[هويدااحمد76]

الرئيس عدلي منصور للتليفزيون الكويتي:
الجيش والشرطة يقومان بدور بطولي لمملاحقة العناصر الإرهابية
عازمون علي انجاح المسار السياسي وملتزمون بتنفيذ استحقاقات خارطة المستقبل
رسالة الكويت: هشام البسيوني
أجري الرئيس عدلي منصور الذي يشارك حاليا في أعمال القمة العربية الإفريقية الثالثة بالكويت امس حواراً تليفزيونياً مع عبد الحكيم السبتي مدير إدارة الأخبار والبرامج السياسية بالتليفزيون الكويتي تطرق خلاله إلي العلاقات الثنائية التي تربط مصر بدولة الكويت بالإضافة إلي مجمل التطورات الداخلية في مصر.
اوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفيرايهاب بدوي ان الرئيس عدلي منصور تناول في الحديث الرؤية المصرية لعلاقاتها الخارجية ارتباطاً بما شهدته من تطورات عقب ثورة 30 يونيو.
أعرب الرئيس منصور عن سعادته بزيارة الكويت للمرة الثانية خلال أقل من شهر مشيداً بالأجواء الإيجابية للقاءاته مع الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت مؤكداً أن العلاقات المصرية - الكويتية تفردت دائماً بدرجة عالية من الخصوصية.. أشار إلي أن الكويت جاءت في مقدمة الدول العربية التي سارعت بمساندة التطورات السياسية التي شهدتها مصر في أعقاب ثورة 30 يونيو ووقفت موقفاً داعماً لإرادة الشعب المصري سواء علي المستوي السياسي أو الاقتصادي.
ورداً علي استفسار بشأن رؤيته لما تمثله القمة العربية الأفريقية الثالثة من أهمية علي مسار التعاون العربي الإفريقي أكد الرئيس أن مصر تسعي بالتعاون مع شقيقاتها الدول العربية إلي تعظيم مشاركتها في هذا المحفل العربي - الأفريقي حيث تعمل علي تحقيق طموحات وآمال الشعوب العربية والإفريقية آملةً في بلورة شعار القمة "شركاء في التنمية والاستثمار" علي أرض الواقع بحيث تتحقق التنمية الأفريقية وتتوفر البيئة المناسبة للاستثمارات العربية للمساهمة في ذلك.
أشار إلي أن مصر تدعم أيضاً الجهود الرامية لتوفير مصادر تمويل البرامج والمشروعات المُدرجة في إطار استراتيجية المشاركة العربية ? الأفريقية مؤكدا أن مصر رغم مشاغلها الداخلية قررت إنشاء ¢الوكالة المصرية للمشاركة من أجل التنمية¢ والتي ستسهم في تعزيز جهود مصر للتعاون مع أشقائها الأفارقة.
وحول تقييم الرئيس منصور للأوضاع الحالية في مصر من النواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية أكد أن ثورة 30 يونيو جاءت لتصويب مسار ثورة 25 يناير التي حاول البعض اختطافها لمصالحه الخاصة.
أوضح الرئيس عدلي منصور أن مصر لديها أربعة مسارات هامة الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي وبدون تحقيق تقدم علي المسار الأول وتوفير أمن حقيقي للدولة المصرية فلن يتحقق شيء علي صعيد المسارات الأخري التي ستتأثر سلباً بدورها.
أشار إلي ما تحقق من نجاحاتي علي مستوي الحرب علي الإرهاب في سيناء بصفة خاصة إلي جانب الطفرة الملموسة التي تحققت علي مستوي المناخ الأمني في البلاد بصفة عامة وهو ما أدي إلي الإعلان عن إنتهاء العمل بحالة الطوارئ وكذلك حظر التجوال في مصر منذ عدة أيام وفي هذا الإطار.
جدد الرئيس خلال الحوار ثقته الكاملة في القوات المسلحة المصرية وقوات الشرطة لما تقوم به من دور بطولي وعظيم في سيناء من أجل ملاحقة العناصر الإرهابية والإجرامية هناك وشدد الرئيس منصور علي عزم مصر علي انجاح المسار السياسي من خلال الالتزام الكامل بتنفيذ استحقاقات خارطة المستقبل طبقاً للجدول الزمني.
وردا علي سؤال حول رؤيته لسير عملية اعداد الدستور وما يدور في لجنة الخمسين المناط بها اعداد الدستور الجديد أشار إلي قراره بتشكيل لجنة لإعداد التعديلات الدستورية وحرص الرئيس علي أن تكون عضويتها ممثلة لكافة القطاعات والقوي الوطنية في المجتمع المصري فضلاً عن تمتعها باستقلالية كاملة وتامة حتي في قواعد إجراءاتها مضيفاً أن اللجنة "سيدة قرارها" وأوضح أنه راض عن سير أعمال اللجنة معربا عن ثقته في أن اللجنة ستنتهي من هذا الاستحقاق الهام لخارطة المستقبل وفقاً للجدول الزمني في هذا الشأن حتي وأن شهدت أعمال اللجنة بعض الاختلافات في الرؤي والتي تعتبر أمراً طبيعياً.
وتطرق الحوار إلي التظاهرات التي يشهدها الشارع المصري بهدف إحداث نوع من الخلل وعدم الاستقرار به حيث ذكر الرئيس إن مصر ليس لديها مشكلة مع التظاهر السلمي ولكن التظاهرات التي شهدتها مناطق عديدة في مصر وخاصة في بعض الجامعات يتم خلالها استخدام ال*** المادي ضد المواطنين وضد مؤسسات الدولة من جانب المتظاهرين المؤيدين للنظام السابق.
وفيما يتعلق بسبل النهوض بالاقتصاد المصري وخاصة رؤية سيادته لسبل النهوض بقطاع الصناعات المصرية الذي تأثر بأحداث الثورة أكد الرئيس منصور أن قطاع الصناعة في مصر من أهم قطاعات الاقتصاد القومي وهو قطاع عريق ساهم منذ الخمسينيات من القرن الماضي في دخول مصر عصر الصناعات الثقيلة ولكن القطاع واجه عدة مشكلات خلال العامين الماضيين.
أشار إلي انه أصدر توجيهاته للحكومة بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتذليل العقبات في هذا القطاع الحيوي بدءاً من حل مشكلات العمال والتأكيد علي حقوقهم وتطوير وإعادة تأهيل مصانع الصناعات الثقيلة فضلاً عن تقديم الدعم الملائم للمصانع المتعثرة ومساعدتها علي النهوض مجدداً والعودة للعمل.
وأوضح الرئيس منصور أن الزيارة الأخيرة لوزيري خارجية ودفاع روسيا الاتحادية تم التطرق خلالها إلي تعزيز وتدعيم التعاون المصري الروسي في مجال الصناعات الثقيلة.
وعما تمثله الاستثمارات الخليجية والكويتية من محرك للاقتصاد المصري قال الرئيس إن زيادة حجم الاستثمارات الخليجية وما تشتمل عليه من استثمارات كويتية هامة موجهة إلي مصر تمثل أحد أهم الروافد لدعم الاقتصاد المصري بما يسهم في عودة الاستقرار إليه مشيرا إلي سعي مصر حالياً إلي تذليل كافة العقبات التي تواجه الاستثمارات الأجنبية بمصر وفي مقدمتها الخليجية وكذا تسهيل إجراءات الاستثمار بها ونوه سيادته إلي المشروع القومي العملاق لتنمية منطقة قناة السويس والذي تبنته مصر لما يحمله بالفعل من فرص واعدة لجذب الاستثمارات.
وفيما يتعلق بالعلاقات الخارجية تطرق الحوار إلي العلاقات المصرية السعودية وما شكله الموقف السعودي من إعادة بعض الدول الأوروبية لنظرتها وموقفها من ثورة 30 يونيو حيث أوضح الرئيس أن بيان خادم الحرمين الشريفين عقب ثورة 30 يونيو مثل بالنسبة لمصر "وقفة الرجال" حيث شدد من خلاله العاهل السعودي علي صد الهجوم علي مصر في تلك المرحلة بما ساهم في تحجيم كل القوي التي حاولت التدخل في الشأن الداخلي المصري.
انتقل السيد الرئيس للإشادة بمواقف بعض الدول العربية المساندة لمصر بعد ثورة 30 يونيو مؤكداً علي أن هذه المساندة أعطت لمصر قوة دفع في مواجهة ما كان يحاك لها من مخططات خارجية ومحاولات للتدخل في شئونها الداخلية فضلاً عن أن الدعم المادي والسياسي العربي والخليجي مكنَ مصر من التحرك بقوة وحرية واستقلالية في مواجهة الضغوط الخارجية التي سعت إلي فرض مواقف معينة ضد مصالح الوطن والشعب المصري.
وحول العلاقات المصرية الأمريكية وتقييمه لها وخاصة بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لمصر عشية محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي. قال الرئيس عدلي منصور انه أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أن مصر تجري إعادة تقييم لعلاقتها مع الولايات المتحدة وهي العلاقات التي تقدر مصر أنها أكبر بكثير من أن تختذل في ملف المُساعدات.
وأكد في الوقت نفسه علي حرص مصر علي العلاقات مع الولايات المتحدة. وإن شدد علي أن هذا الحرص سيكون مرتبطاً بقدر ما تبديه الولايات المُتحدة من حرص متبادل وذلك في ظل التأكيد علي ثوابت السياسة الخارجية المصرية بعد ثورة 30 يونيو والمتمثلة في استقلالية القرار الوطني المصري وتغليب المصلحة الوطنية المصرية علي أي اعتبارات أخري.
وفي معرض إجابته عن سؤال حول مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية في ظل ما يتردد حول إمكانية تبني مصر لحوار خليجي إيراني قال الرئيس إن مصر ما بعد ثورة 30 يونيو "المستقلة القرار" منفتحة علي العالم وترحب بعلاقات طبيعية مع كل دول العالم بما في ذلك إيران وان جاء ذلك مرتبطا بشكل مباشر بالحرص علي أمن الخليج العربي الذي يعد مسئولية قومية بالنسبة لمصر.
وعن الأزمة السورية ورؤية سيادته لمؤتمر "جنيف 2" وهل يمكن أن يكون بادرة الأمل لحل تلك الأزمة أكد الرئيس أن أي تصعيد عسكري سيكون له نتائج وخيمة علي الشعب السوري وعلي الدولة السورية وحول رؤية الرئيس لتحركات الدبلوماسية الشعبية التي أفرزتها ثورة 30 يونيو و25 يناير وجولاتها بدول أوروبا وزيارتها الأخيرة إلي دول الشرق خاصة روسيا في مواجهة الموقف الأمريكي قال الرئيس إن ثورتي 25 يناير و30 يونيو أفرزتا روحاً جديدة في الشعب المصري ورغبة حقيقية في الإسهام في بناء الدولة المصرية مؤكدا أن تلك التحركات التي تقوم بها وفود شعبية مصرية إلي مختلف دول العالم خاصة إلي الدول الكبري تمثل دعماً حقيقياً وإضافياً للجهد الحكومي المبذول من جهات عدة في الدولة وعلي رأسها وزارة الخارجية. من أجل شرح حقيقة الأوضاع في مصر منذ ثورة 30 يونيو ودحض الأكاذيب التي تتبناها وتروج لها جهات داخلية وخارجية تسعي لعدم استقرار الأوضاع في مصر خدمة لأجنداتها المعادية للمصالح المصرية.
وفيما يتعلق برفع العديد من دول العالم خاصة الأوروبية منها الحظر علي السياحة الي مصر بعدما تبنت قبل ذلك مواقف اعتبرت أن ما حدث بمصر في 30 يونيو بمثابة انقلاب وليس ثورة أكد الرئيس علي وجود إدراك أوروبي ودولي متزايد لحقيقة ما جري في مصر في 30 يونيو وأنه لم يكن إنقلاباً بل ثورة حقيقة مشيرا في هذا الصدد إلي ما جاء علي لسان مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمريكي منذ أيام من أن نظام الرئيس السابق لا يمكن تجاهل أن عزله وحكومته من السلطة تم بدعم من الغالبية العظمي الساحقة من الشعب المصري بحسب تعبيرها.

http://www.algomhuria.net.eg/algomhu...s/detail00.asp