ماهي الحالات التي يجوز فيها الكذب مع ذكر الدليل؟
يجوز الكذب في ثلاث حالات: هي:
الحالة: الأولى:
في الحرب: لأن الحرب .
الحالة الثانية:
الإصلاح بين الناس: قال تعالى: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128].
الحالة الثالثة:
حديث الرجل امرأته: وحديث المرأة زوجها ليس المقصود منه الكذب على
ظاهره يجوز للرجل أن يكذب على زوجته مطلقاً إنما الحديث الذي فيه إدخال السرور على
المرأة من حيث إظهار محبتها والتودد إليها والمرأة أيضاً تظهر حسن العشرة مع زوجها
الدليل: كما في الحديث: عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط -رضي الله عنها- أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فينمي خيراً، أو يقول خير) متفق عليه وفي رواية: (ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاثٍ)
ما دليل الذين أجازوا الكذب لما فيه صلاح للمسلمين ؟
استدلوا على هذا بفعل إبراهيم -عليه السلام- في قوله الله تعالى لما حطم الأصنام قال إبراهيم: {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63]، وقال إبراهيم أيضاً: {إِنِّي سَقِيمٌ } [الصافات: 89]،ولما سئل عن زوجته سارة قال: هي أختي فذكر أن إبراهيم كذب في ثلاثة مواضع قالوا: إن هذا الكذب كان لمصلحة وكلها طبعاً لكي ينقذ نفسه ويخلص زوجته من ظلم هددوا به من أهل زمانهما .
ما التورية ؟ مع ذكر أمثله عليها؟
المقصود بالتورية: كلام له وجهان ظاهر وباطن، يريد المتكلم الوجه الباطن ويظن السامع أن المتكلم يريد الظاهر.
مثال: فعل أبي بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- لما كان في الطريق إلى المدينة كان الناس يسألونه عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فكان يخاف أن أحداً منهم يدل قريشاً على مكانهما فيقول: « هذا هادٍ يهديني الطريق » فيظن الناس أن أبا بكر يقصد أنه من الذين يعرفون الطرق ويدلونهم وأبو بكر يقصد أنه هادٍ يهديني الصراط المستقيم الذي يوصلني إلى الجنة هداية الدلالة والإرشاد .
ـ أيضاً روي -كما ثبت في صحيح البخاري- عن أم سليم -رضي الله عنها- أنه كان عندها ابن مريضاً فسافر أبو طلحة وابنها مريض فلما عاد أبو طلحة من السفر لم ترد إزعاجه ولا تفاجئ زوجها أول ما يصل من السفر بأخبار مزعجة تدخل على قلبه الهم والحزن بل تستقبله
بالسرور ، فلما جاء أبو طلحة من السفر إلى أم سليم وجدها قد تزينت له وسألها عن ابنهما فقالت أم سليم عن ولدها لقد هدأت نفسه وأرجو أن يكون قد استراح فظن أبو طلحة أن الطفل بخير وأنه ذهب عنه المرض وأنه الآن نائم بقولها: قد استراح، وهي تقصد أنه قد مات واستراح من المرض ولم تخبره بوفاته إلا في الصباح فلما ذهب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- سُرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- من حسن كلام أم سليم وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بارك الله لكما في ليلتكم) ورزقا بولد صالح مشهور قصته .
ـ من باب التورية في ذلك، ويروى عن الإمام الشعبي أن رجلاً جاء يريده والإمام الشعبي لا يريد أن يقابل هذا الرجل فقال الشعبي لجاريته، « قولي إني لست هنا ووضع إصبعه في حفرة في منزله »، يعني يقصد أني لست في هذه الحفرة
