قال حسان بن ثابت يعيِّر الحارث ابن هشام بفراره يوم بدر:
إن كنتِ كاذبةَ الذي حدَّثتِني *** فنجوتُ منجَى الحارث بن هشامِ
تركَ الأحبةَ لم يقاتلْ دونَهم*** ونجا برأسِ طِمِرَّةٍ ولجامِ
ملأت به الفرجين فارمدَّت به *** وثوى أحبتُه بشرِّ مقامِ
قال النويري: ومن أبلغ ما قيل في الجبن من الشعر القديم:
قول الشاعر:
ولو أنها عصفورةٌ لحسبتُها *** مسومةً تدعو عبيدًا وأزنما
ومثله قول عروة بن الورد:
وأشجعُ قد أدركتُهم فوجدتُهم *** يخافون خطفَ الطيرِ من كلِّ جانبِ
وقال آخر:
ما زلتَ تحسبُ كلَّ شيءٍ بعدَهم *** خيلًا تكرُّ عليهم ورِجالا
وقول أبي تمام:
مُوكَّلٌ بيفاعِ الأرضِ يشرفُه*** من خفةِ الخوفِ لا من خفةِ الطربِ
وقال ابن الرومي:
وفارسٌ أجبنُ من صِفْردٍ *** يحولُ أو يغورُ من صفره
لو صاح في الليلِ به صائحٌ*** لكانت الأرضُ له طفره
يرحمُه الرحمنُ من جبنِه*** فيرزقُ الجندُ به النصره
وقال المتنبي:
وإذا ما خلا الجبانُ بأرضٍ *** طلبَ الطعنَ وحدَه والنِّزالا
وقال آخر:
جهلًا علينا وجبنًا عن عدوِّكم*** لبئستِ الخلتان الجهلُ والجبنُ