الورع في واحة الشعر
قال سفيان الثوري:
إني وجدتُ فلا تظنُّوا غيره***هذا التورع عند هذا الدرهمِ
وقال الشاعر:
لا تُطلِ الشَّكوى ففيه التلفُ***والشكرُ لله الغني شرفُ
لا يُفسدُ دينَ الورَى إلا الطمع***حقًّا ولا يصلحُه إلا الورع
وقال آخر:
هل لكم باللهِ في بدعتِكم***مِن فقيهٍ أو إمامٍ يُتَّبع
مثل سفيان أخي الثوري الذي***علَّم النَّاسَ خفياتِ الورع
وقال علي بن محمد العلوي الجمال:
وذي حسد يغتابني حيث لا يرى***مكاني ويثني صالحًا حيث أسمعُ
تورَّعتُ أن أغتابَه مِن ورائِه***وها هو ذا يغتابني متورعُ
وقال آخر:
تورَّع ودعْ ما قد يريبك كلَّه***جميعًا إلى ما لا يريبك تسلمِ
وحافظْ على أعضائِك السبعِ جملةً***وراعِ حقوقَ الله في كلِّ مسلمِ
وكنْ راضيًا بالله ربًّا وحاكمًا***وفوِّض إليه في الأمور وسلِّمِ
وقال أبو عبد الله الواسطي:
ليس الظريفُ بكاملٍ في ظُرفِه***حتى يكونَ عن الحرامِ عفيفا
فإذا تورَّع عن محارمِ ربِّه***فهناك يُدعى في الأنامِ ظريفا
وقال آخر:
جليلُ العطايا في دقيقِ التورُّعِ***فدقِّقْ تنلْ عالي المقام المرفعِ
وتسلمْ من المحظورِ في كلِّ حالةٍ***وتغنمْ مِن الخيراتِ في كلِّ موضعِ
وتحمدْ جميلَ السَّعيِ بالفوزِ في غدٍ***فسارعْ إليه اليومَ مع كلِّ مسرعِ
ولا تكُ مثلي وابنًا متخلقًا***لجوهر عمر عن شرٍّ مضيعِ
- وقال إبراهيم بن داود:
المرءُ يُزري بلبِّه طمعُه***والدهرُ قدرٌ كثيرةٌ خِدعُه
والناس إخوانُ كلِّ ذي نَشَدٍ***قد خاب عبدٌ إليهم ضرعُه
والمرءُ إن كان عاقلًا ورعًا***أخرسه عن عيوبهم ورعُه
كما المريضُ السقيمُ يشغلُه***عن وجعِ النَّاسِ كلِّهم وجعُه