اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غرباء غرباء
ننصح بعدم المشاركة في الاحتفال به، مع مراعاة أن المجاملة على حساب الدين، والخلق والكرامة ممنوعة، لا يقرها دين، ولا عقل سليم، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَنِ الْتَمَسَ رِضَاءَ اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ؛ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَاءَ النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ؛ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
|
أخي الكريم : ليس في تهنئة الأقباط بأعيادهم أي سخط للمولي عز وجل . واستشهادك بالحديث الشريف في غير محله !
كما أنه لا يوجد أي مجاملة علي حساب الدين أو الخلق أو الكرامة !! واستشهادك بالمفتي الحالي لا يوجب الأخذ برأيه وترك ما سواه . فكل يُخذ منه ويُرد عليه إلا الحبيب محمد صل الله عليه وسلم . ولا يوجد حديث واحد صحيح يمنعني من تهنئة أي قبطي !!
الأمر اجتهاد من العلماء والفقهاء . منهم من يصيب بفضل الله عز وجل , ومنهم من يخطئ .
وأذكرك وأذكر الأخرون بأن الامام الشافعي حينما أتي إلي مصر , قام بتغيير الكثير من أرائه حينما رأي أموراً لم يكن يراها وهو في الحجاز أو العراق .
يوجد ثوابت في الدين لا مساس بها عبر كل العصور والأزمنة . ولكن أيضاً الدين الاسلامي هو الدين الخاتم وهو الدين الصالح لكل الأزمنة حتي قيام الساعة , والعالم يتغير من زمن لأخر ومن مكان لأخر , وهناك الكثير من أمور الدين فيها سعة للعلماء والفقهاء ولا يجب أن نحصر الدين في كل أقوال السابقين ( مع تقديرنا وامتناننا الشديد لهم ) .
سأضرب لك وللأخرون مثلاً تفكروا فيه جيداً بالعقل ( الدين الاسلامي دين عقل في المقام الأول , وما لا يُؤخذ بالعقل وحده فيه هو الفروض والنواهي )
لنقول بأنني متزوج من كتابية ( قبطية أو يهودية ) وهي باقية علي ملتها كما هي ( وقد أباح لي الشرع الاسلامي هذا الأمر ) وحل وقت أحد أعيادها ( ليكن عيد القيامة مثلاً ) فهل يحق لي أن أمنعها من أن تحتفل في بيت أهلها بهذا العيد ؟! هل لي الحق في منعها من تأدية شعائر دينها في بيتي ؟! هل يحق لي أن أمنعها من الصوم الذي تعتقده هي ؟! هل يحق لي أن أمنعها عن قراءة كتابها ؟!
الدين الاسلامي لا يبيح لي هذا . فهل موافقتي ( وفقاً لما يأمرني به ديني ) لها بأن تؤدي شعائر دينها هو إقرار مني بصحة هذه الشعائر ؟! فما بالنا أن نُحرم قول ( كل عام وأنتِ بخير ) ؟!!
جزاك الله خيراً وبارك فيك .