(5) وعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».
أَولاً: تَخريج الحديث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 8) ومُسْلِمٌ (1/ 16) والترمذي (5/ 2609) والنسائي (8/ 5001) وأحمد (8/ 4798) وعَبد الرزّاق في "المُصنّف" (3/ 5012 ) وابن أبي شَيبة في "المُصنّف" (4/ 19563) والحُميدي في "المسند" (1/ 720) وابن حُميد في "المسند" (1/ 823) وأبو يَعلى في "المسند" (10/ 5788) وابن خُزيمة (1/ 309) وابن حِبّان (1/ 158)، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 13203) وفي "المعجم الأوسط" (6/ 6264)، والبيهقي في "السُنن الكُبرى" (1/ 1675) وفي "شُعَب الإيمان" (1/ 20).
ثَانياً: التَّعرِيْفُ بِرَاوِي الحَدِيْثِ: هُـــــو: عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلٍ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ رِيَاحِ بنِ قُرْطِ بنِ رَزَاحِ بنِ عَدِيِّ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ، العَدَوِيُّ، المَكِّيُّ، ثُمَّ المَدَنِيُّ، أَحَد الأَعْلاَم فِي العِلْمِ والعَمَلِ.
أَسْلَمَ ابنُ عُمَرَ وهُو صَغِيْر، ثُمَّ هَاجَرَ مَعَ أَبِيْهِ وأُمِّه، واسْتُصْغِرَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَوَّلُ غَزَوَاتِهِ الخَنْدَق وشَهِد المَشَاهِد بَعدَهَا، وهُوَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَة، وشَهِد اليَرْمُوك والقَادِسِيّة وجَلُولاَء ومَا بَيْنَهُما مِن وَقَائِع الفُرس، وشَهِد فَتْح مَصْرَ وقَدَم العِرَاق والشَّام.
أَثْنَى عَلَيْه النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووَصَفَهُ بالصَلاَحِ حَيْثُ قَالَ: «إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ».
تُوفِّيَ ابْنُ عُمَرَ سَنَةَ أَربَعٍ وسَبْعِيْنَ (74 هــ) بِمَكَّةَ المُكَرَّمَة؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
ثَالِثاً: شَرح الحَدِيثِ:
- (عَلَى خَمْسٍ): أَيْ: خَمْسِ دَعَائِمَ، أَوْ أَرْكَان، أَوْ أُصُول.
- (شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ): بِالْجَرِّ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ خَمْسٍ.
وَيَجُوزُ الرَّفْعُ عَلَى حَذْفِ الْخَبَرِ وَالتَّقْدِيرُ: مِنْهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ... أَوْ عَلَى حَذْفِ الْمُبْتَدَأِ وَالتَّقْدِيرُ: أَحَدُهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ... وَيَجُوزُ النَّصْبُ بِتَقْدِيرِ: أَعْنِي.
- وَ (إِقَامِ الصَّلَاةِ): أَيْ الْمُدَاوَمَةِ عَلَيْهَا وَالْإِتْيَان بِهَا بِشُرُوطِهَا وَأَرْكَانِهَا.
- وَ (إِيتَاءِ الزَّكَاةِ): أَيْ إِعْطَائِهَا مُسْتَحَقِّيهَا، بِإِخْرَاجِ جُزْءٍ مِنَ الْمَالِ عَلَى وَجْهٍ مَخْصُوص.
- وَ(الحَجِّ): قَصد بَيْت الله الحَرَام بِمَكَّة لِلعِبَادة.
- وَ (صَوْمِ رَمَضَانَ): أَيْ صَوْم شَهْر رَمَضَان.
-- واعلَم أَنَّ هَذَا الحَدِيثَ أَصْلٌ عَظِيمٌ فِي مَعرِفَةِ الدِّينِ، وعَلَيْهِ اعْتِمَادُهُ، وقَدْ جَمَعَ أَرْكَانَهُ، وذَلِك لأَنَّ كَمَالَ الإِسْلَامِ وتَمَامَهُ لاَ يَكُونُ إِلاَّ بِهَذِهِ الخَمْس.