الرِّفق في واحة الشعر
قال الشاعر:
الرِّفقُ ممن سيلقَى اليمنَ صاحبُه*** والخُرقُ منه يكونُ ال***ُ والزللُ
والحزمُ أن يتأنى المرءُ فرصتَه***والكفُّ عنها إذا ما أمكنتْ فشلُ
والبرُّ للهِ خيرُ الأمرِ عاقبةً***واللهُ للبرِّ عونٌ ماله مثلُ
خيرُ البريَّةِ قولًا خيرُهم عملًا***لا يصلحُ القولُ حتى يصلحَ العملُ
وقال القاضي التنوخي:
القَ العدوَّ بوجهٍ لا قطوبَ به***يكادُ يقطرُ مِن ماءِ البشاشاتِ
فأحزمُ النَّاسِ مَن يلقَى أعاديَه***في جسمِ حقدٍ وثوبٍ مِن موداتِ
الرِّفقُ يمنٌ وخيرُ القولِ أصدقُه***وكثرةُ المزحِ مفتاحُ العداواتِ
وقال منصور بن محمد الكريزي:
الرفقُ أيمنُ شيءٍ أنت تتبعُه***والخرقُ أشأمُ شيءٍ يقدُمُ الرِّجلا
وذو التثبتِ مِن حمدٍ إلى ظفرٍ***مَن يركبِ الرِّفقَ لا يستحقبِ الزَّللا
وقال النابغة:
الرِّفقُ يمنٌ والأناةُ سلامة***فاستأنِ في رفقٍ تلاقِ نجاحًا
وقال أحمد بن موسى الأزرق:
وزِنِ الكلامَ إذا نطقتَ، فإنَّما***يُبدي العقولَ أو العيوبَ المنطقُ
لا أُلفينَّك ثاويًا في غربةٍ***إنَّ الغريبَ بكلِّ سهمٍ يُرشقُ
لو سار ألفُ مدجَّجٍ في حاجةٍ***لم يقضِها إلا الذي يترفَّقُ
وقال مسلم بن الوليد:
ينالُ بالرِّفق ما يعيا الرجالُ به***كالموتِ مستعجلًا يأتي على مهلِ
وقال محمد بن حبيب الواسطي:
بنيَّ إذا ما ساقك الضرُّ فاتئدْ***فللرِّفقُ أولى بالأريبِ وأحرزُ
فلا تَحْمَينْ عند الأمورِ تعزُّزًا***فقد يورثُ الذُّلَ الطويلَ التعززُ
وقال آخر:
خذِ الأمورَ برفقٍ واتئدْ أبدًا***إياك مِن عجلٍ يدعو إلى وصبِ
الرفقُ أحسنُ ما تُؤتَى الأمورُ به***يصيبُ ذو الرفقِ أو ينجو مِن العطبِ
وقال المنتصر بن بلال:
وعليك في بعضِ الأمورِ صعوبةٌ***والرِّفقُ للمستصعباتِ مِرانُ
وبحسنِ عقلِ المرءِ يثبتُ حالُه***وعلى المغارسِ تُثمرُ العيدانُ
وقال أبو الحسن الربعي:
الرِّفقُ ألطفُ ما اتخذتَ رفيقَا***ويسوءُ ظنُّك أن تكونَ شفيقا
فخذِ المجازَ مِن الزمانِ وأهلِه***ودعِ التعمقَ فيه والتحقيقا
وإذا سألتَ اللهَ صحبةَ صاحبٍ***فاسألْه في أن يصحبَ التوفيقا
وانظرْ بعينِك حازمًا متعذرًا***في حيثُ شئتَ وعاجزًا مرزوقا