ذم الإِسَاءة في واحة الشِّعر
قال الحسن بن علي رضي الله عنهما:
مَضى أَمْسُك الماضِي شَهِيدًا مُعَدَّلًا***وأصبحتَ في يومٍ عليك شهيدُ
فإن كنتَ بالأَمْسِ اقترفتَ إساءةً***فثَنِّ بإحسانٍ وأنت حميدُ
ولا تُرجِ فعلَ الخيرِ يومًا إلى غدٍ***لعلَّ غدًا يأتي وأنت فَقِيدُ
فيومُك إن أَعْتَبْتَه عاد نَفْعُه***عليك ومَاضي الأمسِ ليس يعودُ
وقال آخر:
يَجْزُون مِن ظُلْم أهل الظُّلم مغفرةً***ومِن إساءة أهل السُّوء إحسانَا
وقال معبد بن مسلم:
لَدَدْتُهم النَّصيحة كلَّ لدٍّ***فمَجُّوا النُّصح ثمَّ ثنوا فقاءوا
فكيف بهم وإن أحسنتَ قالوا***أسأتَ وإن غفرتَ لهم أساءوا
وقال الشَّاعر:
ما زلت أُعرفُ بالإِسَاءة دائمًا***ويكون منك العفو والغفرانُ
لم تنتقصني إن أَسَأْتُ وزدتني***حتى كأنَّ إساءتي إحسانُ
منك التفضُّل والتَّكرُّم والرِّضا***أنت الإلهُ المنعم المنَّانُ
وأنشد أبو محمَّد عبد الله بن أبي سعيد البيهقي لأبي الحسن بن أبي العالية البيهقي:
قيل لي قد أَسَاء إليك فلان***ومُقَام الفتى على الذُّل عارُ
قلت قد جاءنا وأحدث عُذرًا***ديةُ الذَّنب عندنا الاعتذارُ
وقال الشاعر:
هبني أسأتُ كما زعمـتَ***فأين عاقبة الأخوَّه
فإذا أسأتَ كما أسأتُ***فأين فضلُك والمروَّه
وقال طاهر بن عبد العزيز:
إذا ما خليلي أسا مرَّةً***وقد كان مِن قَبْل ذا مجمِلا
تحمَّلت ما كان مِن ذنبه***فلم يُفسد الآخر الأوَّلا
وأنشد الكريزي:
أسأت وأنكرتُ أنِّي أسأتُ***فأَفْضِل ولا تَكُ عين المسِي
لك الفَضْل بالعفو عمَّا عفوت***وإلَّا فأنت القَرِين السَّوي
وعفوك مقتدرًا نعمةً***وعفو المندِّد غير الهَني
وقال محمود بن الحسن الورَّاق:
إنِّي وهبت لظالمي ظُلمي***وغفرت ذاك له على عِلمِ
ورأيته أسدى إليَّ يدًا***لـمَّا أبان بجهله حِلْمي
رَجَعَت إساءتُه عليه وإحـ***ـساني إليَّ مضاعفٌ الغُنْمِ
وغَدَوتُ ذا أجرٍ ومَحْمَدةٍ***وغدا بكسب الظُّلم والإثمِ
وكأنَّما الإحسانُ كان له***وأنا المسيءُ إليه في الحكمِ
وما زال يظلمني وأرحمُه***حتى رَثَيْتُ له من الظُّلمِ
