ذم الكِبْر في واحة الشعر
قال منصور الفقيه:
تتيهُ وجسمُك مِن نطفةٍ *** وأنت وعاءٌ لما تعلمُ
وقال آخر:
جمعت أمرين ضاع الحزمُ بينهما *** تيهَ الملوكِ وأخلاقَ المماليكِ
وقال آخر:
وَكم ملكٍ قاسي العقابِ مُمَنَّعٍ *** قديرٍ على قبضِ النُّفُوسِ مُطاعِ
أَراهُ فيعديِنِي من الكِبْرِ ما به *** فأُكْرِمُ عَنه شيمتِي وطِباعِي
وقال آخر:
كم جاهلٍ متواضعٍ *** سترَ التواضعُ جهلَه
ومميزٍ في علمِه *** هدم التكبرُ فضلَه
فدعِ التكبرَ ما حييتَ *** ولا تصاحبْ أهلَه
فالكِبْرُ عيبٌ للفتى *** أبدًا يُقبِّحُ فعلَه
وأنشد ثعلب:
ولا تأنفا أن تسألا وتسلما *** فما حُشِيَ الإنسانُ شرًّا من الكِبْرِ
وقال محمود الوراق:
التِّيهُ مَفسدةٌ للدِّينِ منقصةٌ *** للعَقلِ مجلبةٌ للذمِّ والسخَطِ
مَنْعُ العطاءِ وبَسْطُ الوجهِ أحسنُ مِن *** بَذْلِ العطاءِ بوَجْهٍ غيرِ منبسطِ
وقال أيضًا:
بِشْرُ البخيلِ يكادُ يُصْلِحُ بُخلَه *** والتِّيهُ مَفْسدةٌ لكلِّ جوادِ
ونقيصةٌ تبْقَى على أيامِه *** ومَسبَّةٌ في الأهلِ والأولادِ
وقال آخر في الكِبْر:
مع الأرضِ يا بنَ الأرضِ في الطَّيرانِ *** أَتأْمُلُ أن ترْقى إلى الدبَرَانِ
فواللهِ ما أبصرتُ يومًا مُحلِّقًا *** ولو حَلَّ بين الجَدْي والسَّرطانِ
حَمَاهُ مكانُ البُعدِ مِن أَن تَنالَه *** بسَهْمٍ من البَلْوى يدُ الحَدثانِ
وقال الحيص بيص:
فتى لم يكنْ جَهْمًا ولا ذا فَظاظةٍ *** ولا بالقَطوبِ الباخلِ المتكبر
ولكن سَموحًا بالودادِ وبالنَّدى *** ومبتسمًا في الحادثِ المتنمِّرِ