السَّتْرُ في واحة الشِّعر
قال ثعلب:
ثلاثُ خصالٍ للصَّديقِ جعلتُها***مُضَارِعَةً للصَّومِ والصَّلواتِ
مواساتُه والصَّفحُ عن عثراتِه***وتركُ ابتذالِ السِّرِّ في الخلواتِ
وقيل:
إذا شئتَ أن تحيا ودينُك سالـمٌ***وحظُّك موفورٌ وعرضُك صَيِّنُ
لسانُك لا تذكرْ به عورةَ امرئٍ***فعندك عَوراتٌ وللنَّاسِ ألسنُ
وعينُك إن أبدتْ إليك معايبًا***لقومٍ فقلْ: يا عينُ للنَّاسِ أعينُ
وصاحبْ بمعروفٍ وجانبْ مَن اعتدَى***وفارقْ ولكن بالتي هي أحسنُ
وقال الشَّاعر:
إذا المرءُ لم يلبسْ ثيابًا مِن الـتُّقَى***تقلَّبَ عريانًا وإن كان كاسيَا
وخيرُ لباسِ المرءِ طاعةُ ربِّه***ولا خيرَ فيمَن كان للهِ عاصيَا
وقال أحمد شوقي:
ومن لم يُقِمْ سِتْرًا على غيرِه***يعِشْ مُسْتَباحَ العرضِ مُنْهَتك السِّتر
وقيل:
شرُّ الورَى مَن بعيبِ النَّاسِ مُشْتَغلٌ***مثلَ الذُّبابِ يراعي موضعَ العللِ
وقال ابن الأعرابي:
إذا المرءُ وفى الأربعين ولم يكنْ***له دونَ ما يأتي حياءٌ ولا سِتْرُ
فدعْه ولا تَنْفَسْ عليه الذي أتى***ولو مد أسباب الحياة له العمر
وقال الشَّاعر:
إذا أنت عِبْتَ النَّاس عابوا وأكثروا***عليك وأبدوا منك ما كان يُسْتَرُ
وقد قال في بعض الأقاويل قائل***له منطق فيه لسان محبر
إذا ما ذكرتَ النَّاسَ فاتركْ عيوبَهم***فلا عيبَ إلا دون ما فيك يُذْكَرُ
فإن عِبْتَ قومًا بالذي ليس فيهم***فذاك عندَ الله والنَّاسِ أكبرُ
وإن عِبْتَ قومًا بالذي فيك مثله***فكيف يَعِيب العُورَ من هو أعورُ