دكتور سرحان سليمان
النظام السابق مسئولاً عن تغلغل إسرائيل بأثيوبيا، وهذه بعض مظاهر زيادة نفوذ إسرائيل بأثيوبيا:
لم يقتصر تركة نظام مبارك الفاسدة التي تولى إصلاحها الرئيس الحالي، على الفساد الذي طال كل أركان الدولة، بل تجاوز لضياع مكانة مصر دوليا وعلاقتها الخارجية وفقدان مصالحها من تلك المكانة، فنظر بتعالي واستكبار للدول الأفريقية، مما جعل دول حوض النيل ودول شرق وجنوب أفريقيا خصيصا أن ارتمت في أحضان إسرائيل والمنظمات اليهودية وأمريكا، لما حققته تلك الدول لها من منافع في غياب مصر، وسوف اذكر التي لم يطلع عليها المصريين في دول حوض النيل:
1- عقدت إسرائيل منذ سنوات اتفاقيات تجارية شاملة مع أثيوبيا، ضمنها أن تقوم أثيوبيا باستيراد كافة احتياجاتها من إسرائيل، وإسرائيل ملزمة بتوفير ذلك وبأسعار خاصة، ومعظمها دعما بدون مقابل.
2- تسليح إسرائيل لأثيوبيا والدول المجاورة بأحدث الأسلحة.
3- تأجير إسرائيل لمئات الآلاف الأفدنة من الأراضي بأثيوبيا ثم تلاها جنوب السودان بنظام الانتفاع طويل الأجل مقابل تسعيرة تحقق للأثيوبيين عائداً ضخماً، خاصة في ظل عدم القدرة لديهم في استغلال تلك الأراضي.
4- إنشاء إسرائيل بورصة حبوب باديس أبابا، لجعل أثيوبيا مركز تجارى للدول الأفريقية وقد حققت في أول عامين نشاطا تجاريا بقيمة مليارين من الدولارات.
5- تقديم إسرائيل كافة الدعم لأثيوبيا وجنوب السودان في كافة المجالات، اخرها إنشاء مدارس زراعية وكليات ومنشات صحية والعديد في جميع مجال الخدمات.
6- استغلت إسرائيل دورها في الحصول على اتفاقيات تنفرد بموجبها على السلع الزراعية والمواد الخام التي تتمتع بها أثيوبيا عالميا كالبن والشاي والتبغ وغيرها بالإضافة إلى بعض المواد المعدنية النادرة.
كل ذلك وغيره، ما تركه النظام السابق، وان النظام الحالي ليس مسئولا عن تراجع مكانة مصر في تلك الدول، ويحاول جاهداً بإعادة تلك المكانة بنظرة جديدة على أساس المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة.
د.سرحان سليمان
منقول
|