( وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا )[الأحزاب: 27].
قال الأستاذ محمد دروزة: أما عبارة «وأرضا لم تطؤوها» فقد قال المفسرون: إنها أرض خيبر، وإن الجملة بشرى سابقة لفتحها، غير أن الذي تلهم روح الآية ومضمونها على ما يتبادر لنا أنها أرض لبني قريظة بعيدة عن مساكنهم، آلت إلى المسلمين دون حرب أو حصار، ونتيجة للمصير الذي صار إليه أصحابها([77]). هذا وقد أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة t بالخمس من الذرية والنساء إلى الشام فباعها، واشترى بالثمن سلاحًا وخيلاً ليستعين به المسلمون في معاركهم مع الأعداء من يهود ومشركين، وكذلك بعث إلى نجد سعد بن زيد فباع سبيًا واشترى سلاحًا([78]).
2- إسلام ريحانة رضي الله عنها: وكان من بين السبي ريحانة بنت عمرو بن خنافة إحدى نساء بني عمرو من بني قريظة قد أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها بعد أن تسلم، فترددت، وبقيت وقتًا على دينها، ثم شرح الله صدرها للإسلام فأسلمت، فبعثها إلى بيت أم منذر بنت قيس حتى حاضت ثم طهرت، فجاءها وخيَّرها: أيعتقها ويتزوجها أو تكون في ملكه صلى الله عليه وسلم؟ فاختارت أن تكون في ملكه رضي الله عنها([79]).
خامس عشر: الإعلام الإسلامي في غزوة الأحزاب:
قام شعراء الصحابة بدورهم الجهادي، فقالوا قصائد رائعة وضحوا بها موقف المسلمين في غزوة الأحزاب, نقتطف منها أبياتًا منها كنماذج لهذه القصائد، فمن ذلك قول كعب بن مالك، أخو بني سلمة:
ولو شهدت رأتنا صابرينا --- وسائلة تسائل ما لقينا
على ما نابنا متوكلينا --- صبرنا لا نرى لله عدلاً
به نعلو البرية أجمعينا --- وكان لنا النبي وزير صدقٍ
وكانوا بالعداوة مرصدينا([80]) --- نقاتل معشرا ظلموا وعقوا
بضرب يعجل المتسرعينا --- نعالجهم إذا نهضوا إلينا
كغدران الملا متسربلينا([81]) --- ترانا في فضافض سابغات
إلى أن قال:
نكون عباد صدق مخلصينا --- لننصر أحمدًا والله، حتى
وأحزاب أتوا متحزبينا --- ويعلم أهل مكة حين ساروا
وأن الله مولى المؤمنينا --- بأن الله ليس له شريك
فإن الله خير القادرينا --- فإما ت***وا سعدًا سفاها
تكون مقامة للصالحينا --- سيدخله جنانا طيبات
بغيظكم خزايا خائبينا --- كما قد ردكم فلا شريدًا
وكدتم أن تكونوا دامرينا --- خزايا لم تنالوا ثم خيرًا
فكنتم تحتها متكمِّهينا([82]) --- بريح عاصف هبت عليكم
* * *
([1]) محفر: اسم فاعل من حفَّر.
([2]) أهيل: رملاً سائلاً. انظر: النهاية في غريب الحديث (5/289).
([3]) أهيم: الرمل الذي لا يتمالك، انظر: لسان العرب (3/858).
([4]) العناق: الأنثى من أولاد الماعز، انظر: النهاية في غريب الحديث (3/310).
([5]) البرمة: هي القدر مطلقًا، انظر: النهاية في غريب الحديث (1/121).
([6]) الأثافي: الحجارة التي تنصب ويجعل القدر عليها، انظر: القاموس المحيط (3/120)
([7]) ولا تضاغطوا: أي لا تزاحموا. انظر: لسان العرب (2/537).
([8]) البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الخندق (5/55) رقم 4101.
([9]) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/241). (2) انظر: المرأة في العهد النبوي، ص175.
([11]) انظر: السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، ص448.
([12])المصدرنفسه، ص449. (5) انظر: نضرة النعيم (1/325).
([14]) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/255)
([15]) انظر: من معين السيرة للشامي، ص291.
([16]) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/247).
([17])المصدرنفسه (3/247) ضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير.
([18]) انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (6/108).
([19]) البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الخندق رقم 4111.
([20]) انظر: الأساس في السنة (2/682).
([21]) انظر: فقه السيرة النبوية، ص223. (2) انظر: من معين السيرة، ص294.
([23]) انظر: الرحيق المختوم، ص283، 284.
([24]) انظر: المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة (2/246).
([25]) انظر: صحيح السيرة النبوية، ص365. (4) المصدرنفسه، ص365.
(1) انظر: صحيح السيرة النبوية، ص365. (2) انظر: غزوة الأحزاب، الدكتور أبو فارس.
([28]) انظر: المستشفيات الإسلامية، الدكتور عبد الله السعيد، ص43.
([29]) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/263).
([30]) انظر: من معين السيرة، ص294. (2) انظر: المستفاد من قصص القرآن (2/286).
([32]) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/262).
([33]) انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (6/165).
([34]) انظر: صور وعبر من الجهاد النبوي في المدينة، ص261.
([35]) انظر: السيرة النبوية لابن هشام، (3/262).
([36]) انظر: فقه السيرة للبوطي، ص228.
([37]) مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب إخراج اليهود (3/1389) رقم 1769.
([38]) انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (6/170).
([39]) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/263).
([40]) انظر: صور وعبر من الجهاد النبوي في المدينة، ص265.
([41]) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/275).
([42]) انظر: فقه السيرة للبوطي، ص228. (2) انظر: التربية القيادية (3/70).
([44]) انظر: التربية القيادية (4/71). (4) المصدرنفسه (4/74).
([46]) انظر: سير أعلام النبلاء (1/287) إسناده حسن.
([47]) انظر: سير أعلام النبلاء (1/295) إسناد صحيح، أخرجه النسائي (4/100) في الجنائز.
([48]) انظر: سير أعلام النبلاء (1/288) رجاله ثقات. (2) انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (6/171).
([50]) مسلم، فضائل الصحابة رقم 2466.(4) مسلم، فضائل الصحابة، رقم 2468.
([52]) انظر: التربية القيادية (4/77)، نقلا عن مسند الإمام أحمد (6/141).
([53]) انظر: القيادة الربانية (4/78). (6) انظر: سير النبلاء (1/290).
([55]) انظر: مصنف عبد الرزاق (5/371) رقم 9727.
([56]) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/265).
([57]) انظر: الصراع مع اليهود لأبي فارس (2/112).
([58]) انظر: الصراع مع اليهود (2/113، 114).(2،3) انظر: اليهود في السنة المطهرة (1/368).
(4) انظر: الصراع مع اليهود (2/115).
([62]) انظر: اليهود في السنة المطهرة (1/372). (2،3)المصدرنفسه (1/373).
(4) انظر: الصراع مع اليهود (2/116).
([66]) البخاري، كتاب المغازي، (5/60) رقم 4119. (6) انظر: فقه السيرة النبوية للبوطي، ص226.
(1) انظر: فقه السيرة النبوية للبوطي، ص226. (2) سنن أبي داود (3557).
([70]) المستفاد من قصص القرآن (2/286). (4) اختصار من فتح الباري (7/473).
([72]) انظر: الصراع مع اليهود (2/96، 97).
([73])المصدرنفسه (2/97).
([74]،2) انظر: اليهود في السنة المطهرة (1/375).
([76]) انظر: الصراع مع اليهود (2/98). (4) انظر: سيرة الرسول لعزة دروزة (2/202).
([78]) انظر: الصرع مع اليهود (2/98). (6) المصدر نفسه (2/99).
([80]) المرصد: المعد للأمر عدته.
([81]) متسربلينا: بلبسون الدروع
([82]) متكمهينا: العمى الذين لا يبصرون.