الموضوع
:
موسوعــة تـاريــخ المســاجــــد
عرض مشاركة واحدة
#
2
02-11-2013, 11:23 PM
Mr. Ali 1
ضيف
المشاركات: n/a
مسجد الباي محمد عثمان الكبير - الجزائر
بُني هذا المسجد في سهل خنق النِّطاح إلى الشَّرق من مدينة وهران القديمة على حوالي كيلومتر و نصف تقريباً، ولا يبعد كثيراً عن المنحدر الذي يُشرف على البحر والميناء البحري شمالاً، وقد بُني على أرضٍ سهليةٍ منبسطةٍ واسعة، خاليةٍ من العمران بعيدة كلَّ البُعد عن المدينة القديمة وهران بمسافة طويلة، وهو حالياً بموازاة شارع جبهة البحر الواجهة البحرية في شارع طرابلس قرب سوق ميشلي المخصَّصِ للخضر والفواكه، وتفصل بينه و بينها عمارات حديثة و شاهقة استحدثها الفرنسيون مؤخَّراً. لقد بنيَ هذا المسجد على شكلٍ مستطيلٍ، نصفه الشرقي قاعة متوسّطة الحجم وشبه مربَّعة، ونصفه الغربي تتوسَّطه ساحة صغيرة بها نخلة وبعض الحشائش، وهي محاطة بسياج من الآجر ونافورة من المياه.
وفي الزَّاوية الشرقية للقاعة توجد منارة متوسّطة العلوِّ ومربّعة الشّكل، ووراءها إلى الغرب بيت صغير إقتطع من القاعة الرئيسية يتَّخذه الإمام حاليا مقراً له ولإعداد خطبه ودروسه، وإلى يسار المنارة وبيت الإمام يوجد بيت متوسِّط الحجم في مقدمة المسجد شرقاً به حالياً آثاثٌ قديمٌ ويُعتَقدُ أنَّه كان مثوى وقبر للباي محمد الكبير مؤسّس المسجد، وفي مؤخِّرته توجد أماكن للوضوء يبدو أنّها حديثة و لم تكن سابقاً وهي موجودة في ناحيته الغربية.
عرف مسجد الباي محمد الكبير كغيره من المساجد في الحواضر الجزائرية العديد من الإصلاحات والترميمات و التجديدات عبر الأزمنة المختلفة، ففي سنة 1930م تعرض هذا المسجد لبعض الترميمات والإصلاحات من الداخل و الخارج أدَّى ذلك إلى تغيير المسجد وإزاحته بعض الشيء عن طابعه الأصلي القديم.
وبـعد استقلال الجزائر أصبح مسجد الباي وعلى غرار المساجد الجزائرية الأخرى تحت رعاية وإدارة وزارة الشؤون الدينية التي تبنت وتبنَّى الشعب معها مهمَّة إعادةِ الوجه الإسلامي إليها و إلى كلِّ البلاد ومؤسَّساتها.
أمَّا مسجد الباي فقد فتح للصَّلاة كما كان سابقاً، وأدخلت عليه عدَّة إصلاحاتٍ نجملها فيما يلي :
1 : أُزِيلت الساحة الداخلية ، و اقتـلعت النّخلة التي كانت داخلها وضمت إلى ساحة قاعة الصَّلاة، ووضع لها سقف من أخشاب طويلة مصفَّحة هذه بجانب الأخرى، وبذلك توسَّعت قاعة الصَّلاة كثيراً حتّى شملت أغلب مساحة المسجد .
2 : استحدث للمسجد مدخل ثانوي على يساره الشمالي يستعمله النساء للدخول إلى المسجد يوم الجمعة والأعياد، كما استحدث مدخلٌ آخر على اليمين في مؤخِّرة المسجد تقريباً إلى الجنوب يفتح عند اكتظاظ المسجد بالمصلَّين كذلك يوم الجمعة والأعياد .
3 : استحدث منبر للخطابة يوم الجمعة وضع في البيت الوسطى الأمامية التي كانت في الأصل مقبرة الباي محمد بن عثمان الكبير ومدفنه، واستحدث باب إلى يسارها يؤدَّي إلى البيت المجاورة على اليسار والتي لها باب في الغرب قديم ما يزال قائماً ويُفتح يوم الجمعة ليصلَّي فيه النَّاس، أمَّا البيت الموجود على اليمين إلى الأمام فقد اتّخذها الإمام الحالي بيتاً له، وبداخلها شرقاً باب يؤدّي إلى منارة المسجد .
4 : أغلقت الباب الدَّاخلية خلف المسجد التي تؤدِّي إلى المراحيض وأماكن الوضوء واستحدثت باب خارجية غرباً وراء المسجد لها وذلك تفادياً لاتِّساخ قاعة الصّلاة بالماء والقاذورات و المخلَّفات اللاّصقة بأرجل المصلِّين المتوضِّئين، فكان ذلك كلُّه جهود ومساعدات على نقاوة المسجد وبقائه نظيفاً .
بكلِّ هذه التَّحسينات والإصلاحات، أصبح مسجد الباي حالياً تحفةً فنّيةً إسلاميّةً رائعةً يعجُّ بالمصلّين والمتعبّدين كلّ يوم وفي كلّ صلاة رغم صغره، كما يعطي للحي الذي يقع فيه رونقاً وجمالاً ومسحةً إسلاميّةً هو بحاجة إليها، وذلك نظراً للطَّمس و التَّخريب الذين تعرَّضت لهما مدينة وهران خلال العهد الاستعماري الطَّويل الذي دام قرابة أربة قرون بشقّيه : الإسباني، الفرنسي، ونظراً إلى خلوِّ الحي من أيِّ مسجد عداه.