
القاعة التركية بالسفينة

حمام السباحة على ظهر السفينة

الجمينيزيوم

صالون الحلاقة بالسفينة

قاعة الطعام بالدرجة الثانية

القاعة العامة بالدرجة الثانية

كابينة بالدرجة الثانية

قاعة الطعام بالدرجة الثالثة

صالون المدخنين بالدرجة الثالثة

القاعة العامة بالدرجة الثالثة

كابينة بالدرجة الثالثة

ركاب السفينة
اثرياء السفينة
ضمت السفينة التايتنك على ظهرها نخبة من اثرياء انجلترا
وامريكا وكان القدر قد انتقاهم من هنا وهناك ليجمع بهم في هذه الرحله فكان من
ضمن هؤلاء الاثرياء بل اثراهم جميعا الكونيل جون جاكوب استور البالغ من العمر 47
عاما وهو حفيد عائلة استور الانجليزية الشهيرة بتجارة الفراء وقد مثل جون بنشاطه
التجاري الضخم امتدادا لهذه التجارة الى جانب امتلاكه لعدد من الفنادق العالمية وفي
هذه الفترة من الزمان كان استور هو موضع احاديث كثيرة خاصة في المجتمع
الانجليزي بعد الفضيحة الكبيرة التي تعرض لها فقد طلقته زوجته وتزوج بعد ذلك من
فتاة صغيرة من نيويورك في عمر احفاده فكانت تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما وخلال
هذه الرحلة كان استور وزوجته الحامل مادلين في طريقهما الى نيويورك بعد رحلة
شتوية قاما بها في مصر واوروبا لكنهما اختصرا جزء من زيارتهما لاوروبا وقررا العودة
سريعا للاقامة في امريكا بعد حملة التشنيعات التي واجههااستور خلال اقامته في
اوروبا كما ضمت نخبة الاثرياء بنجامين جاجينهيم سليل عائله جاجنهيم الامريكيه ذات
النشاط التجاري الضخم في استخراج المعادن
كما كان هناك الثري المعروف ازيدور ستروس وزوجتة وازيدور هو صاحب اكبر مجمع
تجاري في العالم(ميكيز)
وبجانب هذه المجموعة السابقة والتي تمثل اثرى اثرياء العالم كان هناك مجموعة
اخرى من الاثرياء ولكن بدرجة اقل قليلا مثل الوجيه الامثل ارثر ريرسون وجون ثاير
مساعد رئيس هيئة السكك الحديدية بولاية بنسلفانيا وتشارلز هايز رئيس مجموعة
الشاحنات الكندية وهاري مولسن سليل احدى العائلات الثرية بمونتريال والتي تعمل
في مجال البنوك ومن ابرز طبقات المجتمع الانجليزي كان هناك سيركوزمو وزوجته
ليدي دوف جوردن وكوزمو هو امير انجليزي ينتمي للعائلة المالكة اما زوجته دوف فهي
مصممة ازياء شهيرة وصاحبه اكبر مجلات للازياء في فرنسا والولايات المتحده
إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بكامل حجمها .
كولونيل جون استور احد ركاب الدرجة الاولى يستعد لصعود القطار
للتوجة الى ساوثهامبتون
إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بكامل حجمها .
عائلةلاروش العائلة السوداء الوحيدة التي كانت على ظهر السفينة
إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بكامل حجمها .[COLOR=navy]

اطفال الاثرياء ايضا كانوا على السفينة

مارسيل زوجة الثري ميشيل نافراتيل
(الذين تخلفوا عن السفر)
كان من الممكن ان تضم قائمة المسافرين على السفينة
تايتانيك مجموعه اخرى من الاثرياء والشخصيات البارزة لولا تخلفهم عن السفر
فقد تخلف عن السفر الثري المعروف ج ب مورجان لسوء حالته الصحيه
كما تخلف عن السفر فانديربلت وزوجته ومن عجب انهما تخلفا عن السفر في آخر
لحظه قبل ابحار السفينة وبعد صعودهما بالفعل الى السفينة هما وخادمهما الخاص
كما تخلف عن الرحلة لورد بيري رئيس شركة هارلاند اند ولف لبناء السفن في بلفاست
والذي قام ببناء وتصميم السفينة تيتانيك لكنه تخلف عن الرحلة لظروف مرضية
مفاجئه وحل محلة في الرحلة المدير التنفيذي للشركة
وضمت ايضا السفينة تيتانيك في درجتها الثالثة مجموعة من الطبقات المتوسطة
والفقيرة في انجلترا والذين استجمعوا كل ما لديهم من اموال للسفر على هذه
السفينة العجيبة ليس فقط من اجل المتعة ولكن ايضا للبحث عن موطن اخر قد يتوفر
فيه لهم مستوى افضل من المعيشة مما يلقونه في موطنهم الاصلي ولكن بطبيعة
الحال كان وجود هؤلاء الفقراء شبه معزول عن طبقة الاثرياء التي سكنت في السفينة
كما سكنت في المجتمع الطبقة العليا باجنحتها الممتدة الواسعة بينما سكنت طبقة
الفقراء الطبقة السفلى من السفينة بحجراتها الضيقة القريبة من الضوضاء والضجيج
جبل الجليد
موكب السعادة
كما بدات السفينة تيتانك رحلتها بالفرح والامنيات الحلوة
استمرت رحلتها عبر المحيط على هذا النحو لاربعة ليال كاملة فراح كل من عليها
يستمتع باجمل الاوقات كان الاستمتاع بجمال وفخامة السفينة بحجراتها الواسعة
الانيقة ومطعمها البديع وما يحمل من اشهى الماكولات المختلفة هو نوع آخر من
المتعة الكبيرة التي حظي بها ركاب السفينة
ومن ناحية اخرى كانت السفينة تايتانك قد قطعت شوطا كبيرا من رحلتها الاولى بنجاح
وهدوء تام اثبتت فيه جدارتها الفائقة في خوض البحار وقد دعا هذا الى زيادة سرعة
السفينة بدرجة كبيرة وإطلاق العنان لها بعد ان تاكد لطاقمها جدارتها في خوض البحر
خلال الخمسمائة ميل السابقة
اما قبطان السفينة كابتن ادوارد سميث والبالغ من العمر 62 عاما فقد كان اسعد من
عليها فهذه الرحلة الاخيرة له والتي يختتم بها ما يزيد على ثلاثين عاما من العمل في
اعالي البحار والذي شهد له الكثيرون خلال هذه الفترة بالنجاح والمهارة الفائقة

كابتن سميث
رسائل الانذار
وفي 14 ابريل 1912 وهو اليوم الخامس من رحلة السفينة
بدات المخاطر تتربص بالسفينة العملاقة ومن عليها من سادة القوم
فمنذ ظهيرة ذلك اليوم حتى اخره تلقت حجرة اللاسلكي بالسفينة رسائل عديدة من
بعض السفن المارة بالمحيط ومن وحدات الحرس البحري تشير الى اقتراب السفينة
من الدخول في منطقة مياه جليدية مقابلة للساحل الشرقي لكندا وعلى الرغم من
هذه الرسائل العديدة التي تلقتها السفينة لم يبد احد من طاقمها وعلى الاخص كابتن
سميث اي اهتمام حتى ان عامل اللاسلكي قد تلقى بعض الرسائل ولم يقم بابلاغها
الى طاقم السفينة لعدم اكتراثهم بها
فعلاوة على اعتقادهم من خبرتهم السابقة بندرة تكون الجليد في هذه المنطقة من
المحيط في شهر ابريل فقد كانوا جميعا على ثقة بالغة بسفينتهم العملاقة تايتانك
فقد كانت تبدوا لهم اكبر واكبر من ان يعترض شيئا طريقها فما بالهم يعبئون ببعض قطع
من الجليد
خاصة ان المحيط هذا اليوم كان هادئا تماما كالبساط الممتد كما كان الجو باردا لكنه كان
مشمسا في معظم الوقت فماذا يمكن ان يهددهم او يعترض طريقهم
لكنه بعد حلول الظلام وبالتحديد في الساعة التاسعة مساءا من نفس هذا اليوم بدات
درجة الحرارة في الانخفاض بشكل ملحوظ مما جعل كابتن سميث يدرك ان السفينة
تقترب بالفعل من منطقة جليدية لكنه على الرغم من ذلك لم يبد اهتماما كبيرا لهذا
الامر فكل ما قام به هو اعطاء الاوامر بتفقد خزانات المياه خوفا من ان تكون المياه قد
تجمدت بها كما بلغ مراقب السفينة فر يدريك فليت بتشديد الرقابة والابلاغ عن اي كتل
ثلجية ضخمة قد تتراءى له ثم دخل كابتن سميث حجرته لينام
وفي الحقيقة ان كابتن سميث رغم خبرته الطويلة قد وقع في خطا كبير بهذا التصرف
ربما لثقته البالغة بسفينته العملاقة وخبرته الطويلة فهو لم يفكر اطلاقا في انقاص
سرعة السفينة حيث كانت تنطلق في هذا اليوم باقصى سرعتها كذلك نسي كابتن
سميث ان كتل الجليد الضخمة قد تفاجئ سفينته في لحظات فقد كانت الرؤية في
هذه الليلة غير قمرية غاية في الصعوبة حتى ان الافق لم يكن واضحا على الاطلاق

الصورة الوحيدة التي التقطت لموظف الاسلكي هارولد برايد
جبل الجليد
وفى حوالي منتصف نفس هذه الليلة وبينما فليت
مراقب السفينة يتناول بعض المشروبات الدافئة لعلها تزيل عنه البرد القارص في هذا
الوقت فجاة راى فليت خيالا مظلما يقع مباشرة في طريق السفينة وفي ثوان
معدودات بدا هذا الخيال يزداد بشكل ملحوظ حتى تمكن فليت من تحديده انه جبل
جليدي
فقام فليت بسرعة باطلاق جرس الانذار عدة مرات لايقاظ طاقم السفينة كما قام
بالاتصال بالضابط
المناوب واخبره بوجود جبل من الثلج يقع مباشرة في اتجاه السفينة حيث قام بسرعة
وامر بتغير اتجاه السفينة ثم بايقاف المحركات
ولكن لم يكن هناك اي فرصة لتجنب الاصطدام فارتطم جبل الثلج بجانب السفينة
ومن الغريب ان هذا التصادم لم يكن ملحوظا او مسموعا بدرجة واضحة حتى ان باقي
افراد طاقم السفينة قد ظنوا انهم نجحوا في تغيير المسار وتجنب الاصطدام ومع
حدوث هذا التصادم تساقطت كتل كبيرة من الثلج على ظهر السفينةوعلى الرغم من
ذلك لم تهتز السفينة الا هزة بسيطة كانت غير ملحوظة لكنها انزلقت قليلا من الخلف
وبعد عدة دقائق توقفت السفينة تماما عن الحركة

مراقب السفينة تيتانك فريدرك فليت

صورة للجبل الجليدي الذي اصطدمت به تيتانك

لحظة اصطدام السفينة تيتانك بالجبل الجليدي
تيتانيك تطلق الاشارات المضيئة لشد انتباه السفينه كاليفورنيا اليها[/
color]

بعض الركاب في قوارب النجاة

تيتانك تغرق

41°44' شمالا ; 49°57' غرب

السفينة كارباثيا التي انقذت العديد من ركاب تيتانك

قوارب النجاة تحمل الناجون من الغرق
إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بكامل حجمها .
قوارب النجاة في السفينة كارباثيا تعد للارسالها لاستقبال الناجون من تيتانك

ارثر هنري روسترن قبطان السفينة كارباثيا

هارولد توماس موظف اللاسلكي بالسفينة كارباثيا

السفينة كاليفورنيا

كابتن السفينة كاليفورنيا ستانلي لورد

موظف اللاسلكي بالسفينة كاليفورنيا ***** ايفانز
الغفلة وعدم الاكتراث
لم يشعر معظم ركاب السفينة بان سفينتهم العملاقة قد
اصطدمت باي شئ فالى جانب ان التصادم كان غير مسموعا بدرجة كافية كان معظم
المسافرين داخل حجراتهم في هذه الليلة الباردة بل ان الكثيرين منهم كانوا قد
استغرقوا قي النوم فلم يكن مستيقظا في ذلك الوقت سوى بعض الرجال الذين كانوا
يدخنون السيجار في الغرفة الخاصة لذلك من الدرجة الاولى بعد تناولهم العشاء وبعد
انصراف زوجاتهم الى حجرات النوم ولم يكن صوت هذا التصادم مسموعا لهم الا بدرجة
خافته فقام اثنان منهم واتجها الى ظهر السفينة لمعرفة سبب هذا الصوت الخافت
وتبعهما بعد ذلك آخرون وآخرون ومن الغريب انهم جميعا لم يبدوا اي اهتمام فلم يبالوا
الا بمشاهدة جبل الثلج والقطع المتناثرة منه على ظهر السفينة ثم عادوا جميعا بعد
ذلك لما كانوا فيه فمنهم من عاد ليكمل لعبته المسلية ومنهم من عاد لتدخين
السيجار وتتناول المشروبات كما دخل بعضهم حجراتهم الخاصة ليخلدوا للنوم
كذلك عبر بعض المارين بالسفينة في ذلك الوقت عن احساسهم بهذا التصادم بصور
مختلفة فقال بعضهم انه كان يبدو كما لو كانت السفينة مرت على ارض من
المرمر ) وهو تشبيه ملائم تماما لتلك الطبقة الارستقراطية كما ذكر آخرون : ( انه كان
يبدو كالصوت الصادر عن تمزيق قطعة قماش)
كذلك ذكر احد الظباط على السفينة والذي كان نائما بحجرته في ذلك الوقت : ان كل ما
احس به هو حدوث اهتزاز بسيط بجدار السفينة مما اقلق نومه لكنه عاد للنوم مرة
اخرى بعد ان تبادر الى ذهنه ان السفينة قد غيرت من اتجاهها بطريقة غير لائقة .[/
size]

لحظة اصطدام السفينة تيتانك بالجبل الجليدي
المفاجأة
اما عند قاع السفينة فكان هذا التصادم يعني شيئا اخطر
بكثير مما اعتقده ركاب السفينة .
فبعد توقف السفينة عقب حدوث التصادام اكتشف الفنيين حدوث كسر بجانب
السفينة تسللت منه المياه وغمرت خمس اقسام من الستة عشر قسما باسفل
السفينة كما توقفت الغلايات عن العمل تماما وامتلات ايضا حجرة البريد بالمياه التي
طفت فوقها عشرات الخطابات مما يشير الى كارثة وان غرق السفينة تيتانك امرمحتم .
إخلاء السفينة
لم يحاول كابتن سميث تفسير ما حدث لكنه تصرف بطريقة
عمليه فاعطى اوامره في الحال بايقاظ جميع الركاب لاخلاء السفينة واعداد قوارب
النجاة كما امر بارسال نداء الاغاثة (SOS) .
ولكن كانت هناك مشكلة اخرى واجهت سميث فعدد ركاب السفينة هو 2227 راكبا
بينما عدد قوارب النجاة الموجودة بالسفينة لا تكفي حمولتها جميعا الا لنقل 1100 راكبا
وكانت هذه الحقيقة غائبة تماما عن ركاب السفينة الذين خرجوا من حجراتهم الى ظهر
السفينة في هدوء تام وعدم اكتراث بل ان بعضهم خرج يغني ويمزح وكانهم يسخرون
من هذا الموقف فهم لا يزالون يعتقدون انهم على ظهر السفينة العملاقة التي لا
يمكن ان تغرق .

بعض الركاب في قوارب النجاة
بدا ركاب السفينة والذين ظهر بعضهم بثياب النوم يرتدون
سترات النجاة ثم اخذوا يصعدون قوارب النجاة تحت تعليمات كابتن سميث الذي امر
باخلاء السفينة من النساء والاطفال اولا على ان يذهب الرجال بعد ذلك الى قوارب
النجاة اذا توفر لهم اماكن بها .
وفي الحقيقة ان بعض الركاب لم يكن يريد الدخول الى قوارب النجاة فكانت السفينة
العملاقة لا تزال مطمئنة بالنسبة لهم عن قوارب النجاة الصغيرة حتى ان بعض البحارة
قد اخذ يزج بعضا منهم الى القوارب فقد كانوا مدركين تماما للكارثة التي تنتظرهم كما
اضطر البحارة امام رفض بعض الركاب الى انزال بعض قوارب النجاة الى المياه وهي غير
ممتلئة عن آخرها فلم يكن هناك اي وقت للتاخير والمماطلة وكان ركاب الدرجة الثالثة
من الفقراء هم آخر من وصل الى قوارب النجاة حيث يقيمون بالحجرات السفلى من
السفينة بل ان بعضهم ظل منتظرا باسفل السفينة لا يدري ماذا يفعل على رغم
علمهم بوجود محنة على ظهر سفينتهم
بريق الأمل
في نفس الوقت بدا عامل اللاسلكي بالسفينة يرسل
نداءات متكررة للاغاثة وان كانت بعض السفن قد التقطت هذه النداءات الا انها كانت لا
تزال بعيدة جدا عن السفينة تيتانك فكانت كل هذه النداءات دون اي جدوى ولكن ظهر
للسفينة تيتانك امل جديد فعلى بعد عشرة اميال فقط كانت هناك سفينة اخرى هي
السفينة كاليفورنيان والتي كان من الممكن ان تصل الى السفينة المنكوبة في دقائق
وتقوم بانقاذ ركابها من الكارثة التي تهددهم ولكن لسوء الحظ لم يصل للسفينة
كاليفورنيان اي نداء للاغاثة من النداءات المتكررة التي ظلت ترسل بها السفينة تيتانك
ففي هذا الوقت المتاخر من الليل قام عامل اللاسلكي بالسفينة كاليفورنيان باغلاق
جهاز الاتصال .
وبعد عدة محاولات يائسة قام ظباط السفينة تيتانك بمحاولة اخرى لشد انتباه السفينة
كاليفورنيان الى سفينتهم المنكوبة فقاموا باطلاق عدة صواريخ نارية في السماء
وانطلقت معها الهتافات والنداءات المتكررة ولكن على الرغم من ذلك لم تتخذ السفينة
كاليفورنيان اي موقف تجاه هذه الاشارات الضوئية فلم يتبادر الى ذهن طاقمها ان
السفينة تيتانك في خطر وانها ترسل هذه الاشارات طلبا للنجدة وبالتالي سارت
السفينة كاليفورنيان في طريقها غير عابئة بهذه الاشارات واخذت تبعد تدريجيا عن
السفينة تيتانك وبعد معها آخر امل في انقاذ السفينة تيتانك .

تيتانيك تطلق الاشارات المضيئة لشد انتباه السفينه كاليفورنيا اليها

السفينة كاليفورنيا

كابتن السفينة كاليفورنيا ستانلي لورد

موظف اللاسلكي بالسفينة كاليفورنيا ***** ايفانز
موسيقى المرح على ظهر السفينة المنكوبة
اما على ظهر السفينة تيتانك فراحت فرقة الموسيقى
المصاحبة للرحلة تعزف موسيقى المرح والسعادة اثناء انزال قوارب النجاة من السفينة
الى المحيط وان كانت هذه الموسيقى قد ظلت لفترة من الوقت ملائمة تماما للجو
النفسي لركاب السفينة الساخرين واللاهين الا انها صارت بعد ذلك غير ملائمة لحالة
الخوف والقلق التي بدات تنتاب معظم الركاب مع انزال اقدامهم على ظهر السفينة
التي بدات مؤخرتها في الانخفاض تدريجيا الى سطح المياه .
شبح الموت
واستمر الحال كما هو عليه بظهر السفينة الموسيقى
تعزف والسفينة تنخفض تدريجيا والخوف يزداد ويزداد مع اقتراب ظهر السفينة من
سطح المياه والذي لا يزال يحمل مئات الركاب والذين لم يتم بعد اخلائهم منها
فبداشبح الموت يخيم على وجوه الجميع فقد اصبح حقيقة واقعة خاصة بعد نفاد
معظم قوارب النجاة فلم يعد يبقى منها غير قاربين فاما الموت غرقا مع السفينة واما
القفز الى المياه الجليدية الكفيلة باحداث صدمة عصبية مميتة بمجرد النزول اليها .
وامام شبح الموت الذي خيم على السفينة باكملها برزت بعض المواقف الانسانية
الجميلة التي عبرت عن الوفاء في اسمى صوره ولكن كان هناك ايضا بعض المواقف
الغريبة والمثيرة للدهشة .
فمن ضمن هذه المواقف الانسانية الجميلة التي برزت امام شبح الموت هو تشبث
بعض الزوجات بازواجهن ورفضهم مغادرة السفينة عند مجيء دورهن في الانتقال الى
قوارب النجاة .
وكان اروع مثل شهدته السفينة لهذا الوفاء العظيم هو ما عبرت عنه مسز ايدا
ستروس زوجة الثري الكبير ايزدور ستروس والتي عادت مرة اخرى الى ظهر السفينة
بعد دخولها إلى قارب النجاة لتحضن زوجها وهي تبكي قائلة : لقد عشنا معا سنوات
طويلة لا يمكن ان ارحل من دونك سوف امضي حيث تمضي وذهب الاثنان معا ليجلسا
في ركن هادئ بعيد واخذا يرقبان ما يجري حولهما في انتظار القرار الاخير لنهاية
مصيرهما المشترك.
السيجار اهم
كانت هناك صورة اخرى غريبة وشاذة ففي الحجرة الخاصة
بالتدخين بالدرجة الاولى جلس ميجور اركيبولد بوت وثلاثة آخرون يدخنون السيجار
ويتجاذبون اطراف الحديث غير مكترثين تماما بما يجري حولهم على الرغم من ان
السفينة في ذلك الوقت قد انخفضت بدرجة كبيرة الى سطح المياه
ساموت جنتلمان
كذلك كان للمليونير بنجامين جاجنيهيم الذي اشتهر باناقته
موقف في غاية الغرابة اثناء هذه اللحظات الحرجة التي بدات فيها السفينة تنغمس
بوضوح في مياه المحيط اذ قام المليونير الى حجرته وبدل سترة النجاة التي كان
يرتديها باخرى انيقة خاصة بالحفلات الرسمية وعندما انهى زينته واناقته على اكمل
وجه توجه إلى ظهر السفينة ليعلن امام الجميع قائلا : ( مادام الهلاك لا مفر منه
ساموت جنتلمان كما عشت جنتلمان

تيتانك تغرق

موقع اصطدام السفينة بالجبل الجليدي
41°44' شمالا ; 49°57' غرب
وبمرور الوقت تم امتلاء كل قوارب النجاة وانزالها الى المياه
من على ظهر السفينة تيتانك ولم يدر المئات من المسافرين والذين مازالوا على ظهر
السفينة ماذا يفعلون فلجئوا جميعا في فزع وخوف الى مقدمة السفينة المرتفعة في
الهواء عن سطح الماء بعد ان غاصت مؤخرتها تماما في المياه وما كان اقساها من
فترة
مؤلمة للجميع فلم يبق امامهم الا دقائق وتغوص بهم السفينة باكملها في مياه المحيط
وامام هذا الفزع الرهيب اضطر بعض الركاب الى الوثب في المياه الجليدية لعلهم
يلحقون بقوارب النجاة ومن المؤسف ان معظمهم قد مات ولم ينج منهم الا القليل
والذين استطاعوا ان يصلوا الى قوارب النجاة والتي اخذت تبحر بعيدا عن السفينة .
رحلة قوارب النجاة وسط المياه الجليدية
اما داخل هذه القوارب فكانت الدهشة تملا النفوس الجميع
الذين راحوا يتاملون في ذهول سفينتهم العملاقة التى لا تقهر وهى تغوص في المياه
بهيكلها الضخم وانوارها الزاهي وسط نغمات الموسيقى المنعبثة منها والتى راحت
تدوي نغماتها عبر المياه
ولكن سرعان ما تبدلت نغمات الموسيقى بنغمات اخرى حزينة والى ان توقفت تماما
بعد ان غاص طرف السفينة باكمله تحت الماءوصعد الطرف الآخر إلى السماء حتى كاد
يلامس النجوم بارتفاعه الشاهق الذي انبعثت منة انوار السفينة الزاهية لتضيء الليل
من حوله ودوى في الفضاء صوت الزئير المروع والسفينة تشق طريقها الى القاع ولم
تمض الا لحظات حتى اختفت السفينة تماما تحت سطح المياه لتختفي معها اسطورة
المارد الذي لايقهر
ففي الساعة الثانية والثلث بعد منتصف ليلة الاحد الموافق الخامس عشر من ابريل
كانت السفينة تايتانيك قد اختفت تماما عن سطح المياه هي ومن عليها من مئات
الركاب0
وبدات قوارب النجاة تشق طريقها عبر المحيط في اتجاهات مختلفة ودون هدف
منشود،وسط ظلام الليل والبرد القارص ولم يكن هناك ما يؤنسها في هذا الليل
المخيف الا بعض النجوم التي تناثرت في السماء هنا وهناك والتي لم تضئ بنورها الا
القليل من هذا الظلام الحالك0
واشتد البرد بركاب القوارب فحاولوا عبثا ان يدفئوا انفسهم بما استطاعوا ان ينجوا به
من السفينة من فراء و(ارواب )خاصة وان البعض منهم قد هرع الى قارب النجاة
بملابس النوم فلم يسعفه الوقت لالتقاط اي شئ وكان اتعس هؤلاء في هذا البرد
القارص هم من قفزوا من السفينة الى المياه الجليدية وسبحوا في الماء حتى وصلوا
الى القوارب فكانوا يرتجفون بشدة وامتلا شعرهم وملابسهم بقطع الجليد التي
علقت
بهم اثناء السباحة0
ولم يحالف التوفيق احد قوارب النجاة الممتلئة بالركاب فانقلب بهم في المياه وكم كانت
من فترة مؤلمة امضاها ركاب هذا القارب والذي بلغ عددهم الثلاثين في الاحتفاظ
بقاربهم من الغرق وسط تلك المياه الجليدية فحاولوا جاهدين الوقوف على جانبي
القارب حتى يحتفظوا به عائما على سطح المياه الجليدية التي اخذت تندفع الى
ارجلهم فتتخلل برودتها الشديدة الى عظامهم فتؤلمهم اشد الالم0
ولم يستطع بعضهم الاحتفاظ بتوازنه فسقط في المياه الجليدية فكان على ركاب هذا
القارب السيئ الحظ مهمة اخرى شاقه وهي محاولة جذب زملاؤهم من تلك المياه
الجليدية المؤلمة0
ولم ينس ركاب احد قوارب النجاة هؤلاء الاشخاص الذين وثبوا إلى المياه اثناء غرق
السفينة فعادوا مرة اخرى إلى مكان السفينة يحاولون التقاط ما يمكن التقاطه من
هؤلاء الاشخاص من وسط المياه ولكن كانت برودة هذه المياه الجليدية كافية تماما
للقضاء عليهم في فترة قصيرة من الوقت فلم يوفق هذا القارب الشهم في العثور الا
على شخص واحد كان عائما على باب خشبي من ابواب السفينة وكم كانت لحظة
غامرة بالسعادة حين راى هذا الانسان التعيس قارب النجاة يتجه اليه0
السفينة كارباثيا
قضى ركاب القوارب الناجون من الهلاك ساعات طويلة عبر
مياه المحيط وسط الليل الحالك والبرد القارص سابحين بقواربهم الى المجهول وكلهم
ياس وحيرة في هذه الوحدة القاسية عبر هذا البحر الواسع الممتد،فمرت بهم
الساعات كانها سنوات طويلة فلم يكن هناك اي امل في النجاة 0
وعندما بدا الليل يزول وبدات السماء تنير كانت المفاجاة0
فظهرت فجاة انوار مضيئة تقترب من بعيد ناحية القوارب لقد كانت انوار السفينة كارباثيا
التي كانت تسير في رحلة من رحلاتها عبر المحيط وكانت على بعد حوالي 58 ميلا من
القوارب 0
ويالها من سعادة غامرة احس بها ركاب القوارب حين لمحوا تلك السفينة من بعيد
فراحوا يشدون انتباهها لهم بشتى الطرق فاخذوا يصفقون ويهللون ويلوحون كما
استطاع بعضهم ان يشد انتباهها بالانوار المضيئة فاستخدموا ( البطاريات )وقاموا
باشعال النيران بمناديل اليد والاوراق وغيرها0
ونجحت المحاولات العديدة التي قام بها ركاب القوارب لشد انتباه السفينة كارباثيا التي
غيرت من طريقها وسارت في اتجاه القوارب 0
ومع بداية ظهور الشمس وقدوم يوم جديد كانت السفينة كارباثيا قد وصلت الى القوارب
لتبدا في اغاثتها0
كان مجيء سفينة الاغاثة لركاب هذه القوارب الضالة هو منتهى املهم فتعلقت بها
انظارهم جميعا في فرحه وسعادة غامرة وبدات السفينة تقوم بنقل الركاب الى
سطحها قاربا بعد الآخر حتى تم اغاثة جميع الركاب وهيات لهم العناية الالهية فرصة
للنجاة بعدما كانوا فيه من ياس وفزع0

السفينة كارباثيا التي انقذت العديد من ركاب تيتانك
إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بكامل حجمها .
قوارب النجاة في السفينة كارباثيا تعد للارسالها لاستقبال الناجون من
تيتانك

قوارب النجاة تحمل الناجون من الغرق

ارثر هنري روسترن قبطان السفينة كارباثيا

هارولد توماس موظف اللاسلكي بالسفينة كارباثيا
الفضيحة الكبرى
انتشر خبر السفينة تايتانيك بسرعة في جميع انحاء العالم
وكما اهتمت معظم الصحف العالمية بنشر خبر بداية رحلة السفينة في 12 ابريل سنة
1912 على انه من الاخبار الصحفية الهامه والمثيرة فقد زاد اهتمامها بعد خبرهذة
الكارثة بنشر كل ما يتعلق بهذه السفينة من اخبار وبالخط العريض في صفحاتها الاولى
فنشرت بعض الصحف هذه العبارات :
(السفينة التي لا تغرق ترقد في قاع
المحيط )
( انقاذ 705 راكبا من ركاب السفينة الاسطورة البالغ عددهم 2227 راكبا بعد غرق
السفينة اثناء رحلتها من انجلترا الى الولايات المتحدة )!
( سفينة الاثرياء تغوص بهم في قاع المحيط )
لكن لم تستطع الصحف في هذا الوقت ان تبرر بوضوح
ظروف الحادث وكيفية غرق السفينة حتى بدا يتجمع لديها قدر كاف من المعلومات
التي استطاعت الحصول عليها من الركاب الناجين من هذا الحادث بما فيهم بعض
افراد طاقم السفينة 0
المظاهرات تجتاح شوارع لندن
كذلك شهدت لندن ضجة كبرى بعد هذا الحادث المروع 0
ففي 27 ابريل سنة1912 م قام ما يزيد عن 1500 من المواطنين بمظاهرة ضخمة في
احد ميادين العاصمة احتجاجا على حادث السفينة الاسطورية والذي راح ضحيته اكثر
من 1500 راكبا فنددوا بجميع المسئولين عن هذه الكارثة وطالبوا باجراءات امن حاسمة
لضمان سلامة المسافرين بالسفن بعد ذلك


