التَّعاون في واحة الشِّعر
قال الشَّاعر:
لولا التَّعاونُ بينَ النَّاسِ ما شرفتْ***نفسٌ ولا ازدهرتْ أرضٌ بعمرانِ
ويرحم الله شوقي حيث يقول:
إنَّ التَّعاون قوَّةٌ عُلويةٌ***تبني الرِّجالَ وتبدعُ الأشياءَ
وقال آخر:
لعمرُك ما مال الفتى بذخيرةٍ***ولكن إخوانَ الثِّقاتِ الذخائرُ
وقال آخر:
يُعرِّفُك الإخوانُ كلٌّ بنفسِه***وخيرُ أخٍ ما عرَّفتك الشدائدُ
وقال آخر:
أُعِين أخي أو صاحبي في بلائِه***أقومُ إذا عضَّ الزَّمانُ وأقعُدُ
ومَن يفردِ الإخوانَ فيما ينوبُهم***تَـنُـبْه الليالي مرَّةً وهو مفردُ
وقال حافظ إبراهيم:
لا تعجبنَّ لملكٍ عَزَّ جانبُه***لولا التَّعاونُ لم تنظرْ له أثرَا
وقال آخر:
أخاك أخاك إنَّ مَن لا أخًا له***كساعٍ إلى الهيجا بغيرِ سلاحِ
وإنَّ ابنَ عمِّ المرءِ - فاعلمْ – جناحُه***وهل ينهضُ البازي بغيرِ جناحِ
ولله درُّ القائل:
كونوا جميعًا يا بَنيَّ إذا اعترَى***خَطبٌ ولا تتفرَّقوا آحادَا
تأبى القِداحُ إذا اجتمعن تكسُّرًا***وإذا افترقن تكسَّرت أفرادَا
وقال آخر:
النَّاسُ للنَّاسِ مِن بَدوٍ وحاضرةٍ***بعضٌ لبعضٍ وإن لم يشعروا خدمُ
وقال آخر:
إذا العبءُ الثَّقيلُ توزَّعته***رقابُ القومِ خفَّ على الرِّقابِ
وقال آخر:
وإن قام منهم قائمٌ قال قاعدٌ***رشدتَ فلا غرمٌ عليك ولا خَذْلُ
وقال آخر:
إذا ما تأمَّلنا الأمورَ تبيَّنتْ***لنا وأميرُ القومِ للقومِ خادمُ
وقال آخر:
إذا سيِّدٌ منَّا ذَرَا حَدُّ نابِه***تَخَمَّطَ فِينا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ
وقال أحد الشُّعراء:
همومُ رجالٍ في أمورٍ كثيرةٍ***وهمِّي مِن الدُّنْيا صديقٌ مساعدُ
نكونُ كروحٍ بينَ جسمين قُسمتْ***فجسماهما جسمان والرُّوحُ واحدُ
وقال آخر:
إنِّي رأيتُ نملةً***في حيرةٍ بين الجبال
لم تستطعْ حملَ الطَّعامِ***وحدَها فوق الرِّمال
نادت على أختٍ لها***تعينُها فالحملُ مال
لم يستطيعا حملَه***تذكَّرا قولًا يُقَال
تعاونوا جميعكم***فالخير يأتي بالوصال
نادت على إخوانِها***جاءوا جميعًا بالحبال
جرُّوا معًا طعامَهم***لم يعرفوا شيئًا محال
وقال حافظ إبراهيم:
إذا ألـمَّت بوادي النِّيلِ نازلةٌ***باتت لها راسياتُ الشَّامِ تضطربُ
وإن دعا في ثرى الأهرام ذو ألمٍ***أجابه في ذرا لبنان منتحبُ
لو أخلص النِّيلُ والأردنُ ودَّهما***تصافحتْ منهما الأمواهُ والعشبُ
وقال آخر:
وكلُّ عضوٍ لأمرٍ ما يمارسُه***لا مشي للكفِّ بل تمشي به القدمُ
وقال أحمد محرم:
وبلوتُ أسبابَ الحياةِ وقستُها***فإذا التَّعاونُ قوَّةٌ ونجاحُ
وقال آيضًا:
وإن ضاع التَّعاونُ في أناسٍ***عَفت آثارُهم في الضَّائعينا