عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 18-08-2014, 05:31 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 25
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

تابع (10 )

توقفت سيارة الجنرال قائد المعسكر أمام البوابه منتظره أن يفتح لها الحرس الباب بعد أن يتأكدوا من هوية الجنرال فقد أصدر الجنرال أوامره بأنه سيخرج بنفسه وبصحبة اثنين من الضباط للبحث عن الذئب ..الأسير الذى فر من المعسكر وكأنه ماء سقطت عليه أشعة الشمس فبخرته دون أن تترك منه أدنى أثر

عبرت السياره بوابة المعسكر مودعه بنظرات التساؤل والعجب من جميع الجنود بسبب تصرفات الجنرال الغريبه لكن أحدا منهم لم يجروء على الإعتراض على أوامر الجنرال الغاضب

سارت السياره مسافه طويله وكل من فيها يخيم عليهم الصمت الثقيل حتى توقف أحمد الذى كان متنكرا فى زى سائق السياره فى منطقه آمنه وسط جبال عاليه ونزل جوهرمن السياره وهو متنكر فى ملابس ضابط روسى وفتح الباب المجاور للجنرال بحده

التفت الذئب الجالس فى المقعد الخلفى فى حلة ضابط روسى الى الجنرال الذى يجلس بجواره صامتا مكرها بفعل المسدس الملتصق فى جنبه وقال بصوت قوى : نهاية رحلتك

التفت له الجنرال برعب وأخذ يقلب عينيه بينه وبين جوهر وقال بتوسل : ماذا .. هل .. هل ستقــلونى؟ لقد نفذت كل ما أمرتونى به

الذئب بصرامه شديده : لو أردت أن أعاقبكم على كل جرائمكم فى حقنا .. لما روتنى دماءكم جميعا..ولكننا لا نسعى للإنتقام بل.. نسعى الى العوده. فلم يحن وقت الإنتقام بعد

أردف بلهجه مخيفه : انزل من السياره

نزل الجنرال على الفور وهو يرتجف رعبا وجذبه جوهر من ملابسه ودفعه بعيدا وهو يقول بسخريه : رحله سعيده للعوده الى المعسكر سائرا وحيدا فى ذلك الجو الجميل. أتمنى أن يجدوا صديقتك سريعا ويحلوا وثاقها .. والا اضطرت لإنتظارك كل هذه المده

ثم قفز الى السياره التى انطلقت بسرعه واختفت فى الظلام
لتنفيذ الجزء الثانى من خطة الهروب

ووقف الجنرال وحيدا فى الظلام يرتجف بردا وخوفا يفكر فيما سيفعلونه به عندما يعود

.................................................. ..........

التفت عمر بسرعه الى من يحدثه فوجده أحد الضباط الروس يجلس داخل سيارة نقل كبيره مغطاه وهو يصرخ فيه بكلمات لم يفهم معظمها الا أنه حياه التحيه العسكريه ورد عليه بكلمه واحده فقط وهى : نعم سيدى

قلب عمرالأمر فى رأسه بسرعه ومن خلال حصيلة الكلمات التى أمدته زهره بها فهم تقريبا ما يريده الضابط

قفز الى السياره فى كرسى السائق وبدأ يقود السياره وقلبه يقفز من الخوف وحمد الله كثيرا فى نفسه أنه تصرف تماما كما يريد الضابط

خرج من الجراج وسار بالسياره حتى وجد نفسه يسير خلف طابور من ثلاث سيارات تحمل فوق ظهرها عددا كبيرا من الجنود
توقفت السيارات أمام بوابة المعسكر الخلفيه وشعر عمر وكأن الدقائق تمر عليه كدهر وهو يحاول أن يتماسك ويخفى خوفه حتى لا يفتضح أمره

وأخيرا عبرت السيارات البوابه وخرجت من المعسكر وهو خلفهم
طوال الطريق وعمر يفكر فى طريقه للهروب من السيارات التى أمامه والضابط الجالس بجواره

نظر عمر الى الضابط الذى بجواره فوجده اتكأ بظهره للوراء وأرخى القبعه على عينيه وظهر عليه النعاس فبدأ يخفض من سرعة السياره بهدوء وبشكل غير ملحوظ وبدأت المسافه بينه وبين السياره التى أمامه تتسع تدريجيا وفى كل لحظه كان ينظر الى الضابط بجواره ليتأكد أنه لم يلحظ ما فعله حتى ابتعد عن السيارات بمسافه كبيره

وفجأه انتفض عمر على صوت جهاز الإستقبال فى السياره وأخذ ينقل عينيه برعب بينه وبين الضابط المجاور له والذى استيقظ على صوت الجهاز.

ووقع عمر فى حيره شديده . فلو أمسك بالمايك فلغته الروسيه لن تساعده على فهم ما يقولون ولا الرد عليهم . وان لم يمسكه فماذا سيفعل مع الضابط الذى بجواره ؟

حسم أمره أخيرا عندما نظر اليه الضابط بدهشه وأمسك بالمايك وقال : نعم سيدى

أتاه الرد فى بضعة كلمات لم يفهمها جيدا فطال صمته وهو يختلس النظر الى الضابط الذى ينظر اليه بدهشه وريبه
فزع بشده عندما سمع دوى انفجار رهيب ورأى نيرانا تشتعل من بعيد فصرخ الضابط بكلمه لم يتأكد عمر تماما من معناها لكنه تراجع بالسياره ودار بها بعـنـف وعاد أدراجه بسرعه كبيره

والضابط يصرخ وكذلك جهاز الإستقبال وأصوات الإنفجار وطلقات الرصاص تدوى من بعيد

وسط كل هذا الجنون ترك عمر المقود وانقض على الضابط فجأه وأخذ يضربه بكل قوته والضابط يبادله الضربات فى معركه شرسه وهو يحاول أن يصل الى مسدسه لكن عمر كال له عدة لكمات وفتح الباب المجاور له ودفعه خارج السياره لكن الضابط كان قويا بحق فتشبث بباب السياره وأمسك عمر بالمقود ليعدل من وضع السياره التى حادت عن الطريق ورأى الضابط وهو يحاول العوده الى السياره فدفعه دفعه قويه بقدميه الإثنين معا ألقت به خارج السياره بعيدا

أخذ عمر يلهث بشده وهو يمسح الدماء التى سالت على وجهه من أثر المعركه وأخذ يفكر فيما حدث وهو يقود السياره بسرعه فى طريق لا يدرى الى أين يذهب به

كان يشعر بالإمتنان الشديد لزهره ومافعلته من أجله
لم يكن يتوقع فى يوم من الأيام أن دروس اللغه الروسيه الممله التى كانت زهره ترهق نفسها وتقتطع من وقتها لتعلمه اياها ستنقذ حياته يوما ما

انتفض عندما سمع صوت طلقات ناريه يأتيه من كل مكان فخفض رأسه بخوف واختلت عجلة القياده فى يده وحاول قدر استطاعته السيطرة عليها لكن السياره انحرفت بشكل مخيف وخرجت عن الطريق واستطاع عمر بصعوبه كبيره ايقافها

نظر حوله فوجد المجاهدين بلباسهم المميز يحيطون به من كل مكان فرفع يديه فوق رأسه وصرخ برعب : لا تطلقوا النار .أنا شيشانى . أنا بستسلم . محدش يضرب نار

فتح باب السياره ببطء بعد أن أمره قائد المجاهدين ونزل منها مشبكا يديه فوق رأسه ورأى مجموعه كبيره من المجاهدين وهم يطوقون السياره من كل مكان

فى طريق العوده الى المعسكر كان عمر يتعجب من نفسه ويتساءل عن السبب الحقيقى الذى جعله يختار جانب المجاهدين الشيشان دون الروس رغم تأكده من فرق القوه الهائل لصالح الروس الذى سوف يمكنهم من الإنتصار لا محاله

لماذا رفض البقاء فى المعسكر الروسى رغم أنه كان أكثر أمانا بالنسبة له؟ كيف حسم أمره بمثل هذه السرعه وقرر أن يهرب ويعود للمجاهدين برغم خوفه من أن يتهموه بالخيانه ؟
هل هو مالك؟أم زهره ؟ أم محمد ؟ هل يصدق حقا أنه ينتمى اليهم؟

.................................................
يتبع.....................


__________________

رد مع اقتباس