عرض مشاركة واحدة
  #726  
قديم 03-01-2014, 02:31 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,341
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

جامع ومدرسة العامرية برداع - اليمن









بناها السلطان الظافر عامر بن عبد الوهاب بن داود بن طاهر في شهر ربيع الأول من شهور سنة عشر وتسع مئة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام . وقد قام بالإشراف على بنائها وزيره الأمير علي بن محمد البعداني، وهي ما تزال عامرة حتى اليوم، استبيحت أوقافها واستولى عليها الولاة والحكام لأنفسهم.

وكان أول من سعى في خرابها الإمام المهدي محمد بن أحمد بن الحسن (صاحب المواهب) المتوفى سنة 1130هـ . فقد أراد هدمها لأنها في زعمه واعتقاده من آثار كفار التأويل، وهم لا قربة لهم، فتصدى له القاضي علي بن أحمد السماوي المتوفى برداع سنة 1117 هـ، وحذره من عاقبة عمله إن هو أصر على خرابها، وتلا عليه قول الله تعالى: ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ). فتوقف المهدي عن خرابها مكتفياً بهدم معظم شرفاتها تحلة ليمينه: فقد كان أقسم- كما يقال - بأنه سيهدمها وإن كان المطهر ابن الإمام شرف الدين قد سلبها محاسنها من قبل، بعد أن قضى على دولة بني طاهر.
وهي مكونة من دورين: الدور الأرضي كان يستعمل- فيما أظن- لسكنى طلبه العلم؛ إذ أن فيه عشرين غرفة: عشر في الجهة الشرقية، وأربع في الجهة الشمالية، وست في الجهة الغربية.

وهناك قاعتان بينهما ممر طويل له بابان أحدهما إلى الشرق والآخر إلى الغرب واعتقد أن تلك القاعتين كانتا تستعملان لحلقات الدرس، وسقفه جملول، وفيه أيضاً مصلى، ومقصورات للوضوء، والاغتسال، في الإيوان الجنوبي، والدور الثاني مسجد تعلوه قبة كبيرة، وحولها ست قباب صغيرة متناسقة، وأمامه من جهة القبلة فسقية وكانت المياه تندفع إليها من غيل المحجري. وجنوب قاعة الصلاة صحن المسجد، وحوله أربعة أواوين وفي الركن الجنوبي الغربي تقع غرفتان إحداهما فوق الأخرى، وربما كانتا مسكناً لشيوخ العلم.

انتهى أمر عامر بن عبد الوهاب بأن *** خارج صنعاء يوم الجمعة 23 ربيع الآخر سنة 923 هـ. بعد الملك الباذخ والسلطان الكبير، فسبحان المتفرد بالبقاء ، وكان مولده بالمقرانة سنة 866 هـ.

وذكر المؤرخون أن من أسباب زوال ملكه تهاونه في حرمه أوقاف من قبله واستباحتها. فانتهت أوقافه إلى ذلك المصير.

وله مآثر خيرية أخرى، منها مدرسة في زبيد، ومدرسة في تعز، ووقف عليها أوقافاً واسعة، وعمر وأصلح ما تشعث من المدارس السابقة، وكذلك عمارة جامع زبيد الكبير، والجامع الكبير في المقرانة، ومسجد القبة بها، ومسجد بعدن، وآخر بالمباءة بظاهر باب البر منها وعمارة المسجد الجامع بتريم، وصهريج عظيم بها لم يسبق إلى مثله، وآخر بقرية عسيق وغير ذلك .وقد أشار إلى هذا محمد بن عمر بن المبارك الحضرمي، المعروف ببحرق فقال:

أبي الله إلا آن تحـوز المفاخـرا **** فسماك من بين البرية عامرا
عمرت رسوم الدرس بعد دروسها **** وأحييت آثار الإله الدواثـرا

ورثاه المؤرخ عبد الرحمن بن علي الديبع بقوله:

تحطمَ من ركن الصلاحِ مَشيدهْ **** وقُوضَ من بنيانه كـل عامـرِ
فما من صلاحٍ فيه بعد صلاحهِ **** ولا عامرٍ– واللهِ –من بعدِ عامرِ


رد مع اقتباس