كتمان السِّرِّ في واحة الشعر
: أنس بن أسيد:
ولا تُفشِ سرَّك إلا إليك***فإنَّ لكلِّ نصيح نصيحًا
فإني رأيتُ وُشاةَ الرجالِ***لا يتركون أديمًا صحيحًا
وقال علي بن محمد البسامي:
تبيحُ بسرِّك ضِيقًا به***وتبغي لسرِّك مَن يكتمُ
وكتمانُك السِّرَّ ممن تخافُ***ومَن لا تخافنَّه أحزمُ
إذا ذاع سرُّك من مخبَرٍ***فأنت وإن لمته ألومُ
وقال آخر:
إذا المرءُ أفشَى سرَّه بلسانه***ولام عليه غيره فهو أحمقُ
إذا ضاق صدرُ المرءِ عن سرِّ نفسِه***فصدرُ الذي يُستودعُ السِّرَّ أضيقُ
وقال عبد العزيز بن سليمان:
إذا ضاق صدرُ المرءِ عن بعضِ سرِّه***فألقاه في صدري فصدري أضيقُ
ومَن لامني في أن أُضيِّع سِرَّه***وضيَّعه قبلي فذو السِّر أخرقُ
وقال الصلتان السعدي:
وسرُّك ما كان عندَ امرئٍ***وسرُّ الثلاثةِ غيرُ الخفِي
وقال آخر:
فلا تنطق بسرِّك كلُّ سرّ***إذا ما جاوز الاثنين فاشي
وقال بعض الشعراء:
ولو قدرتُ على نسيانِ ما اشتملتْ***مني الضلوعُ على الأسرارِ والخبرِ
لكنت أولَ من ينسى سرائرَه***إذا كنت مِن نشرِها يومًا على خطرِ
وحكي أن عبد الله بن طاهر تذاكر الناس في مجلسه حفظ السِّرِّ فقال ابنه:
ومستودعي سرًّا تضمنت سرَّه***فأودعته من مستقر الحشى قبرًا
ولكنني أخفيه عنِّي كأنني***من الدهر يومًا ما أحطتُ به خبرًا
وما السِّرُّ في قلبي كمَيْتٍ بحفرة***لأنِّي أرى المدفون ينتظر النشرا
قال الشاعر:
إنَّ الكريم الذي تبقَى مودَّتُه***ويحفظُ السرَّ إن صافى وإن صرما
ليس الكريم الذي إن غاب صاحبُه***بثَّ الذي كان مِن أسرارِه علما
وقال آخر:
وكنت إذا استودعت سرًّا كتمته***كبَيْضِ أَنُوقٍ لا يُنال لها وكرُ