ذم التقليد والتبعية في واحة الشِّعر
لا تقنعنَّ ومذهبٌ لك ممكنٌ *** فإذا تضايقتِ المطامعُ فاقنعِ
ومِن المروءةِ قانعٌ ذو همَّةٍ *** يسمو لها فإذا نبتْ لم يهلعِ
ما كنت إمَّعةً ولكن همَّة *** تأبى الهوانَ وفسحة في المنْجَعِ
وقال الرَّبيع بن سليمان: سئل الشافعي عن مسألة، فأُعجب بنفسه، فأنشأ يقول:
إذا المشكلاتُ تصدَّينني *** كشفتُ حقائقَها بالنَّظر
ولست بإمَّعة في الرِّجال *** أُسَائل هذا وذا ما الخبر؟
ولكنَّني مِدْرَهُ الأصغريــن*** فتَّاح خير، وفرَّاج شر
وقال ابن عبد البر:
يا سائلي عن موضعِ التقليدِ خذْ***عني الجوابَ بفهمِ لبٍّ حاضرِ
واصغِ إلى قولي ودنْ بنصيحتي *** واحفظْ عليَّ بوادري ونوادري
لا فرقَ بينَ مقلدٍ وبهيمةٍ *** تنقادُ بين جنادل ودعاثرِ
تبًّا لقاضٍ أو لمفتٍ لا يرى *** عللًا ومعنى للمقال السائرِ
فإذا اقتديت فبالكتابِ وسنةِ *** المبعوث بالدين الحنيف الطاهرِ
ثم الصحابةِ عند عدمك سنةً *** فأولاك أهلُ نهى وأهلُ بصائرِ
وكذاك إجماعُ الذين يلونهم *** من تابعيهم كابرًا عن كابرِ
إجماعُ أمَّتنا وقولُ نبينا *** مثلُ النصوص لذي الكتاب الزاهرِ
وكذا المدينةُ حجة إن أجمعوا *** متتابعين أوائلًا بأواخرِ
وإذا الخلافُ أتى فدونَك فاجتهدْ *** ومع الدليلِ فملْ بهمٍّ وافرِ
وعلى الأصولِ فقسْ فروعَك لا تقسْ *** فرعًا بفرعٍ كالجهول الحائرِ
والشرُّ ما فيه فديتك أسوةٌ *** فانظرْ ولا تحفلْ بزلةِ ماهرِ