ذم الغدر في واحة الشعر
قال حسَّان، يهجو الحارثَ بن عوفٍ المرِّيَّ من غطفان:
إنْ تغدِروا فالغَدرُ منكم شيمةٌ *** والغَدْرُ يَنبت في أصولِ السخبرِ
وقال أبو حنبل الطَّائي:
قد آلَيتُ أغدرُ في جداعٍ *** وإِن مُنِّيت أُمَّاتِ الرباعِ
لأنَّ الغدرَ فِي الأقوامِ عارٌ *** وإِنَّ الحرَّ يجزأُ بالكُراعِ
وقال أبو فراس بن حمدان:
تناساني الأصحابُ إلا عُصيبَةً *** ستلحقُ بالأخرى غدًا وتحولُ
فمن قبلُ كان الغدرُ في الناس سُبَّهً *** وذمَّ زمانٍ واستلامَ خليل
وقال سعيد بن حميد:
جعلتُ لأهلِ الودِّ ألا أريبَهم *** بغدرٍ، وإن مالوا إلى جانبِ الغدرِ
وأن أجزي الودَّ الجميلَ بمثلِه *** وأقبلُ عذرًا جاء من جهةِ العذرِ
وقال عتبة بن عتيبة بن الحارث بن شهاب صياد الفوارس:
غدرتم غدرةً وغدرتُ أخرى *** فليس إلى توافينا سبيلُ
وقال عارف الطائي:
أذلُّ لوطءِ الناسِ مِن خشبِ الجسرِ *** إذا استحقبَتْها العيسُ جاءتْ من البعدِ
أيوعدني والرمحُ بيني وبينه *** تبينُ رويدًا ما أُمامةُ مِن هندِ
ومن أَجَأٍ حولي رعانٌ كأنها *** قنابلُ خيلٍ من كميتٍ ومن وردِ
غدرتَ بأمرٍ كنت أنت اجتذبتنا *** إليه وبئس الشيمةُ الغدرُ بالعهدِ
وقال حسان يهجو هذيلًا فيما صنعوا بخبيب بن عدي:
أبلغْ بني عمرٍو بأنَّ أخاهم *** شراه أمرٌ وقد كان للغدرِ لازما
شراه زهيرُ بنُ الأغرِّ وجامع *** وكانا جميعًا يركبان المحارما
أجرتم فلما أن أجرتم غدرتم *** وكنتم بأكنافِ الرجيعِ لهاذما
فليت خبيبًا لم تخنه أمانةٌ *** وليت خبيبًا كان بالقومِ عالما
وقال ثابت قطنة:
لا تحسبنَّ الغدرَ حزمًا فربما *** ترقَّتْ به الأقدامُ يومًا فزلتِ
وقال آخر:
فكم فيهم من واعدٍ غيرِ منجزٍ *** وكم فيهم من قائلٍ غيرِ صادقِ
وفاءٌ كأنبوبِ اليراعِ لصاحبٍ *** وغدرٌ كأطرافِ الرِّماحِ الدَّوالقِ
وقال حاتم الطائي:
فأقسمت لا أمشي إلى سرِّ جارةٍ *** يد الدَّهر مادام الحمامُ يغرِّدُ
ولا أشتري مالًا بغدرٍ علمتُه *** ألا كلُّ مالٍ خالط الغدرَ أنكدُ