- بداية غير موفقة لكاتب المقال الذي أصر علي حصر الأمر بين طلاب السلطة والحكم فقط ( العسكر ومن يوالوهم والاخوان ومن يوالوهم ) وتجاهل قطاع أخر كبير من الشعب المصري يرفض هذا ويرفض ذاك !
- إن كان لنسبة التصويت في الانتخابات أهمية , فالأكثر أهمية منها هي الخطوات التي تسير عليها الانتخابات والصورة الفعلية التي تتم بها العملية الانتخابية من قبل أن تبدأ وأثناءها .
فحينما نجد أن انتخابات رئاسية تبدأ في الجولة الثانية ( مرشحين فقط ) أحدهما كل وسائل الاعلام وكل مؤسسات الدولة تدعمه , والأخر مجرد صورة من أجل أن ينتهي الأمر وكأنها انتخابات بالفعل , حينها نكون بالفعل أمام مسرحية هزلية سخيفة بكل ما تحمله الكلمة من معاني !!
- حينما يتم تمديد التصويت ليوم ثالث ( رغم تأكيد اللجنة العليا أكثر من مرة بأن هذا لن يحدث ) ضاربين عرض الحائط بقانون الانتخابات , فهذا دليل واضح لكل ذي بصيرة علي أن الأمور تُدار في مصر وفقاً لرغبات الأقوي وليس وفقاً للقانون !! وحينما يتم تهديد البسطاء بالغرامة إن لم يقوموا بالتصويت , فهذا دليل واضح علي قمع الحرية ( من تمام حق المواطن أن يقاطع ولا يري الخير في هذا أو ذاك ) . المقاطعة هي نوع من التعبير واتخاذ موقف تجاه أمر ما . تراه أنت موقف سلبي , ويراه غيرك موقف ايجابي يتناسب مع مجريات الأحداث . لكل رأيه وأسبابه وحريته أيضاً والتي تم الحجر عليها في هذا الأمر !!
- حينما تأتي نتيجة الانتخابات بهذه النسبة ( تقريباً 97% ) مع الربط بين الأحداث السابقة للانتخابات وبين ما حدث أثناءها , فهذا يؤكد لي بأن سياسة النظام الحاكم الجديد هي أنه سيفعل ما يريد بالطريقة التي يريدها , وبأنه لا وجود مطلقاً لأي معارضة لهذا النظام ( القمعي ) وسيكون استشهاد من يطبلون ويهللون له هي النسبة التي حصل عليها في الانتخابات !!
مصر بعد ثورتين يأتي حاكم بنسبة 97% . حاكم ليس لديه أي تاريخ سياسي , وليس لديه حتي برنامج انتخابي , ولم يجب عن أي سؤال بالنسبة لمشكلات مصر بطريقة تدل علي وجود وعي سياسي للتعامل مع هذه الأزمات بالطريقة الصحيحة . فأي شيء حققته مصر بعد هاتان الثورتان من المطالب التي نادت الثورتان بهما ؟!!
شكراً علي هذا المقال .
خالص تحياتي