ذم الخِدَاع في واحة الشِّعر
قال منصور بن محمد الكريزي:
وصاحبٌ غيرُ مأمونٍ غوائلُه *** يبدي لي النُّصحَ منه وهو مشتملُ
على خلافِ الذي يبدي ويظهرُه *** وقد أحطت بعلمي أنَّه دغلُ
عفوت عنه انتظارًا أن يثوبَ له *** عقلٌ إليه مِن الزَّلَّات ينتقلُ
دهرًا فلمَّا بدا لي أن شيمتَه *** غِشٌّ وليس له عن ذاك منتقلُ
تركته تركَ قالٍ لا رجوعَ له *** إلى مودَّتِه ما حنَّت الإبلُ
وقال آخر:
قل للذي لست أدري مِن تلونِه *** أناصحٌ أم على غِشٍّ يداجيني
إنِّي لأُكثرُ ممَّا سُمْتَني عجبًا *** يدٌ تشجُّ وأخرى منك تأسوني
تغتابني عندَ أقوامٍ وتمدحُني *** في آخرين وكلٌّ عنك يأتيني
هذان أمران شتى بون بينهما *** فاكففْ لسانَك عن ذمِّي وتزييني
وقال ابن عبد القوي:
ويَحْرُم بُهْتٌ واغتيابٌ نميمةٌ *** وإفشاءُ سرٍّ ثمَّ لعنٌ مقيَّدِ
وفحشٌ ومكرٌ والبذاءُ، خديعةٌ *** وسخريةٌ والهزوُ والكذبُ قيِّدِ
بغير خِدَاع الكافرين بحربِهم *** وللعرسِ أو إصلاحِ أهلِ التَّنكُّدِ
_-_Copy.jpg)