عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 08-08-2014, 08:32 PM
الصورة الرمزية كولونيل 2
كولونيل 2 كولونيل 2 غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 293
معدل تقييم المستوى: 10
كولونيل 2 is on a distinguished road
افتراضي

هيلارى كلينتون وخياراتها الصعبة
====================

صدر فى أوائل يونيو كتاب للسيدة هيلارى كلينتون «اختيارات صعبة» عن دار سيمون وشبستر وعدد صفحاته 635 من القطع الكبير وأهمية هذا الكتاب فى الفصل الذى يتكلم عن الربيع العربى وتسهب فى الجزء الخاص بمصر وما عاشته فى هذه الفترة بصفتها وزيرة الخارجية فى إدارة الرئيس أوباما وهناك عدة ملاحظات استوقفت انتباهى والتى لا يمكن أن يصدق الإنسان المصرى أن وزيرة خارجية الولايات المتحدة بهذه السطحية والسذاجة ولكن يبدو هذا ما تريد أن تصدره للقارئ الأمريكى غير المتخصص وهى التى تفكر جديا أن تتقدم للترشيح للرئاسة الأمريكية بعد سنتين.

1ــ أنها تعترف بأن الإدارة والإدارات الأمريكية المتعاقبة ركزت مع الدول العربية والإسلامية على الأمن والإرهاب خاصة بعد 11 سبتمبر 2001 على حساب مطالبة الحكام العرب بالديمقراطية وحرية التعبير وتحرير المرأة وغيرها من الحريات رغم أنها تقول إنها طالبت الحكام فى زيارات ومناسبات مختلفة بهذه الأشياء ولكنها تضيف أن هذه المطالبات من الحكام العرب كمن «يخبط رأسه فى الحيط» (ص333 وتكررها فى عدة أماكن).

2ــ كما تعترف أن كثيرا من الشعوب العربية تعيش تحت نير الفقر والعشوائيات وبدون صرف صحى أو كهرباء بينما مجموعة صغيرة من الحظوة تملكوا الأراضى وموارد الدولة كما ان المرأة العربية هى الأقل مشاركة فى الحياة السياسية والاقتصادية فى العالم (ص 332).

3ــ كما تعترف أن مساعدى أوباما من الشباب اهتزوا لما رأوا الأعداد الغفيرة فى ميدان التحرير وضغطوا على أوباما لسحب تأييده لمبارك بينما هى مع نائب الرئيس بايدن وغيرهما من المستشارين كانوا مع التغيير الناعم الذى على مبارك أن يقوم به فى الأشهر التى كانت متبقية له ولكن ذلك لم يكن اختيار الرئيس أوباما (ص 340 ثم بعدها فى مواقع أخرى).

4ــ ثم تقول ان شباب الثورة والتى التقت معهم فى زيارة أولى بعد الثورة لم يكونوا ذوى توجه واحد ولا مؤهلين للقيادة ومتشرذمين وللأسف الخلافات بين تياراتهم المختلفة كانت كبيرة بينما جماعة الإخوان المسلمين كانت مؤهلة لملء الفراغ الذى سيتركه نظام مبارك الذى حاربها ودفعها للعمل تحت الأرض ولها أتباع كثيرون فى كل البلد، وإن الجماعة كانت قد نبذت ال*** وأظهرت بعض الحداثة ثم تتنصل منها بقولها. ولكن أمريكا لم تكن تعرف كيف سيكون سلوك الجماعة لو أخذت بزمام الأمور. (ص 341 و ص346).

5ــ كذلك حكمت قبل أى حكم من محكمة نهائى على أن موقعة الجمل فى 2 فبراير من إخراج المساندين لنظام مبارك (ص 344) وأنها سببت لمزيد من ال*** وسقوط النظام وان كانت تعترف أن مبارك كان صديقا للولايات المتحدة الأمريكية إلا أنها تقول «كنت أعلم أن مبارك حكم لمدة طويلة وعمل قليل القليل. وكما تقول ان 10 فبراير كان هناك ***ى كثيرون وصدامات مع قوات الأمن (ص345)، رغم أن الشرطة كانت قد انكسرت فى ذلك الوقت.

6ــ أما فى (ص 348) نورد اجتماعا جرى فى 21 يوليو بالسفارة الأمريكية مع القيادات القبطية تقصد المسيحية؛ لأن جميع الكنائس كانت ممثلة من رجال دين وعلمانيين، وقد حضرت شخصيا هذا الاجتماع. وتقول الوزيرة السابقة إنهم كانوا قلقين بالنسبة للمستقبل، ثم تضيف أنها قالت لتلك القيادات إن الولايات المتحدة ستقف بحزم بجانب الحرية الدينية (ص 349)، ولكن ما لم تقوله لأنها انشغلت فى الدفاع عن مساعدتها وصديقتها هوما عزالدين بعد أن أزعجها (إ. ع)، وهو مصرى قبطى أمريكى، عندما قال إن الإدارة الأمريكية محوطة نفسها بمستشارين من الإخوان، على مثال هوما عزالدين مساعدتها الشخصية وداليا مجاهد مساعدة أوباما للشئون الإسلامية (ص348)، ولكن ما شددت عليه القيادات المسيحية فى هذا الاجتماع هو:
• أن المسيحيين يحبون وطنهم، ولا يريدون أن يتركوه أو الهجرة منه بل يريدون البقاء فى مصر.
• نرفض حماية أو أى تدخل من الولايات المتحدة الأمريكية وبلاد الغرب، فالمسيحيون مواطنون مصريون ولا يستقووا بأحد.
• لا تصدق الولايات المتحدة باهتمامها بالأقليات، فقد رأت على سبيل المثال ماذا تبقى من المسيحيين فى العراق، حيث قبل الغزو كانوا قرابة مليون نسمة، أما الآن فما تبقى أقل من نصف العدد فقد تشتتوا فى كل بقاع الأرض، والكنائس احترقت وتفجرت فى ظل وجود الجيش الأمريكى، وكذلك ماذا جرى للمسيحيين الفلسطينيين على يد الاحتلال الإسرائيلى.
7ــ وقد شهدت هيلارى كلينتون أن الإخوان المسلمين اهتموا «بالتمكين» وفشلوا فى إدارة الحكم وسمحوا باضطهاد الأقليات، بمن فيهم المسيحيون (ص349).
8 ــ ثم تتنبأ فى (صفحة 349) بأن آمال الديمقراطية المصرية لا تبشر بالخير، فقد رجعت مصر إلى نظام «الرجل القوى»، ولكن فى الآن ذاته تحذر أن الحكم الجديد عليه أن يكون أكثر استجابة لاحتياجات الناس وأكثر ديمقراطية، وهذا هو الاختبار الحقيقى لمصر والدول الأخرى فى الشرق الأوسط، وهو أن تحقق التوازن بين الأمن واحتياجات شعبها فى ظل انقسامات إثنية وأزمات اقتصادية، وتحذر بأن ذلك لن يكون سهلا، فالبديل سيكون «الغرق فى الرمل».
ربما ما أوردته طويل بعض الشىء، ولكن من المهم أن نعرف كيف أن صناع القرار فى الولايات المتحدة يفكرون ويحللون، وما هم جديرين فى إخفائه من حقائق، وعلى أى أساس يتخذون قراراتهم، وما هى النتائج التى يريدون أن نتبعها لصالحهم.
والدرس المستفاد هو ألا بديل لاستقلال قراراتنا وفقا لاحتياجاتنا ومصالحنا نحن، والدرس الثانى لا بديل من تقوية جبهاتنا الداخلية حتى لو اختلفنا سياسيا مع بعضنا البعض، ولكن مصلحة مصر فوق الجميع.
رد مع اقتباس