النَّشَاط في واحة الشِّعر
قال الشَّاعر:
حُثَّ الكريم على النَّدى، وتقاضه***بالوعدِ، وابعثْه على الإنجازِ
ودَعِ الوُثُوقَ بطبعِه، فلطالما***نَشَط الجوادُ بشوكةِ المهمازِ
وقال ابن الرُّومي:
ولا تُطِل الفتورَ عن اصطناعي***وأنت لكلِّ مكرُمةٍ نشيطُ
وقال آخر:
بصرتُ بالحالةِ العُليا فلم أرَها***تُنَال إلا على جسرٍ من التَّعبِ
وقال آخر:
أعمِلْ لرزقِك كلَّ آلة***لا تقعدنَّ بذلِّ حاله
وانهضْ بكلِّ عزيمةٍ***فالمرءُ يعجِز لا محاله
وقال آخر:
إذا همَّ همًّا لم يرَ الليل غمة***عليه ولم تصعبْ عليه المراكبُ
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
اجهدْ ولا تكسلْ ولا تكُ غافلًا***فندامةُ العُقبَى لمن يتكاسلُ
وقال آخر:
عجبتُ لهم قالوا: تماديتَ في المنى***وفي المثلِ العُليا وفي المرتقى الصَّعبِ
فاقصرْ، ولا تُجهدْ يراعَكَ إنَّما***ستبذرُ حَبًّا في ثرى ليس بالخِصْبِ
فقلتُ لهم مهلًا، فما اليأسُ شيمتي***سأبذرُ حَبِّي، والثَّمارُ من الرَّبِّ
إذا أنا أبلغتُ الرِّسالة جاهدًا***ولم أجدِ السَّمعَ المجيبَ فما ذنبي
وقال آخر:
واحسرتاه تَقَضَّى العمرُ وانصرمتْ***ساعاتُه بين ذلِّ العجزِ والكسلِ
والقومُ قد أخذوا دربَ النَّجاةِ وقد***ساروا إلى المطلبِ الأعلَى على مَهَلِ
ويقول القرضاوي:
قالوا السَّعـادة فــي السُّكُو***ن وفي الخُمُـول وفـي الخمود
فـي العيـش بيـن الأهـــل***لا عيش المهاجـر والطَّـريد
فـي لقمــة تـأتـي إليــك***بغيــر ما جهـد جهيــد
فـي المشـي خلـف الرَّكـب في***دعَـة وفي خَطْـو وَئيـد
فـي أن تقــول كمـا يُقـا***ل فـلا اعتــراض ولا ردود
فـي أن تسيـر مـع القطيــ***ـع وأن تُـقــاد ولا تقـــود
فـي أن تعيـش كمـا يُــرا***د ولا تعيش كمـا تـُريــدُ
قلت الحيـاة هــي التَّحرُّ***ك لا السـُّكــون ولا الهمــود
وهـي الجهـاد وهـل يجا***هد مــن تعلَّــق بالقعـــود
وهـي الشُّعور بالانتصـا***ر ولا انتصــار بلا جهـود
وهـي التَّلــذُّذ بالمتا***عب لا التـَّلــذُّذ بالــرُّقــود
هي أن تـذود عـن الحيا***ض وأي حـــرٍّ لا يــــذود
هي أن تَحُـسَّ بأنَّ كأ***س الذُّلِّ مـن مــاء صــديــد
هي أن تعيش خليفة***في الأرض شــأنك أن تســـــود