ذم الجَزَع في واحة الشِّعر
قال الشَّافعيُّ:
دَعِ الأيَّامَ تفعلُ ما تشاءُ *** وطِبْ نفسًا بما حكم القضاءُ
ولا تَجْزَعْ لحادثةِ اللَّيالي *** فما لحوادثِ الدُّنيا بقاءُ
ورزقُك ليس ينقصُه التَّأنِّي *** وليس يزيدُ في الرِّزق العناءُ
ولا حزنٌ يدومُ ولا سرور*** ولا بؤسٌ عليك ولا رخاءُ
وقالت الخنساء:
فإن تصبرِ النَّفسُ تلقَ السُّرورَ*** وإن تجزعِ النَّفسُ أشقَى لها
وقال الشَّاعر:
لا تجزعنَّ متى اتَّكلت على الذى *** ما زال مبتدئًا يجود ويفضلُ
ولقد يريحُ أخو التَّوكُّلِ نفسه *** إنَّ المريحَ لعمرك المتوكِّلُ
وقال الشَّاعر:
أتجزعُ ممَّا أحدثَ الدَّهرُ للفتى *** وأيُّ كريمٍ لم تُصبْه القوارعُ
وقال الشَّاعر:
أَمِنَ المنُونِ ورَيْبِه تتوجَّعُ *** والدَّهرُ ليس بمُعْتِبٍ مَن يَجْزَعُ
وتَجَلُّدِي للشَّامِتِين أُرِيهم *** أَنِّي لرَيْب الدَّهْرِ لا أتضَعْضعُ
وأنشد يونس بن إبراهيم بن محمد بن طلحة لمحمد بن عيسى بن طلحة بن عبيد الله:
ولا تجزعْ لريبِ الدَّهرِ واصبرْ *** فإنَّ الصَّبرَ في العقبى سليمُ
فما جزعٌ بمغنٍ عنك شيئًا *** ولا ما فات تُرْجِعه الهمومُ
وقال الشَّاعر:
لا تجزعنْ مِن كلِّ خطبٍ عرى *** ولا ترِ الأعداءَ ما يُشْمِتُ
واصبرْ فبالصَّبرِ تنالُ المنى *** إذا لقيتم فئةً فاثبتوا
وقال عمرو بن بكير:
صبرتُ فكان الصَّبرُ خيرَ مغبَّةٍ *** وهل جزعٌ يجدي عليَّ فأجزعُ
ملكتُ دموعَ العينِ حتى رددتُها *** إلى ناظري فالعينُ في القلبِ تدمعُ
وقال آخر:
لا تجزعنَّ على ما فات مطلبُه *** ها قد جزعت فماذا ينفعُ الجَزَعُ
إنَّ السَّعادةَ يأسٌ إن ظفرتَ به *** بعض المرار وإنَّ الشِّقوةَ الطَّمعُ