأطفال، فيسرد قصَّةً خياليَّة عن علاقة نشأَتْ بين (زاهد وأسد)، وذلك في الجزء الأول من نفس السِّلسلة، وهو يتحدَّث عن حرف (الألف) وهي جاءت بحكم تسلسُلِ الحروف كأوَّل قصَّة يطالعها الأطفال في هذا الدِّيوان، ومن ثَمَّ فإنَّ جماليات هذه القصَّة هي التي ستَحْكم علاقة الأطفال بباقي محتويات الدِّيوان.
فالأسد هو ذلك الحيوان الذي اعتبَره الإنسانُ ملِك الغابة، وبذلك أصبحَتْ له مكانةٌ في قلوب الصِّغار؛ رمزًا للقوة والشَّجاعة، وهي صفات يحبُّها الأطفال، ويتمثَّلونها، أمَّا الزاهد فهو ذلك الإنسان الذي لم ينبَهِر بمباهج الحياة وزُخْرفها، والتزَم بمعاني الإيمان بالله سلوكًا ومنهاجًا، فأصبح مثالاً للوداعة والطِّيبة، وهي أيضًا صفاتٌ يرتاح إليها الأطفالُ وينشدونها.
والعلاقة بين مِثال الوداعة والطِّيبة وبين مثال القُوَّة والشجاعة لا بُدَّ أن يكون لها شكلٌ يتناسب مع الطَّرَفين، بالإضافة إلى خيال الطِّفل، وأرى أنَّ "شعراوي" نجح في وضع الإطار المنهجيِّ الصحيح عندما سردَ هذه القصة شعرًا، كما أنَّ صياغتها على حرف (الألف)، ووَضْعَها في بداية الدِّيوان كان توفيقًا من الله له، فالزَّاهد يسير وحيدًا إلى الغابة، يملَؤُه الإيمانُ بالأمن:
وَهُنَاكَ رَأَى أَسَدًا يَزْأَرْ
يَتَلَوَّى، يَصْرُخُ، يَتَوَجَّعْ
والقصَّة طويلة، وجميلة، وفيها من الإسقاطات التاريخيَّة والخيالية والإنسانيَّة ما يجعلُني أدوِّن هاهنا القصيدةَ كاملة، رغم طولها؛ لأنَّ الاجتزاء سيُخِلُّ بالمعنى وبالهدف من هذه الدِّراسة، كما أنَّ الوضوح الذي تمتاز به هذه القصيدة يعفيني من التَّعليق أو التعقيب؛ حتَّى لا أُفْسِد على القارئ متعةَ متابعة القصة كما أرادها "إبراهيم شعراوي".
وللموضوع تتمة
ابو وليد البحيرى
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها ابو وليد البحيرى