ولنعرج الآن على السيرة النبوية العطرة وما تحويه حول هذا الموضوع وتعالوا لنرى الحبيب كيف كان نموذجاً للتواضع ونتعلم من سيرته كيف يكون المسلم الحق وكيف ينبغى على من يدعو لدين الله عز وجل أن يكون متواضعاً رفيقاً بحال المسلمين وقدوتنا في التواضع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
عن أبي مسعود أن رجلا كلم النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فأخذته الرعدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم
هون عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
وأخذه صلى الله عليه وسلم بمشورة أصحابه ففي غزوة الخندق أخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي سلمان وحفر الخندق
وفي بدر أخذ برأي الحباب بن المنذر في أن يجعل مياه بدر خلفه لئلا يستفيد منها المشركون.
وكان يقول صلى الله عليه وسلم غالباً وفي مواقف كثيرة لأصحابه: ((أشيروا علي – أشيروا علي)).
ونقله صلى الله عليه وسلم للتراب يوم الخندق فعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى أغبر بطنه ورعيه الغنم وتحدثه بذلك صلى الله عليه وسلم
عن أَبِي هريرة قَال قَال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَاعِيَ غَنَمٍ قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ
وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَأَنَا كُنْتُ أَرْعَاهَا لِأَهْلِ مَكَّةَ بِالْقَرَارِيطِ قَالَ سُوَيْدٌ يَعْنِي كُلَّ شَاةٍ بِقِيرَاطٍ أخرجه ابن ماجه
فرعي الغنم وظيفة ارتضاها الله لأنبيائه حيث أنها تربي النفوس على التواضع وتزيد الخضوع لله تعالى
ومن أسرارها أنها تربي على الصبر وتحمل المشاق إلى حكم كثيرة وهو الحكيم العليم.
كذلك تواضعه صلى الله عليه وسلم مع الضعفاء والأرامل والمساكين والصبيان عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه
رضى الله تعالى عنه قالكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم
ويشهد جنائزهم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأخرجه الحاكم في المستدرك
فلم تشغله النبوة عن ذلك ولم تمنعه مسؤولية أمته ولا كثرة الارتباطات والأعمال أن يجعل للضعفاء والمرضى
نصيباً من الزيارة والعبادة واللقاء.
فأين أنتم يا أصحاب الجاه والسلطان من هذا الخلق العظيم ؟
أين أنتم أيها الأغنياء من هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم ؟
إذا أردتم حلاوة الإيمان أن تطعموها. فهذا هو السبيل إليها فلا تخطؤوه.
هذا هو النبى القدوة أيها المسلمين