عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 15-01-2014, 06:44 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
abomokhtar is just really nice
New خواطر عن اليوم الأول للاستفتاء

بدأ اليوم الأول في التصويت على الاستفتاء الدستوري في أجواء عصبية جدا وشديدة التوتر من كل الأطراف ، السلطة ومعارضيها ، الجميع يدرك خطورة هذا الاستفتاء ، والكل يدرك أن نتائجه ستكون مؤثرة بدرجة ليست قليلة على مستقبل مصر السياسي ، صحيح لن تكون حاسمة ولا نهائية ، ولكن النتائج ستعطي قوة دفع كبيرة للطرف الفائز فيها ، أنصار الفريق السيسي وقرارات 3 يوليو يعتبرون أن نجاح الاستفتاء بنسب حضور كبيرة يعني انتصارا للشرعية الجديدة وتدشينا لعهد جديد ينسخ ما قبله وينهي حقبة شرعية مرسي ومؤسساته ودستوره ، وأنصار مرسي والإخوان يدركون أن فشل الاستفتاء أو ضعف الإقبال يعني إعلانا لانتصار شرعية مرسي وأن الشعب ما زال متمسكا بها ، الاتهامات في كل مكان وفي كل اتجاه ، والطعن بالتلاعب بدأ مبكرا ، والغريب أنه في الاتجاهين ، حتى أنصار السيسي يتهمون أنصار مرسي بأنهم يؤثرون على التصويت ويمنعون الناخبين ، ووصل الحال إلى أنهم اتهموا قضاة من المشرفين على اللجان بأنهم يوجهون الناخبين للتصويت بلا ، وتم إبعاد هؤلاء القضاة على الفور ، بالمقابل نشرت شرائط فيديو عن توجيه الشرطة للناخبين داخل اللجان بالتأشير على علامة نعم ، التراشق والاختلاف الواسع وصل إلى الإعلام والتليفزيون والفضائيات ، فهناك صورة تراها في قنوات ترى عكسها في القنوات الأخرى ، رغم أن الاستفتاء واحد ، وأظن أن كليهما صحيح ، لكن هذا يركز على اللجان التي تشهد حضورا كبيرا والآخرون يركزون على اللجان التي تشهد حضورا ضعيفا ، الصورة الأولى تكون مصحوبة بتعليقات من "خبراء" ومحللين يتحدثون عن انتصار ساحق للدستور وللفريق السيسي ومصر اليوم في عيد ، والصورة الأخرى تكون مصحوبة بتعليقات من "خبراء" ومحللين يتحدثون عن فشل الاستفتاء وخسارة الفريق السيسي للرهان . يبدو أنه من الصعب جدا الحديث عن أرقام ولو تقريبية ، وإن كان البعض من اللجان أعطى إشارات لأرقام بعينها في النصف الثاني من نهار اليوم الأول في بعض اللجان التي تواصلنا معها ، وأتصور أن النتيجة المؤكدة للاستفتاء والأكثر ترجيحا أنه سيعزز من إدراك حقيقة الانقسام الوطني الحاد في مصر ، وأنه لا يمكن لأي طرف أن يتجاهل أن الشعب المصري أصبح منقسما بالفعل الآن ، وأنه سواء مر الدستور ـ وهو الأرجح ـ أو لم يمر ، إلا أن أي شخص أو جهة ستتحمل مسؤولية إدارة الدولة المصرية عليها أن تدرك جيدا هذه الحقيقة ، ولا يصح المكابرة ، على الجهة التي ستتحمل إدارة شؤون الدولة في الأيام المقبلة أن تدرك أنها ستحكم نصف مصر ضد نصفها الثاني ، وأنها ستدير مجتمعا منقسما على نفسه بصورة حادة وعنيفة ومترعة بالغضب والكراهية ، للمرة الأولى في تاريخ الدولة المصرية الحديثة ، وأنه سيظل الهم الأول والمسؤولية الوطنية الأعلى والأكثر أولوية هي في علاج هذا الانقسام ، وتوحيد الوطن من جديد ، وهذا يستدعي عقلا سياسيا حكيما وواعيا ولديه إحساس عال بالمسؤولية ، وقادرا على الانفلات من أسر مستشاري السوء وتجار الدم ، فالدم لم يحل شيئا في مصر منذ الإطاحة بمرسي ، بل عزز الانقسام وعمق الكراهية في المدينة الواحدة والقرية الواحدة والحي الواحد والشارع الواحد والبيت الواحد أحيانا ، كما أن الصورة التي تمت بها إدارة الاستفتاء لا يمكن أن تقنع أحدا في العالم أن هذا بلد يتم بناؤه من جديد على أسس راسخة ومستقرة ، الدستور الذي يولد بين كل هذه الدبابات والسلاح والذخيرة والمدرعات والضباط والجنود والتشكيلات العسكرية والأمنية لا يمكن أن يوحي بأن دولة آمنة مستقرة تولد من جديد ، لا نضحك على أنفسنا ، مصر في كابوس ، أيا كانت نتائج هذا الاستفتاء ، ولا يمكن البدء في بناء الوطن وترميمه إلا إذا خرجنا من هذا الكابوس ، كيف ، هذا هو التحدي .

اقرأ المقال الاصلى فى المصريون : http://almesryoon.com/%D8%A7%D9%84%D...AA%D8%A7%D8%A1
__________________