العفة في واحة الشعر
قال الشافعي:
عِفُّوا تعِفَّ نساؤكم في المحرمِ***وتجنَّبُوا ما لا يليقُ بمسلمِ
إنَّ الزِّنا دَينٌ إذا أقرضتًه***كان الوفا مِن أهلِ بيتِك فاعلمِ
يا هاتكًا حُرمَ الرجالِ وقاطعًا***سُبلَ المودةِ عشتَ غيرَ مُكرَّمِ
لو كنتَ حرًّا مِن سُلالةِ ماجدٍ***ما كنتَ هتَّاكًا لحرمةِ مُسلمِ
من يزنِ يُزنَ به ولو بجدارِه***إن كنتَ يا هذا لبيبًا فافهمِ
وقال معن بن أوس:
لعمرُكَ ما أهويتُ كفِّي لريبةٍ***ولا حملتني نحوَ فاحشةٍ رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها***ولا دلَّني رأيي عليها ولا عقلي
وأعلمُ أني لم تُصبني مصيبةٌ***مِن الدهر إلا قد أصابتْ فتًى قبلي
ولست بماشٍ ما حييتُ بمنكرٍ***مِن الأمرِ لا يسعَى إلى مثلِه مثلي
ولا مُؤْثرًا نفسي على ذي قرابةٍ***وأُوثرُ ضيفي ما أقام على أهلي
وقال آخر:
تقنَّع بالكفافِ تعشْ رخيا***ولا تبغِ الفضولَ مِن الكفافِ
ففي خبزِ القفارِ بغيرِ أُدْمٍ***وفي ماءِ القِراحِ غنًي وكافِ
وفي الثوب المرقَّع ما يُغطَّى***به مِن كلِّ عُريٍ وانكشافِ
وكلُّ تزيُّنٍ بالمرءِ زينٌ***وأزينُه التزيُّنُ بالعفافِ
وقال آخر:
لا تخضعنَّ لمخلوقٍ على طمعٍ ***فإنَّ ذلك نقصٌ منك في الدِّينِ
لن يقدرَ العبدُ أن يعطيَك خَرْدلةً***إلا بإذنِ الذي سوَّاك مِن طينِ
فلا تصاحبْ غنيًّا تستعزُّ به***وكن عفيفًا وعظِّمْ حُرمةَ الدِّينِ
واسترزقِ اللهَ ممَّا في خزائنِه***فإنَّ رزقَك بينَ الكافِ والنُّونِ