الفِطْنَة في واحة الشِّعر
يقول ابن أبي عيينة:
فانظر وفكِّر فيما تمرُّ به***إنَّ الأريب المفكر الفَطِن
وقال حبيب في بني تغلب من أهل الجزيرة، يصفهم بالجفاء وقلَّة الأدب مع كرم النُّفوس:
لا رِقَّة الحضر اللَّطيف غَذَتهم***وتباعدوا عن فِطْنَة الأعرابِ
فإذا كشفتهم وجدت لديهم***كرم النُّفوس وقلَّة الآدابِ
وقال الشَّاعر:
شهم الفؤادِ ذكاؤه ما مِثْلُهُ***عند العزيمةِ في الأَنامِ ذَكاءُ
وقال آخر:
أَلْمَعيُّ الظُّنونِ مُتَّقدُ الذِّهْنِ***أعانته فِطْنَة وذكاءُ
مِخْلَطٌ مِزْيَلٌ مِعَنٌّ مِفَنٌّ ***كلُّ دَاء له لَدَيْهِ دَوَاءُ
وقال آخر:
ذو العقلِ يسخو بعيشِ ساعتِه***وبالذي بعدَها تشحُّ يدُه
وكلُّ ذي فِطْنَةٍ ومعرفةٍ***أهمُّ مِن يومِه عليه غدُه
وقال شاعر يصف أحدهم:
فضل النَّاس فِطْنَةً واجتهادًا***في رضى ربِّه ورأيًا وعقلًا
وقال المتنبي:
لا يُدْرِكُ المجْدَ إلَّا سَيِّدٌ فَطِنٌ***لِمَا يَشُقُّ على السَّادَاتِ فَعَّال
لا وارثٌ جَهِلَت يُمْنَاه ما وَهَبَت***ولا كَسُوبٌ بغير السَّيف سَئَّالُ