عرض مشاركة واحدة
  #382  
قديم 19-11-2013, 12:56 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 31
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي

مسجد الخليفة - الكويت











يعتبر مسجد الخليفة واحداً من أقدم المساجد وأكبر المساجد التراثية القائمة في الكويت حتى الآن، وقد بني سنة 1226هـ ـ 1811م، حسب مصادر دائرة الأوقاف العامة وقد أسسته عائلة آل خليفة الحاكمة في البحرين بعد رحيلها من الكويت.

ولاقى المسجد اهتماماً كبيرا من عائلة الصباح الحاكمة ليس لأنه يقع بالقرب من فريج الشيوخ في منطقة الشرق فحسب بل لأنه اعتبر مسجد الدولة الرسمي حتى عهد قريب كما يبرهن على اهتمام آل الصباح بالمسجد قيام الشيخ مبارك الكبير بتجديد بنائه وتوسعته في سنة 1319هـ ـ 1901م وذلك على نفقته الخاصة.

أغلب المسجد القائم هو ما تم بناؤه في سنة 1901، وقد بنيت حوائط المسجد في ذلك الحين من الطين وأسقفه من خشب (الجندل)، واحتوى المسجد على مدخلين أحدهما رئيسي مقابل البحر من ناحية الشمال، والمدخل الآخر من ناحية الجنوب على تل بهيته، حيث يتم الدخول إلى المسجد نزولاً عدة درجات، وقد كانت تحيط الشوارع والسكك بالمسجد من ثلاث جهات تاركة الجهة الشرقية مجاورة للمنازل، أما دورات المياه والوضوء فقد كانت من الناحية الشمالية الشرقية ناحية البحر.

والليوان كما هو عليه الآن كبير ويتكون من صفين من الأعمدة الخشبية وبه محراب خاص به حيث كانت تقام الصلوات في الليوان والحوش أثناء أيام الصيف الحارة، أما المنارة فكانت قصيرة ويتم الصعود إليها من خلال درج مفتوح على حوش المسجد.

وفي منتصف الخمسينات من القرن العشرين تم عمل تعديلات كثيرة من قبل دائرة الأوقاف العامة على الجزء الشرقي من المسجد شملت هدم وإعادة بناء لحوائط حوش المسجد والمنارة ودورات المياه والوضوء، كما شملت التعديلات إضافة نقوش أسفل الحوائط الخارجية للمسجد وقد تمت إعادة بناء ما سبق ذكره بواسطة الخرسانة والطابوق الأسمنتي، وتمت المحافظة في هذه الفترة على الحوائط الطينية للحرم والليوان إضافة إلى سقف الجندل التقليدي، وفي فترة لاحقة تمت إزالة سقف الجندل وطبقات الطين فوقه وتم استبدالها بسقف صناعي من الخشب وجلمون حديد مغطى بألواح الحديد (الشينكو)، تمت تغطية الحوش ببلاط الموازيك، ونظرا لقربه من المسجد الكبير الذي بني فترة الثمانينات من القرن العشرين ولحالته الإنشائية غير المرضية تم غلق المسجد أمام المصلين.

وفي سنة 1996م قامت الأمانة العامة للأوقاف بتأسيس لجنة مشروع المساجد التراثية بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وبلدية الكويت والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، حيث اعتبر هذا المسجد من أهم المساجد التراثية والواجب المحافظة عليها، وتم عمل التوثيق والاختبار للمسجد في سنة 1997 م، وبوشر بأعمال التصميم على أساس المحافظة على المسجد وإضافة توسعة داخل الحوش لسكن الإمام والمؤذن. وقد بوشر بالتنفيذ في منتصف سنة 2000م لتنتهي في سنة 2001 م.

وفي سبيل المحافظة على الطابع التراثي للمسجد تمت إعادة وضع مواد السقف القديم في (الجندل ) والباسجيل والحصير وتمت المحافظة على الحوائط الطينية للمسجد والبالغة سماكتها حوالي المتر، كما تمت إزالة بلاط الموزايك في الحوش والليوان، وتم تركيب بلاط من الآجر الجديد بنفس المقاس وتوزيع الآجر القديم الذي وجد تحت بلاط الموزايك، كما تمت المحافظة على بقايا بلاط الآجر القديم في الحرم حيث غطي بطبقة من النايلون والخرسانة المسلحة. إضافة إلى ذلك، تم اكتشاف فتحات للإنارة والتهوية فوق كافة شبابيك الحرم كان قد تم غلقها في فترات سابقة بالمباني، وتمت إعادة فتحها ووضع شبابيك خشبية في هذه الفتحات، وتم ترميم مكان شرب المياه (الحب ) في الحوش حسب موقعه القديم، أما من الناحية الإنشائية فقد تم حقن التربة حول قواعد الحوائط الطينية وأسفلها وذلك لتقويتها، وتمت معالجة الشروخ في الحوائط حسب الطريقة القديمة من خلال عمل جبيرة من خشب الجندل متعارضة مع اتجاه الشرخ، وتم عمل المساح بنفس المواد المستخدمة قديماً وهي الجص (الجبس) وقد تم استخدام معلقات الإضاءة مطابقة من حيث الشكل لتلك المعلقات المستخدمة في سنوات الخمسينات.

وبالنسبة إلى تكييف المسجد، فقد تم تكييفه بواسطة المياه المبردة إلى الوحدات المنفصلة داخل الحرم، وتم اختيار وحدات التكييف الأرضية كي لا تؤثر على المظهر الجمالي للأسقف الخشبية والحوائط، وقد تمت المحافظة على الأقواس الجبسية في المداخل والشبابيك والمكونة من ثلاثة أقواس، إضافة إلى أنه تمت المحافظة على الشبابيك والأبواب والأعمدة والجسور الخشبية كما هي، ولإبراز اختلاف مواد وعمر المبنى تم استخدم اللون الأبيض للأجزاء المبنية سنة 1901م وهي الحرم والليوان، واستخدام اللون البني الغامق للأجزاء المبنية في سنة 1955م وهي حوائط الحوش والمنارة وغرفة الوضوء، وتم استخدام اللون البني الفاتح للجزء المبني في سنة 2001م وهو سكن الإمام والمؤذن، ولا يفوتنا هنا أن نذكر بأنه أثناء أعمال الترميم فقد تهدم جزء من الحائط الطيني الجنوبي للمسجد وذلك بسبب الرياح الشديدة والأمطار التي هطلت أثناء أحد أيام الشتاء في سنة 2000م، كما أن هناك سبباً آخر لسقوط الجدار وهو ضعف أساساته بسبب وجود أملاح أضعفته، والتي تكونت بسبب وجود دفان عالٍ في الناحية الخارجية للمسجد، وقد تمت إعادة بناء هذا الحائط الطيني بنفس مواد الطين والتبن المستخدمة قديماً سواء للطابوق الطيني أو المساح بالطين ثم عملت الطبقة النهائية للمساح بواسطة الجص (الجبس) من الناحية الداخلية للمسجد مع إعادة تكوين الأقواس المتداخلة.


__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس