[محمد محمود بدر]

واحدة من أهم مقتنيات متحف بولاق ثم الجيزة ثم القاهرة [المتحف المصري الآن] ، لوحة إبنة خوفو أو لوحة التعداد [الإحصاء] ، عثر عليها مارييت في 1858 بمعبد إيزيس الصغير بجانب هرم حنوت سن إبنة خوفو ، على هضبة الأهرامات بالجيزة ..

اللوحة من الحجر الجيري تحتوي على نقوشاً هيروغليفية ، حيث ورد بالنقوش إسم الملك خوفو ، مع العلم أنه منذ إكتشافها حتى الآن و مشكلة تأريخها قائمة ، حيث إفترض مارييت و ماسبيرو أن اللوحة نسخة من الأصلية القديمة من عصر الأسرة الرابعة ، لكننا امام لوحة [وثيقة] لا يمكن أن تكون أكثر قدماً لأن الإشارات التي تشتمل عليها لا تتطابق في شئ مع الديانة في الدولة القديمة ، حيث أن اللوحة تذكر حورون و إيزيس و أوزوريس سيد روستاو "هضبة الأهرامات" ..

في الناحية الأخرى نجد أن معبد إيزيس شهد عصرين متميزين من التطور و البناء في عصر الأسرة الحادية و العشرين و العصر الصاوي ، خاصة الملوك الأوائل من الأسرة السادسة و العشرين ..

يبدو أن اللوحة نقشت في عهد بسماتيك الأول ، حيث نعلم أن هذا العصر تميز بالإهتمام بملوك الماضي و آثارهم ، حيث أن في هذا العصر تأسس كهنوت الملوك القدامى و إستخدام إسم خوفو هنا بإسمه الحوري يوضع في إطار هذه الظاهرة ..

كتب كريستيان زيفي كوش هذه الكلمات في كتابه الجيزة في الألفية الأولى قبل الميلاد ، حيث أنه أفرد فصلاً كاملاً في هذه اللوحة و مشكلة تأريخها و ترجمة نصوصها . فلا أريد أن أطيل عليكم و لكن المشكلة إلى حد ما محلولة إذا نظرنا إلى عدم وجود إيزيس و أوزوريس و حورون في عصر الدولة القديمة بل موجودون بقوة في العصور اللاحقة و التي وجدت اللوحة بداخل أحد معابدها ألا و هو معبد إيزيس المبني من عصر الأسرة الحادية و العشرين ..

اللوحة موجودة الآن بالمتحف المصري بالقاعة الثانية للدولة القديمة خلف تمثال كا عبر و زوجته بالهيئة الرسمية ..