النَّزَاهَة في واحة الشِّعر
قال علي بن عبد العزيز القاضي:
يقولون لي فيك انْقِبَاضٌ وإنَّما***رأوا رجلًا عن موقف الذُّل أحْجَما
أرى النَّاس من داناهم هان عندهم***ومن أكَرَمَته عِزَّةُ النَّفس أُكْرِمَا
ولم أقضِ حقَّ العلم إن كان كلَّما***بدا طمعٌ صيَّرته لي سلَّما
وما كلُّ برقٍ لاح لي يَسْتَفِزُّنِي***ولا كلُّ من لاقيت أرضاه مُنْعِمَا
إذا قيل هذا مَنْهَل قلت قد أرى***ولكنَّ نفسَ الحرِّ تحتملُ الظَّما
أُنَهْنِهُها عن بعض ما لا يشينُها***مخافةَ أقوالِ العِدَا فيم أوْ لِمَا
ولم أبتذل في خدمة العلم مُهْجَتي***لأخدم من لاقيت لكن لأُخْدَما
أأشقى به غرسًا وأجنيه ذِلَّة***إذًا فاتِّباع الجهل قد كان أحْزَما
ولو أنَّ أهل العلم صانوه صانهم***ولو عظَّموه في النُّفوس لَعُظِّمَا
ولكن أهانوه فهان ودنَّسوا***محيَّاه بالأطماع حتى تجهَّما
قال الشَّاعر:
أُنزِّه نَفسِي عَن أَذَى القَوْل والخنا***وإنِّي إِلى الإسلام والسِّلم أجنحُ
وعقلي وديني والحياء يردُّني***عن الجَهْل لكنِّي عن الذَّنب أصفحُ
فشتَّان مَا بيني وبَيْنك في الهوى***وكلُّ إنَاء بالذي فيه ينضحُ