عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27-04-2014, 01:28 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي



محمد إبراهيم يكتب : التضليل بالعمامة العسكرية







حملات التضليل قد تجد آذانا صاغية عند عموم الناس، لكن ما يجعل نجاح تلك الحملات مُؤكداً هو مشاركة المثقفين والنخب فيها، أو السكوت عنها.


وما يحدث الآن هو مثالٌ وقح على ذلك، فبعدما كان التضليل يتعلق بأخبار ” عُكاشية ” تتكرر في وسائل الإعلام حتى أصبحت جزءاً من وجدان المُشاهد، دخل التضليل مستويات أكثر تقدما، وجميعها تتعلق بتعظيم دور السيسي واعطائه هالة زعامة زائفة.


يقول فرج فودة أن في غياب المُعارضة المدنية يؤدي الحكم العسكري إلى السلطة الدينية التي تعود و تُنتزع عن طريق الانقلابات العسكرية ثم بعد زمن يطول أو يقصر يعود الحكم للسلطة الدينية مرة ثانية.


ويضيف ” أحيانا يختصر البعض الطريق فيضعون العمامة فوق الزي العسكري “.


ويبدو أن السيسي ونظامه يسيرون في هذا الاتجاه من خلط الدين بالبيادة لينتج عن ذلك الخلط تضليلا يستطيعون به حشد الجماهير في صفهم، وتساعدهم النخبة المثقفة على فعل ذلك.


بدأها السيسي والمؤسسة العسكرية باستدعاء شيوخ أزهريين من بينهم مُفتي الجمهورية السابق، بالإضافة لداعية “مودرن” كعمرو خالد، ليحدثوا الجنود والضباط عن الثواب الرائع الذي سينالوه عندما يقـتـلون المتظاهرين المخربين الخارجين عن الحاكم، ثم استدعوا على جمعة مرة ثانية ليُعيد لهم الأمر بعبارات أكثر قسوة، كانوا بوضوح يستخدمون التحفيز الديني لتغليب رأيهم السياسي بقوة السلاح على الأرض.


وكما كانت الميزة الأكبر في الرئيس السابق محمد مرسي عند مؤيديه ، أن الرجل حافظا لكتاب الله، استخدم السيسي و مُؤيدوه نفس الوتيرة، فتحدثوا عن تدين الرجل وصلاته ونشروا صورا له يُصلي أو يمسك مُصحفا بخشوع، أنعم و أكرم !


لكن الأمر لم يقتصر على ذلك الشكل الديني الذي يستخدمه السيسي ونظامه، بل تطور الأمر لأحاديث أقرب ما تكون إلى الخزعبلات , فالرجل يترشح للرئاسة بناءً على منامات بها تلميحات دينية واضحة, ثم يأتي صديقه ليكشف عن ورقة مكتوبة بخط يد السيسي يدَّعي فيها أنه إذا ردد ذكراً ما 999 ألف مرة, ستتغير حياته كاملة.


والنخب المثقفة لا تُعلق، ولك أن تتخيل رد فعلها لو كان مرسي هو المُشار إليه.


لكن الأخطر من كل تلك الأحاديث المثيرة للخشية من كيفية تفكير النظام ورأسه, هي الأفعال على الأرض, والأفعال أتت لتثبّـت الخشية والذعر.


فنظام السيسي منع إقامة الشيعة لشعائرهم الدينية في عيدهم، بل أغلق مساجداً خشية وجودهم فيها ذلك اليوم، ومنع فيلما لأنه لا يتوافق مع معاييره الأخلاقية حسب وصفه، بالرغم من إعلامه المُسف المتعدي على حرمات وخصوصيات الناس، وبالرغم من انتهاكاته المستمرة على الأرض من قـتـل وتـعـذيـب واعتداء على نساء وأطفال أيضا.


الأمر الأكثر وضوحا، هو ذلك الوهم الطبي الذي أشاعوه تلاعبا بعواطف الناس، جهاز معالجة فيروس سي المزعوم، لكن بعيدا عن ذلك التضليل والجهل، مُخترع الجهاز الذي أنعموا عليه برتبة لواء مكافأة له على نبوغه، ذكر بوضوح أن فكرة جهازه قد استنبطها من القرآن الكريم.


أخطأ السيسي في أثناء حديثه مرة عندما قال ” اللي مايرضيش ربنا احنا هنبقى موجودين معاه، بندّعمه، بنؤيده ” وأثار ذلك موجة من السخرية والاستهجان، لكن إذا أعدنا الجملة لمعناها المقصود ” اللي يرضي ربنا احنا موجودين معاه “.


لكن الحقيقة أن رضا الله أمرٌ خاص بدين الإنسان، وغير مُتعلق بإدارة الدولة التي من المُفترض أن موافقة القانون والدستور وحقوق المواطن هي المعيار التي يجب أن تتبعه القرارات بالدعم والتأييد.


نُخبة مصر المُثقفة، لا أسكت الله لكم حسَّاً.







http://www.yanair.net/archives/44693#popup
رد مع اقتباس