عرض مشاركة واحدة
  #356  
قديم 09-07-2013, 12:48 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

مفاتيح الأمة الإيمان:

إن لكل أمة شخصيتها المستقلة كما أن لها مفتاحها الخاص بها لا تتحرك إلا به، ومفتاح أمة الإسلام هو الإيمان صانع المعجزات ومذلل العقبات هو المحرك لهذه الأمة وحين تمده الروافد التي تغذيه من الصلاة والصيام والذكر والطاعة وسائر العبادات عندها ينساب في القلوب نور وتدب فيها الحياة، ويهيىء الله - عز وجل - للبصيرة النافذة وعياً دقيقاً وإرادة قوية وسماحة ونبلاً.. ويسارع بشوق عظيم إلى مرضاة الله وهذه المعاني تتجلى كأعظم ما يكون في شهر رمضان حين يشتاق المسلم إلى رحاب الله ويعود القرآن غضاً طرياً على لسانه ويهز قلبه هزاً

خرج عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يعسس بالمدينة ذات ليلة فمر بدار رجل من المسلمين فوافقه قائماً يصلى فوقف يستمع قراءته:{وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ}سورة الطور.

قال عمر: قسم ورب الكعبة حق، فنزل عن حماره، واستند إلى حائط، فمكث مليا ثم رجع إلى منزله، فمكث شهرا يعوده الناس لا يدرون ما مرضه، -رضي الله عنه-، وسيدنا عمر سمع هذه السورة من قبل ذلك، وقرأها وصلى بها.. لكنه في هذه الليلة صادفت منه قلباً مكشوفاً.. وحساً مفتوحاً، فنفذت إليه، وفعلت به ما فعلت، هذه لحظة خاصة تتلقى القلوب فيها الآيات فتهزها، وتنفض عنها الغبار، وتفتح الحواس والنفس والعقل والبصيرة، وتدفع المؤمن إلى الجهاد فى سبيل الله، ونرجو فى شهر رمضان أن تتهيأ القلوب لمثل هذا، وأن تستقبل القرآن في التراويح، وتتجاوب مع الوحي، حتى يفتح الله علينا.

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما أنزل الله - عز وجل - على نبيه - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}"التحريم: من الآية 6" تلاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه فخر فتى مغشيا عليه فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده على فؤاده فإذا هو يتحرك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "يا فتى قل لا إله إلا الله، فقالها فبشره بالجنة، فقال أصحابه يا رسول الله أمن بيننا؟ فقال أو سمعتم قوله - تعالى -: {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ}"إبراهيم: من الآية 14" تفسير ابن كثير.

__________________
رد مع اقتباس