عرض مشاركة واحدة
  #513  
قديم 22-02-2014, 04:07 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

حتى في الحرب التي تأكل الأخضر واليابس وتزهق فيها الأرواح وتدمر المدن والقرى ويموت الصغير والكبير أمر الإسلام بالسماحة والعدل وحرم الظلم فقد روى مسلم في صحيحه عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ، أَوْ سَرِيَّةٍ، أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا".. وصاغ أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - وهو على رأس دولة الخلافة الراشدة هذه السنة النبوية "وثيقة أخلاق الحرب التي لم تعرف الدنيا مثلها" فقد أوصى "يزيد بن أبي سفيان وهو يودعه أميراً على الجيش الذاهب إلى الشام، فقال له: "إنك ستجد قوماً زعموا أَنَّهم حبسوا أنفسهم لله، فذرهم وما زعموا أَنَّهُم حبسوا أنفسهم له.. وإني أوصيك بعشر: لا ت***نَّ امرأة، ولا صبيا، ولا كبيرا هرما، ولا تقطعن شجر مثمرا، ولا تخربنَّ عامرا، ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إِلاَّ لمأكلة، ولا تحرقن نخلا، ولا تغرقنه، ولا تغلل، ولا تجبن.."(رواه مالك في الموطأ).. وانظروا إلى حروب أوربا وأمريكا وشرق آسيا في اليابان وكوريا والحرب الصينية والحرب العالمية ملايين من البشر ***وا ومدن ودول محيت من الخريطة، وأسلحة فتاكة لا تفرق بين صغير وكبير ومريض وامرأة وعجوز وشاب ومحارب وغيره، بل أقيمت المجازر في الحرب الدينية بين الأوربيين أنفسهم ودمرت الحياة بكل معانيها والتي دامت أكثر من قرنين داخل النصرانية ذاتها، بين الكاثوليك والبروتستانت، في القرنين السادس عشر والسابع عشر حيث أبيد فيها 40% من شعوب وسط أوروبا.. ووفق إحصاء "فولتير" [1694- 1778م] بلغ ضحاياها عشرة ملايين نصراني!... وفي المقابل دارت الحرب في جزيرة العرب عند بداية الإسلام بين المسلمين والمشركين وانتصر المسلمون عليهم، في عشرين موقعة هي التي دار فيها قتال.. ما بين سنة 2هـ وسنة 9هـ - هذا الانتصار الذي غير وجه الدنيا والحضارة والتاريخ، كيف أن ضحايا كل هذه المعارك من الفريقين لم تتجاوز 386 قتيلا 183 هم مجموع شهداء المسلمين و203 هم كل ***ى المشركين وعندما حكم الإسلام بعد ذلك لم تقم حرب عالمية أولى ولا ثانية ولا ثالثة.. فأي دين أعظم وأرحم من دين الإسلام؟

ملكنا فكان العفو منا سجية *** فلما ملكتم سال بالدم أبطح

فلا عجبا هذا التفاوت بيننا *** فكل إناء بما فيه ينضح

فاللهم ردنا إلى دينك رداً جميلا
قلت قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
__________________
رد مع اقتباس