خالد أحمد رضا يكتب : سعيد ظاظا .. رئيسا للجمهورية
فيلم سينيمائي تم إنتاجه وعرضه منذ عدة سنوات تناول وضعا سياسيا معينا بصورة كوميدية ساخرة أراد منها أن يرسل عدة رسائل هامة منها ما قد تناولناه موقتها بقدر من الضحك علي مستوي كوميديا الفيلم و منها ما لفت انتباهنا شديدا.
ولعل أكثر ما لفت إنتباهنا في الفيلم هو عندما كان يتحدث " كمال الشناوي " الرئيس وقتها إلي أحد كبار رجال دولته عندما استشعر بقرب نهايته قائلا له " أنتم السبب بعدتوني عن الشعب ونشرتوا فسادكم " يومها تسائلنا جميعا : هل فعلا مبارك ليس علي علم بما يدور في مصر ؟! ثم صمتنا واكتفينا بذلك لأن الأحداث وقتها لم تتح لنا ما يمكن أن نتوقعه في المستقبل.
أما عن وصول ظاظا نفسه لرئاسة الجمهورية فوضعنا جميعا الأمر في محله كجزء من الدراما وهو الأمر الأكثر صدقا في الفيلم …. فالمنصب " له ناسه " وبيسلموه لبعض وقتما أرادوا.
***
بالطبع تغيرت رؤيتنا للفيلم في هذه الأوقات ومع اقتراب ما يسمى انتخابات رئاسية وتقريبا انحصار الترشح على شخصين فقط أولهم كمال الشناوي الذي يقوم بدوره في هذه الانتخابات " عبد الفتاح السيسي " وسعيد ظاظا الذي يقوم بدوره " عبد الفتاح السيسي " أيضا …!
كمال الشناوي وهو رئيس الجمهورية الفعلي المسخر له جميع أجهزة الدولة وامتيازاتها بأحكامها القضائية بمكاتب الشهر العقاري بشرطتها بجيشها وسعيد ظاظا الرجل العاطفي الذي يحادث الشعب بشئ من السهوكة والضرب علي وتر العاطفة واللعب على المشاعر.
***
نجح الفيلم في أن يستشف الطبيعة المصرية التي سرعان ما تسلم نفسها إلى أي شخص يتصنع أنه صاحب قلب حنون فلمجرد أن يسمع منه كلمتين حلوين لا يفكر أن يسأله عن برنامجه أو خطته التي سيستطيع بها أن يقاوم فساد الدولة " إن كان عايز يقاومه " أو ربما أراد واع أن يسأل عن البرنامج فيقتنع عندما تكون الإجابة " أنا ريسكم حبيبكم اللي لا يمكن أبدا أدبسكم ".
***
وما تلى ذلك كله ربما كان من الممكن تصديقه وقتها فلا أحد يدري في ذلك الوقت كيف يمكن أن تسير الأمور لو أن أحدا قد ترشح وفاز فماذا سيفعل وما هي قراراته التي ستقلب الموازين أما الآن وبعد ما رأيناه فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم تصديق باقي الفيلم ولا حتى وضعه في سياق الدراما لأنها ستكون صورة من صور الخيال العلمي.
فمن ذلك المرشح الذي يستطيع أن يتغلب علي منافسه الذي يمتلك مقاليد الدولة في جيبه ويذهب إليه في مكانه ما يلزم لإستخراج شهادة الفيش ويتم إخلاء الشارع له حتي يتجول بدراجته و" ياخدله كام صورة ".
***
وعندما فاز المرشح الأخر فعل أمور يستحيل أن تتم في واقعنا .. فبعدما أصبح رئيسا قام بعدة جولات بهدف العمل على تسليح جيشه وزيادة قدراته.
فمن ذلك الرئيس الذي ستسمح له قيادات الجيش أن تسول له نفسه ويقود جيش دولته التي يحكمها ويعمل علي تسليحه وزيادة قدراته ففي الواقع هذه أمور خارج اختصاص الرئيس " إلا إذا كان كمال الشناوي " من بداية تعيين وزير للدفاع أو عزله حتي التسليح ... وإلخ .
***
وعن صفات " ظاظا " التي يمتلكها السيسي أيضا فهو يفعل نفس ما فعله هاني رمزي في الفيلم، لا يتحدث إلا قائلا " أنتوا نور عنينا وعايزين نطبطب علي الناس وقليلا من النحنحة لا يضر " وهكذا فاز ظاظا بالانتخابات دون عناء ودون برنامج انتخابي واضح لجماهير الشعب التي صوتت لصالحه في الفيلم.
***
هناك اختلاف جذري بين ما حدث في الفيلم ومايحدث في الواقع علي الرغم من كل هذه التشابهات .. فما حدث في الفيلم كانت معركة انتخابية حقيقة تمت بمنتهى الديمقراطية دون تدخل من الدولة حتى تساعد الرئيس الفعلي أو تدخلات أمنية لوقف تحركات المرشح المنافس أو غيرها من التصرفات التي قد تعوق عملية تمثيل الإنتخابات .
أما في الواقع فعكس ذلك تماما … نحن حتى لا نستطيع أن نمثل " انتخابات نزيهة ".
***
وعن النهايات فقد مات ظاظا مقـتـولا بأيدي خارجية لا أحد يعرف مصدرها ذلك لأن ظاظا عمل على استقلال وطني حقيقي.
وعن النهاية الواقعية فربما تكون غضب شعبي لا يقدر علي مواجهته أحد.
والحقيقة الوحيدة التي يجب أن نعرفها أن هناك فيلما جديدا في مصر بطولة وإخراج وتأليف عبد الفتاح السيسي علينا جميعا أن نتابعه ونشاهده في صمت ..!
http://www.yanair.net/archives/37508